دلالات الكواكب السيارة
يعتمد الأحكاميون أي المنجمون في تحليل الهيئة الفلكية و النطق بالأحكام على
تأثيرات الكواكب , منها السيارات السبعة أي الدراري أي الكواكب المعروفة منذ
القدم و هي : الشمس رغم كونها نجما و مركز المجموعة الشمسية , و القمر رغم
كونه تابعا للأرض فقط , و عطارد و الزهرة و المريخ و المشتري و زحل , و تسمى
كذلك الكواكب المتحيرة لأنها في حركتها تظهر مستقيمة في سيرها كالشمس و القمر
ثم تتوقف و تكر راجعة في سيرها . و اكتشفت ثلاثة سيارات أخرى ابتداءا من
القرن 18 م و هي : أورانوس و نبتون و بلوطون , فسميت الكواكب العصرية
لإكتشافها مؤخرا , و لكونها فوق مدار زحل و لا يمكن للفرد رؤيتها بالعين
المجردة بل تحتاج لمنظار فلكي من صنع الجماعة سميت كذلك كواكب الجماعة و سميت
كذلك لأن تأثيرها يكون محسوسا على مستوى العالم بأكمله و لأنها تمضي مدة
طويلة في البرج الواحد فيكون تأثيرها على مواليد كثر , و سميت أيضا كواكب
الأجيال خصوصا نبتون و بلوطون لأنها تقطع البرج في مدة طويلة أورانوس ( 7
سنوات في كل برج , نبتون 14 , بلوطون ما بين 30 و 11 سنة حاليا ) فيكون
تأثيرها على جيل بأكمله .
و قديما كان القدماء يقسمون السبعة السيارة المرئية بالعين المجردة إلى
قسمين : الكواكب السفلية و هي : القمر و عطارد و الزهرة , و الكواكب العلوية
و هي المريخ و المشتري و زحل و تفصل الشمس بين المجموعتين .
و حاليا تسمى الكواكب السبعة المرئية بالعين المجردة بالكواكب الفردية و
هناك من سمى المشتري و زحل الكواكب الإجتماعية , لأنها تربط المولود بمجتمعه
و محيطه و الخمسة الباقية بالكواكب الشخصية أو الفردية لتأثيرها على شخصيته
(الشمس ) و نفسيته (القمر) و تفكيره (عطارد) و عاطفته (الزهرة) و إرادته
(المريخ) .
كذلك أدرج بعض المنجمين أجراما سماوية أخرى هي النجيمات أو الكويكبات , و
هي أشلاء كوكب لم يتم تكوينه على شكل حزام من الكتل الصخرية المختلفة الأحجام
تمتد ما بين مداري المريخ و المشتري , منها شيرون و سيريس و يونون و بالاس و
فيستا و بروسبيرين و سيلينا ...إلخ لكننا لن ندرسها هنا نظرا لأني لا أعمل
بها بسبب ضعف أساسها , و قد قدمت انتقادات هامة و معقولة بخصوصها و غيرها من
البدع التي أدخلها المنجمون الغربيون على علم التنجيم نتطرق لها في وقت لاحق
.
و إضافة إلى هذه الأجرام المادية يعتمد العديد من الأحكاميين على النقط
الفلكية الوهمية و كلها في مدار القمر و هي : عقدتي القمر الرأس و الذنب
المعروفتين منذ القدم , و القمر الأسود الذي أدرج استعماله الغربيون و لا
يزال الجدل حول أحكامه قائما .
و تأثير هذه الأجرام و النقط الفلكية يظهر في كل ميادين الحياة التي
تمثلها البيوت الإثني عشر (سيأتي ذكرها ) . فعطارد و الزهرة يختصان بباطن
الشخصية , فعطارد يحكم العقل و الفكر و الزهرة تحكم العاطفة , و المريخ
الإرادة و الحيوية , و المشتري و زحل يدخلان الشخصية في أبعاد اجتماعية ,
فالمشتري يمثل حسن المعاشرة و كون المولود اجتماعيا , و زحل القيود و العقبات
و العراقيل . أما الخطوط العريضة للحياة فمرتبطة بالكواكب البطيئة جدا
فأورانوس و نبتون و بلوطون يمثلون القيم الأخلاقية و الروحية و العقلية , و
كواكب الجماعة هذه تلعب دورا في الهيئة الفلكية إذا كانت :
- مقارنة للأوتاد أي الطالع و وسط السماء و الغارب و وتد الأرض (سيأتي
شرحها )