نهاية العصور المظلمة وبداية ظهور المجرات
في نهاية العصور المظلمة، تأينت ذرات الهيدروجين ثانية، أو انفصلت الالكترونات عن نواة الذرة، ومن المحتمل أن إعادة التأين كان سببه الأشعة فوق البنفسجية من الكوزرات والنجوم الأولى، ويبقى توقيت هذا الحدث وهو إعادة تأين الذرات مجهولا للعلماء.
وأعلنت المجرات نهاية العصور المظلمة وبداية عصر جديد وهو عصر انبعاث الكون الحالي، مثل اختراق ضوء الشمس للضباب في الصباح، الإشعاع من تلك الأجسام الجديدة جعلت من الغاز المظلم في الكون لأن يصبح شفافا نتيجة انشطار ذرات الهيدروجين إلى الكترونات حرة وبروتونات، وقد أطلق الباحثون على هذه الفترة أسم عصر إعادة التأين، ثم جاءت المجرات الأولى التي أضاءت واخترقت بضوئها الضباب.
يقول العلماء عن هذه الفترة وهي فترة التحول من الكون المظلم إلى الكون الشفاف أنها فترة لم تكن سريعة، بل ربما أخذت العشرات أو المئات من ملايين السنين حتى يخترق ضوء الكوزرات والمجرات الأولي الضباب الكوني.
يعتبر أكثر الباحثين أن عملية إعادة التأين هذا مرتبطة بوجود الجيل الأول للنجوم، وتأخذ عملية تأين ذرة الهيدروجين من الطاقة بقدر كمية الطاقة التي يولدها فوتون الضوء فوق البنفسجي، وهو ليس بالكثير من الطاقة ويساوي لحوالي 109 جول joules لكل كيلوجرام من الهيدروجين، أقل بكثير من الـ1015 جول الذي ينتج بالانشطار النووي لنفس كمية الهيدروجين. لذا فإن عشر المليون قدر من الغاز في الكون مر بالانشطار داخل النجوم فسينتج طاقة كافية لتأين البقية. ويخمن باحثين آخرين بأن سقوط المادة داخل الثقوب السوداء يبعث قدر من إشعاع التأين، فسقوط كيلو جرام واحد من الهيدروجين يصدر طاقة تقدر بحوالي 1016 جول، إذا فلها نفس الطريقة السابقة لتأين البقية.
تتواجد النجوم والثقوب السوداء ضمن المجرات، لذا قبل أن تحدث عملية إعادة التأين، إذا فلابد وان المجرات قد تشكلت. (بالرغم من أن أكثر الناس يعتبرون المجرات هي مجموعات من النجوم ولكن الفلكيون يعتبرنها كتجمعات كبيرة من المادة والتي تكونت منها النجوم لاحقا).
تتضمن المجرات في الغالب المادة المظلمة، وهو نوع من المادة غير معروف إلى الآن والتي هي غير مرئية لذا يطلق عليها هذا الاسم.
ويعتقد بأن المجرات تشكلت عندما تكونت مناطق كثيفة في الكون تجمعت وتكتلت سويا بتأثير جاذبيتها الخاصة. بالرغم من أن المناطق نفسها قد توسعت مثل بقية الكون، فإن جاذبيته الإضافية أبطأت توسعه، وجعل منها منطقة منطوية على نفسها لتشكل على نفسه لخلق المجرة.
طبقا للنماذج الحالية، المجرات القزمة بدأت بالتشكل عندما كان الكون بعمر 100 مليون سنة تقريبا، وبمرور الوقت حدثت اندماجات نتج عنها مجرات أكبر. المجرة الحديثة مثل مجرتنا درب التبانة يخمن العلماء بأنها نتيجة اندماج حوالي مليون مجرة قزمة لتكوينها. داخل المجرات الأولية حدث وأن برد الغاز وتجزئ لخلق النجوم.
وتسربت الأشعة فوق البنفسجية الناتجة من النجوم إلى الفضاء السحيق بين المجرات، وتحررت الإلكترونات من ذراتها وخلقت فقاعة واسعة من الغاز المؤين. وانتشرت الفقاعات في الكون وبدأت في التداخل وتحولت إلى مجرات جديدة وفي النهاية ملأت كل الكون.
بالرغم من أن هذا التتابع في الأحداث يبدو معقولا، ولكنه وحتى الآن ما زال نظريا، ويرغب العلماء في أن يروا دليلا مباشرا لعصر إعادة التأين علاوة على ذلك إجابة عن سؤال هل ساد الظلام فعلا خلال فترة العصور المظلمة؟