العوامل المركبة ذات الفعالية في الغلاف الجوي وتوليد الظواهر الجوية ( 4 )
لماذا تختلف سرعة تولد الكتل الدافئة عن الكتل القطبية؟
إن إجابة ذلك بسيطة للغاية فالمناطق القطبية عبارة عن سطوح باردة جدا وعندما يلامسها الهواء يفقد ميله للحركة فيستقر ويميل للاقتراب من السطح ويتطلب الأمر وقتا طويلا حتى تتجانس حرارة الهواء فوق هذه الطبقة الهوائية بسبب رداءة توصيل الهواء للحرارة ، أما المناطق المدارية فهي أكثر دفئا وبالتالي عندما يلامس الهواء سطح الأرض هناك تنشط تيارات الحمل فيرتفع الهواء الساخن بسرعة نحو الأعلى مما يسمح بحدوث الاختلاط والتجانس حراريا بشكل أسرع .
ماذا يحدث لخصائص الكتل الهوائية حين تنتقل من مكان الى آخر؟
بعد نشوء الكتلة الهوائية تتعرض للدفع والحركة لأن كتلة أخرى ستحل مكانها وبالتالي فإنها ستنتقل من مكانها إلى موقع آخر ومن المنطقي أن خصائص الكتلة الهوائية ستتعرض للتغير إذا سلكت طريقا يختلف في خصائصه الحرارية عن خصائصها الأصلية كما يحدث مثلا : عندما تنتقل الكتل الهوائية القطبية نحو الجنوب أو الكتل المدارية نحو الشمال ، وهذه التغيرات قد تكون طفيفة أحيانا ، وأحيانا أخرى تحدث تغيرا شاملا في خصائص الكتل الهوائية ، ومستوى التغير هذا يخضع للمؤثرات التالية :
خصائص السطح الذي تتم عملية الانتقال فوقه .
طبيعة الطريق او المسار الذي تسلكه من إقليم إلى آخر أو من موقع إلى آخر .
مدة الانتقال فوق السطح وتتعلق بسرعة الكتلة الهوائية .
كتأكيد لما سبق نورد الأمثلة الآتية :
إذا تحركت كتلة هوائية فوق مسطح مائي دافئ فإن محتواها من الرطوبة سيتزايد فإذا ارتفعت بعد ذلك بفعل الحمل الحراري الى الطبقات العليا فإنها تبرد وتشكل غيوما ممطرة وتصبح كتلة نشطة .
اذا تحركت كتلة هوائية فوق سطح يابس بارد بالنسبة لها فإن طبقاتها السفلى الملامسة للأرض ستبرد وتبقى في الأسفل وبذلك سيمتنع الحمل الحراري وسنجد أن نشاط الكتلة الهوائية يتناقص .
إذا تحركت كتلة هوائية باردة فوق سطح قاري دافئ فإن تيارات الحمل تنشط فيها مؤدية إلى صعود الهواء الساخن نحو الأعلى ، ومن ثم تبريد وتكثيف محتواه من بخار الماء مؤدياً إلى تشكل سحب ممطرة ، تعرف هذه الحالة باسم "عدم الاستقرار الجوي" .