3..- جن أو روح شريرة
تقول صاحبة تجربة : " لدي كل صناديق مجوهرات جدتي ومعظم مجوهراتها ويحدث في العديد من المرات أنني أنسى وأترك مجوهراتي خارج درج الطاولة أو خزانة الملابس ، وفي الصباح اختفت المجوهرات من أحد الصناديق في درج طاولة التسريحة أو خزانة الملابس".
عندما تحدث ظاهرة DOP فإن العديد من الناس (إن لم يكن نصفهم) يلقون باللوم بشكل جدي على الجن أو الأرواح الشريرة ، وتعرف الروح الشريرة عادة على أنها روح خبيثة ولعوب يتضمن نشاطها سماع أصوات غامضة أو موسيقى أو تحرك أغراض لا تفسير له، لذلك عندما تختفي فرشاة الشعر فإن بعض الناس سيعتقد أنها من فعل الروح الشريرة.
ولدى بعض الناس أكثر من سبب لكي يلوم الجن أو الروح الشريرة أكثر من غيرها من الأسباب وقد يكون الحال هكذا عندما لا يكون اختفاء فرشاة الشعر مسألة منعزلة وإنما تحدث تلك الأمور على نحو متكرر يثير الريبة كأن يرى الشخص أن الأغراض "تختفي" أو تنقل من مكانها على نحو منتظم على سبيل المثال أو أن هناك ظاهرة أخرى مترافقة معها مثل شم روائح أو سماع أصوات مجهولة المصدر.
في بعض الأحيان يكون للغرض المفقود تاريخ مما يعطي فكرة للشخص بأن روحاً متصلة به . كأن يكون هناك ساعة يد تعود ملكيتها إلى أحد الأجداد وتنتقل دائماً إلى مكان معين من تلقاء نفسها وهو نفس المكان الذي اعتاد أن يضعها فيه في حياته الماضية أو أن تشبه حالة مجوهرات الجدة المذكورة أعلاه.
وعلى الرغم أن الشخص يرجح أن روحاً مسؤولة عن فقدان الغرض فإن العلم لم يكشف عن حقيقة تلك الروح ، وفي المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص حيث ينتشر الإعتقاد السائد بتأثير الجن على حياة البشر يكون الجن عادة المسؤول الأول عن فقدان الغرض في كثير من الحالات وهناك عبارة يقولها الشخص عند يأسه من البحث عن الغرض المفقود وهي : " استعاروه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ، ويقصد بذلك الجن ، ويدعي البعض أن قراءة سورة الضحى من القرآن الكريم لـ 3 لها فضل في إعادة الغرض المفقود إلى صاحبه رغم أن البعض يعتبر ذلك بدعة ولا أساس له في الكتاب أو السنة.
ولعل ما ذكر يقودنا إلى طرح تساؤل وهو:
هل هناك روح حقيقية تعلقت بهذا الغرض فقامت بتحريك أو استعارته باستخدام قوة مجهولة لم يفسرها العلم بعد ؟ أم أن ذلك النشاط أو الطاقة قد نشأ عن لاوعي الشخص وصلته العاطفية والشعورية اتجاه هذا الغرض ومالكه الأصلي ؟
4- إحتجاب مؤقت
تقول صاحبة تجربة : " كانت ليلة عودتي إلى موطني بعد غياب طويل وكنت قد جلبت معي 3 فساتين منذ بضعة أيام أو قبل ذلك وخططت لإرتداء الفستان ذو اللون الأبيض والأسود ، ذهبت إلى خزانة ملابسي قبل ساعة أو نحو ذلك قبل أن أستعد لحفلة الرقص فلم أعثر على الفستان في أي مكان من خزانة ملابسي ! ولا حتى مع الفستانين الأخريين. بحثنا أنا و وأمي في كل مكان لكننا لم نعثر عليه . وأخيراً قالت لي أمي بأن علي أن أرتدي إحدى الفستانين الموجودين ، فاخترت واحداً بلون أبيض. وبعد مرور يوم أو أكثر على حفلة الرقص ذهبت إلى خزانة ملابسي لأجد قميصاً ألبسه فتفاجأت بوجود الفستان ذو اللون الأبيض والأسود الذي كنت أنوي ارتداءه في حفلة الرقص حيث كان أول قطعة من الملابس على الرف ! ".
لنعد مرة أخرى إلى مثال "المرأة وفرشاة الشعر " حيث كانت تعتقد أنها وضعتها على الطاولة كما هو الحال دائماً على طاولة التسريحة ، لكنها فقدت وبدأت بالبحث عنها، ولنفترض عدم وجود أي أحد في المنزل يمكن له أن يستعيرها ، بعد وقت قصير تجدها مرة أخرى على طاولة التسريحة.
كانت شخصية المحقق (شرلوك هولمز ) تقول في مغامرة (بيريل كورونت) : " إنها مقولة قديمة لي وهي أنه عندما تستبعد المستحيل فلن يبقى لديك سوى الحقيقة مهما كانت طبيعة الأمر الوارد".
وهنا نقول للسيد (هولمز ) أنه هناك أيضاً تفسيراً وارداً في مسألة "المرأة وفرشاة شعر " أو "ملابس الفتاة " وهو أن تحتجب أغراضهما أو تصبح غير مرئية لفترة مؤقتة فقط.
في الحقيقة لا وجود لفرضية علمية تسمح لشيء أو غرض بأن يصبح غير مرئياً ومن ثم وبعد وقت بسيط يعود ليصبح مرئياً مرة أخرى إلا أن هذا هو بالضبط التأثير الذي يدركه بعض من عاش تجربة DOP . وإذا كان هذا الغياب المؤقت ممكناً بطريقة ما فإنه يثير الكثير من التساؤلات : كيف ولأي سبب أصبح غرض معين غير مرئي ؟ وهل لهذا التأثير صلة حميمية ناجمة عن الإستخدام المنتظم من قبل الشخص ؟ أم أنه تأثير مادي أو فيزيائي ناتج عن آليات غير معروفة أو مدروسة في العقل البشري ؟
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون "الإحتجاب " ظاهرة نفسية ، أي أن الغرض ما زال هنا أمامنا حقيقة لكن انتباهنا مشتت لدرجة أننا لا نراه أمامنا ، وإن كان يصعب عليك تصديق ذلك يمكنك أن تقرأ عن إختبار الإنتباه الإنتقائي Selective Attention Test