الأسباب المهمة والشائعة لعدم قدرة الرجل على الإنجاب، أو عقمه، تشمل العناصر التالية:
اضطرابات في الحيوانات المنوية يحتاج الرجل إلى سائل منوي يحتوي على عدد كاف من الحيوانات المنوية، ونوعية سليمة في الشكل وقدرات الحركة لتلك الحيوانات المنوية.
وأنواع هذه الاضطرابات المحتملة تشمل:
1.وجود سائل خال بالمطلق من الحيوانات المنوية azoospermia.
2.وجود سائل ذي عدد متدن من الحيوانات المنوية oligospermia.
3.وجود سائل يحتوي على نسبة عالية من الحيوانات المنوية لكنها غير مكتملة النمو، أو الحيوانات المنوية المشوهة الشكل.
4.وجود سائل منوي يحتوي على نسبة عالية من الحيوانات المنوية الكسولة التي لا تمتلك نشاطا في الحركة.
وعدا حالات خلو السائل المنوي من حيوانات منوية، فإن الاضطرابات الأخرى في الحيوانات المنوية، أي في الشكل أو الحركة أو العدد، قد تكون أسبابها جينية أو نتيجة لعدة سلوكيات حياتية، مثل التدخين أو تعاطي الكحول أو تناول بعض من الأدوية. كما قد تكون نتيجة للإصابة بأمراض مزمنة، مثل الفشل الكلوي، أو الإصابة بأمراض معينة خلال فترة الطفولة، مثل النكاف mumps، أو ما يسمى «أبو كعب»، أو وجود اضطرابات كروموسومية في خلايا الخصية، أو وجود انخفاض في نسبة الهرمونات اللازمة لإنتاج الحيوانات المنوية، أو وجود اضطرابات في جهاز مناعة الجسم.
انعدام الحيوانات المنوية
إن وجود سائل منوي خال بالمطلق من الحيوانات المنوية هو السبب في نحو 15 في المائة من حالات العقم. وهناك سببان قد يؤديان إلى حصول هذا الغياب التام للحيوانات المنوية في السائل المنوي.
الأول، عدم قدرة الخصيتين على إنتاج أي حيوانات منوية. إما نتيجة لمشكلة تتعلق بالكروموسومات الوراثية اللازمة للانقسام والتكاثر في الخلايا البدائية الأصلية للحيوانات المنوية، والموجودة ضمن أنسجة الخصية نفسها. أو نتيجة لعدم توفر نسبة كافية من الهرمونات اللازمة لعملية إنتاج الحيوانات المنوية. وعدم قدرة الخصية على إنتاج أي من الحيوانات المنوية هو السبب في 60 في المائة من حالات «خلو السائل المنوي من الحيوانات المنوية».
السبب الثاني، عدم وصول الحيوانات المنوية التي كونتها وأنتجتها الخصية بالفعل، للامتزاج بالسائل المنوي الخارج من جسم الرجل عند القذف. بعبارة أخرى,وجود «انسداد» يعوق هذا الوصول والامتزاج. وهذا هو السبب في 40 في المائة من حالات «خلو السائل المنوي من الحيوانات المنوية». وهو ما يكون نتيجة وجود تلف في أنابيب,إما البربخ أو القناة الناقلة أو قناة القذف، أي شبكة نقل الحيوانات المنوي من الخصية إلى منطقة التجمع في البروستاتا، وهذا التلف في مجرى هذه الأنابيب قد يكون خلقيا، أو نتيجة لالتهابات ميكروبية سابقة، مثل ميكروبات الأمراض الجنسية المعدية. وبالطبع، فإن لجوء البعض إلى وسيلة «قطع قناة الوعاء الناقل» للخصيتين Vasectomy، كوسيلة لمنع الحمل، يؤدي إلى خلو السائل المنوي من الحيوانات المنوية.
دوالي الخصيتين
نتيجة لوجود أوردة متوسعة، ومحتوية على كميات كبيرة نسيبا من الدم، ترتفع الحرارة في الخصية، لتقارب ما هو طبيعي داخل الجسم، ولأن البرودة النسبية ضرورية لعملية إنتاج الحيوانات المنوية بشكل فاعل، فإن من أكثر أسباب عقم الرجل هو وجود دوالي الخصيتين، وتحديدا تدني عدد الحيوانات المنوية. ويمكن أن يتسبب دوالي الخصيتين أيضا في تشوهات شكل الحيوانات المنوية أو كسلها عن الحركة. وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن 40 في المائة من الرجال المصابين بالعقم، لديهم بالفعل دوالي في الخصية. ومن السهل على الطبيب التعرف على وجود الدوالي هذا، ومن الممكن علاجه وإزالته بكفاءة,بالجراحة أو بالقسطرة. هذا مع ملاحظة ما تؤكده الرابطة الأميركية للمسالك البولية من أن دوالي الخصية موجود لدى 15 في المائة من الرجال في سن ما دون 45 سنة، ولذا ليس بالضرورة أن يكون مؤديا إلى العقم لدى كل المصابين به، بل البعض منهم.
القذف المرتد
القذف الطبيعي هو إلى الأمام، أي لخارج الجسم من خلال القضيب، ولكن لدى بعض الرجال مشكلة في القذف الطبيعي، وذلك بالقذف إلى الخلف، أي القذف عند ذروة النشوة orgasm، إلى المثانة التي هي مكان تجميع البول القادم من الكليتين. وغالبا يكون سبب مشكلة القذف المرتد Retrograde ejaculation هو وجود اضطراب وظيفي في تناغم عمل العضلات والأعصاب لضبط اتجاه عملية القذف، وتحديدا في منطقة التقاء القناة الدافقة مع قناة الإحليل داخل البروستاتا وفي منطقة قريبة جدا من عنق المثانة.
وتحدث هذه الحالة نتيجة لإجراء عملية جراحية سابقة في تلك المنطقة، أو نتيجة لتناول بعض الأدوية، أو كأحد تداعيات بعض الأمراض التي تطال الجهاز العصبي. ويمكن تشخيص هذه الحالة بحصول قذف جاف، أي عدم خروج السائل بالتزامن من بلوغ ذروة النشوة، وأيضا بإخراج بول ضبابي وغير شفاف كما هو طبيعي عادة. ويعتبر «ضعف الانتصاب» أحد أسباب عدم القدرة على توصيل السائل المنوي إلى مهبل المرأة. وهنا تتدخل عدة عوامل في نشوء هذه المشكلة، ولا مجال للاستطراد فيها في هذا العرض.