حكايات أهل الفن .. حقائق قد لا تعرفها عن شخصيات عربيّة الشهيرة ( 4 )
عبد العظيم عبد الحق
الفنان القدير الذي قَدَّم لنا الكثير من الأدوار المميزة والجادة سواء بمجال السينما أو التليفزيون، لكننا لن نتحدث عنه اليوم كممثل بل سنُسلط الضوء على مجال آخر بحياته لا يعرفه الكثيرون وهو عمله كموسيقار ذي شأن.
حيث أحب التلحين صغيرًا حتى أنه هرب من بلدته عام 1928 ليلتحق بفرقة أمين صدقي ضد رغبة عائلته العريقة فقد كان شقيق كل من وزير الأوقاف ووزير المواصلات. ورغم عودته وتوسط هدى شعراوي بين الفنان ووالده إلا أنه هرب مرة أخرى للقاهرة ليتتلمذ على يد الشيخ محمود صبح ثم الشيخ زكريا أحمد.
في 1948 التحق بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية ثم تخرَّج عام 1950 وعُمره 44 عامًا، ليبدأ حياته الفنية ويدخل عالم الإذاعة بلحن الصيادين غناء كارم محمود. ويُعتبر أول من أدخل المقدمة الغنائية بعالم المسلسلات، كما وضع ألحان الكثير من الأفلام ولحَّن أغنيات للعديد من المطربين منهم محمد قنديل، كارم محمود، سعاد محمد، حورية حسن، محمد عبد المطلب. وكذلك وضع ألحان مجموعة من أشهر الأغاني الدينية.
على الرغم من كل هذا العطاء إلا أن اسمه كموسيقار لم يُعلن عنه أبدًا بالإذاعة المصرية غير أنه لم يكن يهتم بذلك، فكل ما كان يشغل فكره هو ترك فَنّ أصيل للتاريخ.
***********************************************
بَمبَة كشر
كانت أسطورة في الرقص الشرقي بزمنها حتى أن قصتها قُدّمت كفيلم بطولة نادية الجندي عام 1974. تُعتبر بَمبَة الراقصة الوحيدة التي خرجت للوسط الفَنّي من أسرة عريقة وغنية حيث كان جدها لأبيها “السلطان مصطفى كشر” أحد أهم أعيان القرن الثامن عشر، ووالدها الشيخ أحمد مصطفي أحد أشهر قُرَّاء القرآن الكريم، أما والدتها فهي حفيدة سلطان مصر المملوكية “الأشرف أيتال”.
بعد وفاة والدها قررت أمها الزواج إلا أنها هي وأخوتها رفضوا فتركوا المنزل وعاشوا بحي الحُسين، وشاءت الصُدفة أن يأتي سكنها بجوار (سلم) أشهر العوالم الأتراك بذاك الوقت والتي عرضت عليها العمل معها لتبدأ مشوارها الفني في الرابعة عشر من خلال غناء الموشحات بالفرقة.
بعد سنوات قليلة انفصلت بَمبَة كَشَّر عن الفرقة وأصبحت من أشهر راقصات عصرها حتى أن البشوات والبكوات كانوا يطلقون عليها لقب (ست الكل) وذاع سيطها ونفوذها لدرجة أنها كانت تشترط عدم مشاركة أي راقصة أو مطربة أخرى بالحفل الذي ستُحييه، واعتادت أن ترقص بصينية مملوءه بالذهب والمال. كما اعتادت أن يُرافقها حراس يفسحون لها الطريق عند ركوبها لعربتها الحنطور المحفور عليها اسمها بالذهب الخالص.