تجاهل أخر الفصول:
في أخر ثالثة فصول من كتاب البرت أينشتاين، كان هناك فصل عن اليهود بشكل مفصل وعن
وضعهم قبل احتالل فلسطين وتم تلخيص أهم مقالين يتعلقان بالوضع الحالي؛ رأيه بالتعايش مع
العرب ومسألة احتالل اليهود لفلسطين.
أفكاره في هذا الفصل بشكل عام كانت مؤيده لما كان يعرف بزمانه بالقضية اليهودية التي ينتمي
إليها، وكان دائما د قبل ذلك من ً
مذابح وعدم مساواة ومنعهم من مزاولة األعمال وحرمانهم من الحصول على الجنسيات في
يفسر وقوفه في جانب الصهيونية بسبب الظلم الذي وقع على اليهو
أوروبا، لذلك ال معنى وال فائدة من نقل أرائه عن أحداث قديمة واضحة للعيان.
الفصل الثاني الذي تم تجاهله يتعلق بالمانيا، وأرائه عنها في العصرين؛ النازي وما قبله، وهي
مسائل واضحة بديهية، ال يبدو أن طرحها اآلن لها قيمة ألن كل شيء بات من الماضي، والجميع
يدين األراء العنصرية والفلسفات المتطرفة.
الفصل الثالث الذي تم تجاهل الخوض فيه بالتفصيل هو مساهماته العلمية، وهذا الفصل تم
االستعاضة عنه بتقديم شرح كامل عن حياة البرت أينشتاين وشرح إلنجازاته العلمية بطريقة
مختصرة، بحيث يستفيد منها شريحة أكبر من القراء بدالً من توقف اإلفادة على أصحاب المعرفة
العميقة بالفيزياء فقط، فالهدف من هذا الكتاب إضافة شيء لطريقة التفكير العامة واالجتماعية،
بعيداً عن التعقيدات العلمية.
وسيتم تعويض هذا التجاهل من خالل شرح لسيرة العالم كما أسلفت الذكر، إضافة لما تم خالل
قراءة الكتاب من إضافة أهم أقواله.
من هو أينشتاين ؟
البرت أينشتاين، ولد في 99-أذار )مارس( - 9071 وتوفي في 90 نيسان )ابريل( -9111،
الماني المولد وفيزيائي نظري، حصل خالل حياته على الجنسيات األلمانية والسويسرية
واألمريكية.
اشتهر بعد تطويره ما يعرف بالنظرية النسبية العامة، التي تعد أحد أعمدة الفيزياء الحديثة، وأكثر
ما يميزه لدى الناس نظريته الشهيرة في الطاقة ) 9^E = mc(.
البرت ولد قبل نشأة المانيا الحديثة، فهو من مواليد ما كان يعرف باالمبراطورية األلمانية، والده
كانه مهندساً ورجل مبيعات، وأما أمه فكانت ربة منزل، وكالههما يهودي، ورغم محاوالت البرت
في كثير من الحاالت لكنه تورط فيما يعرف بالقضية اليهودية ودخل في
إظهار نفسه علمانياً
األجندة الصهيونية بشكل واضح.
من األخطاء الشائعة عن البرت أينشتاين أنه عانى من صعوبات التعلم أو الكالم في طفولته، وعلى
العكس من ذلك فقد حقق عالمات ممتازة في الصف األول، كما أنه كان يكتب باليد اليمنى وليس
اليسرى عكس ادعاءات البعض.
الملفت في أينشتاين أنه منذ الطفولة لم يقتنع بتفسيرات العلماء لبعض الظواهر، فهو مثال لم يقتنع
بتفسير حركة البوصلة، وبقي يحاول تفسير هذه الظواهر مما ساعده على الوصول لنظريات
علمية متقدمة على عصره، ويستخدم هذا المثال في التربية كدليل على أهمية عدم قمع األطفال
عند االعتراض على األفكار السائدة.
في عام 9011 فشل البرت أينشتاين بامتحانات معهد البوليتنيك في سويسرا والذي كان يعد من
المعاهد العلمية الرائدة، لكن تفوقه في الفيزياء والرياضيات دفع مسؤول المعهد لنصحه بالدراسة
في مدرسة أخرى في سويسرا كمرحلة انتقالية، ثم تخلى عن جنسيته األلمانية لتجنب الخدمة
العسكرية وحصل على السويسرية بدلا منها.