الإيمان بالقلب ام بالعقل؟
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة وسلام على سيد ولد أدم محمد عليه افضل الصلاة وسلام
يقول البعض ان الإيمان بالله ودين الله يكون بالقلب فقط و هذا الكلام يردده زملائنا المسيحيين فنجد ان اغلب كلامهم عن الحب و المحبة والله محبة وحتى بالتفاسير نجد كلام عاطفي كثير اكثر من كونه عقلاني ويقولون إذا سٌئلوا بكثرة ان الدين لا يمكن فهمه بشكل صحيح بالعقل ابداً فالعقل اضعف من ان يستوعبه و يلغون بهذا دور العقل في مسئلة الإيمان.
ونجد ان الشيعة يستعملون نفس الطريقة فكلام علمائهم اغلبه اناشيد لتحريك القلب و استحضار لموضوع الفتنة و مقتل الحسن و الحسين و الحزن عليهم و جذب الناس بهذه العاطفة.
ونجد ايضاً كلام عاطفي و روحاني كثير عند الأخوة الصوفية .
انا لست ضد هذا لكني اعتقد ان هذا ناقص الله سبحانه خلق الإنسان من قلب و عقل وإننا لا ننكر دور الروحانيات في تغيير البشر و تأثيرها عليهم نحوى الأفضل لكننا نكره إلغاء العقل بالمقابل .
الله سبحانه لم يميز الإنسان بالقلب و الحب و المحبة فالحيوانات كلها تحب وتملك قلوب ورغم هذا هي غير مٌكلفة بحمل الدين أما الإنسان فالله ميزه بالعقل عنهم و حمله مسؤلية الدين وإذا كان الإيمان بالقلب فقط فلماذا خلق الله لنا العقل؟ وميزنا به عن كل المخلوقات فلا يوجد مخلوق واحد بمثل الإنسان بالعقل ابداً.
إن كل صانع لشيئ معين يضع مع هذا الشيئ كتاب ليعلم المستخدم كيفية تشغيله و التعامل معه و الذي خلق و صنع الإنسان بشكل لا يمكن معه ان يترك اي احتمال للصدفه .
طبعاً لم يتركه بدون كتاب ليعلمه وهذه الكتب هي الكتب السماوية في كل الأزمنة وإذا قال احدهم إن الدين اكبر من العقل ولا يمكن إحتوائه كأنه يقول أن صانع الجهاز قد ارسل معه كتاب لا يمكن فهمه و هو يخرب الألة كلها فهل هذا ممكن؟
هل ممكن ان ينزل الله كتاب يخرب العقل ؟؟ أليس من المنطق ان يرسل كتاب سهل بسيط ليفهمه كل الناس بأبسط طرق فهو الذي خلق العقل و يعرف ماذا يستطيع هذا العقل ان يستوعب ويعرف حدوده فمن غير المنطق ان يرسل كتاب اصعب من استوعابه .
والله سبحانه خاطب الكافرين و اهل الكتاب بالعقل و الحكمة ودعى إلى إعمال العقل وعدم الركون للجهل .
: (وقل رب زدني علما) قال سبحانه
كما دعى الله سبحانه إلى التفكر و التدبر في خلقه بشدة في ايات كثيرة.
قال سبحانه:
) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون) ( البقرة 164)
قال سبحانه:
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (الرعد 4)
الله سبحانه يقول هنا للكافرين انظرو إلى الأرض كلها تسقى من نفس الماء و بنفس التربة و يخرج منها زرع مختلف فكيف هذا؟
وقال سبحانه:
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يعقلون)
وقد بين الله سبحانه طريقة الدعوة بالعقل و الحكمة فقال سبحانه:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
وقد زم الله الذين لا يٌعملون عقولهم
قال سبحانه: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا
يَعْقِلُونَ)
قال سبحانه:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ
لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (البقرة 170)
قال سبحانه:
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ
)(البقرة)(171) لَا يَعْقِلُونَ
وقال سبحانه:
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) (الفرقان 44)
قال سبحانه: ( وقالو لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير)
لاإله إلا الله محمد رسول الله