المشاكل الزوجية واسبابها :
عادة ما تكون العلاقة بين الأزواج حرب متواصلة، يدفع فيها كل منهما الآخر إلى التحصن في مواقعه، ولا يمكن تصور هدنه صغيرة حتى. ولكن تلك أيضا صيغة في تواصل "عنيف" لا ينقطع. ومع هذا فهناك مفارقة تظهر بوضوح بين وقت و آخر: ما إن يغيب أحدهما عن الآخر، يغادر في رحلة عمل، أو يذهب وحيدا للقاء اصدقاء بعيدين، حتى تعاود شعلة الحب التوهج من جديد، كأنما ولدت للتو.
وعندها تغيب السخرية و القسوة والكلمات الحادة، ومحلها تظهر رقة حانية ومباغتة، وعود بمسرات لقاء قريب ومحادثات هاتفية مليئة بعطور لا تنتهي. تعود المشاعر لتظهر في كلماتهما من جديد، في البعد. وفي حين أنهما لا يتوصلان للبقاء معا بدون المشاكل الزوجية ، فمن الواضح أنهما لا يستطيعان العيش بعيدين عن بعضهما البعض.
وفي مشاعر الحب والتعب تتراكم تنافضات ومفارقات يمكن أن تفهم بطرق عدة. أحيانا، هناك الخوف من بناء علاقة جديدة، أو الخوف من الاستسلام إلى العلاقة نفسها والاستقرار فيها، يلتقي نقص الثقة بالنفس والحذر من الآخر، يؤدي ذلك إلى البقاء مع الشريك، نحتفظ ببعض المزايا حتى لو كانت يومياتنا معه فوضوية وعنيفة أو مؤلمة.
وإذا صدقنا ما يقوله خبراء العلاقات الزوجية عن المشاكل الزوجية ، فإن النزاعات التي يمارسها بعض الأزواج بانتظام ودأب مثل واجب مدرسي لها ميزات أخرى. هذه المعارك الصغيرة، مفيدة كزفرات متقطعة، إنها تسمح بتفريغ المشاعر السلبية و اخراجها بدلا من أن تبقى حبيسة في الصدر تعمل ببطئ في عزلة دواخلنا.