إندونيسيا.. وكيف غيّرت العالم العربى؟

إندونيسيا.. وكيف غيّرت العالم العربى؟

إندونيسيا التى يزورها الرئيس السيسى خلال أيام، لعبت دورا فى عملية التغيير التى شهدها العالم العربى منذ الألفية الجديدة، ولكن الطريف فى الأمر أن إندونيسيا لم تكن طرفا مباشرا فى هذا التغيير. ولكن لعبت هذا الدور من خلال تأثير التجربة الإندونيسية على اثنين من أهم السياسيين الأمريكيين، اللذين عاشا فى إندونيسيا، وتأثرا بتجربتها، واعتقدا أنها تمثل نموذجا، سعيا لتطبيقه فى العالم العربى.

السياسى الأول هو بول ولفويتز، أحد أقطاب المحافظين الجدد ومهندس عملية غزو العراق، والذى كان لى خبرة التعرف المباشر على أفكاره، عندما كنت أدرس للدكتوراه بكلية الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وكان هو عميد الكلية فى ذلك الوقت. وقد شغل ولفويتز - قبل التحاقه بالعمل الجامعى - منصب سفير بلده فى إندونيسيا فى الفترة من ١٩٨٦ إلى ١٩٨٩، وتولدت لديه قناعة كان يرددها دائما وهى أنه لا تناقض بين الإسلام والديمقراطية، وكما نجحت إندونيسيا - أكبر دولة إسلامية- فى تبنى نظام ديمقراطى، فإن الدول الإسلامية فى العالم العربى يمكن أن تتكرر بها نفس التجربة، ولكنها تحتاج إقامة نموذج ديمقراطى عربى يمكن أن تنتشر منه الديمقراطية فى باقى أنحاء المنطقة. بعد ذلك بسنوات انضم ولفويتز لإدارة الرئيس جورج بوش الابن، وأصبح نائبا لوزير دفاعه، وكان له تأثير كبير فى تبنى إدارة بوش سياسة تغيير النظام فى العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، أملا فى أن تصبح العراق هذا النموذج الديمقراطى!

السياسى الثانى الذى تأثر بإندونسيا هو الرئيس الحالى باراك أوباما، والذى عاش بها لمدة أربع سنوات فى فترة صباه عندما تزوجت أمه شخصا إندونيسيا بعد انفصالها عن والده. تجربة الحياة بهذا المجتمع الإسلامى أثرت على تفكير واهتمام أوباما. وعندما بدأت مظاهرات ٢٥ يناير فى مصر، قفز لذهن أوباما تجربة إندونيسيا فى تغيير رئيسها السابق سوهارتو والذى تشابه كثيرا مع الرئيس السابق حسنى مبارك، فكلاهما قضى فى الحكم ما يقرب من الثلاثين عاما، وكان صديقا للولايات المتحدة. وقد باركت الحكومة الأمريكية الإطاحة بسوهارتو عام ١٩٨٩، بعد مظاهرات ضخمة اجتاحت العاصمة جاكرتا بدأها طلاب الجامعات، وتمت عملية انتقال منظم للسلطة لنائبه. استحضر أوباما هذه التجربة أثناء مظاهرات ٢٠١١ فى مصر، وتم استدعاء العديد من الخبراء عن إندونيسيا إلى البيت الأبيض،ومنهم « كارين بروكس» التى كتبت بعد ذلك مقالا شهيرا بعنوان «دروس إندونيسيا لمصر»، وتبنى هؤلاء فكرة أن التجربة الإندونيسية يمكن أن تكون نموذجا للتعامل مع تغيير النظام فى مصر.

جانب آخر من التجربة الإندونيسية تأثر به أوباما ويتعلق بالإسلام السياسى، وهو اعتقاده أن الإسلاميين لا خوف منهم ويجب دمجهم فى العملية السياسية، وهو ما تبناه فى التعامل مع مصر.

التجربة الإندونيسية بها بالتأكيد العديد من عناصر النجاح، ولكن سعى الولايات المتحدة لتطبيقها فى العراق أو فى مصر لم ينجح، والخطأ الرئيسى فى تفكير ولفويتز وأوباما كان الاعتقاد بأن هناك مقاسا واحدا يناسب الجميع، والسعى لتطبيق الحلول السريعة، وتجاهل الخصوصية التاريخية والاجتماعية لكل دولة. ومازال هذا خطأ الولايات المتحدة فى التعامل مع المنطقة العربية.

جزاكِ الله كل خير عالأنتقاء الرائع
دمت بهذا التألق الدائم

احسنت الاختيار موضوعك قيم
بالتوفيق دائما بكل اختياراتك

تسلم ايدك ع الابداع فى انتظار كل جديد ورائع
دومت متميز مع الشكر

طرح جميل وراقى
دوام العطاء والتميز

مجهود رائع مواضيعك دائما تتسم بالتميز
بارك الله فيكم ويارب دايما فى تالق

لقد كتبتِ وابدعتِ
كم كان موضوعك رائع
فكم استمتعت وانا اقراء

جزاكم الله خير

وجعله في موازين حسناتكم

وانارالله دربكم بالايمان

ماننحرم من جديدكم المميز

امنياتي لكم بدوام التألق والابداع

دمـتم بحفظ الله ورعايته

تسسسسسسسلم ايدك ابدعت

كل الشكر لك لمجهودك

مجهود رائع لحصرتك يسلم زوئك واختيارك

احسنت الاختيار موضوع مميز

ننتظر المزيد من التالق ( امتنانى )

يعطيك العافية

موضوع رائع

شكرا لك

بانتظار القادم

» معلومات اضافية عن العالم العربى الجــــلدكي
» ملفات وقضايا وتقارير سياسية لكبار اساتذة السياسة والصحافة فى العالم العربى .....متجدد يوميا
» إسرائيل والمشرق العربى.. دروس للتاريخ
» الكيمائى العربى الرمـــــــــــاح
» الفلم العربى الجزيره