هذا هو حق الرد المناسب...بعد المذبحة

مصر لا تعطى خدها الأيسر، ولا تتسامح فى الدم.. الآن يا ريس.. الآن فقط تهدأ الجراح.. الآن هو «الوقت المناسب».. الآن نعرف معنى «مسافة السكة».. فلا مجال للبكاء، ولا وقت للدموع.. ينبغى أن يعرف الجبناء أن رد فعل مصر لن يتأخر.. ينبغى أن يعرفوا أن عندنا درعاً وسيفاً.. هذا ما طلبناه على مدى أيام.. ضربة جوية لا تورّطنا فى حرب، ولكنها كافية لردع القتلة.. ضربة تحفظ كرامة الوطن!

الآن يا سيسى نتقبل العزاء.. فلم نفوضك لصلاة الجنازة، ولا إعلان الحداد.. فوضناك للحرب على الإرهاب.. بمعنى كلمة الحرب وتداعيات الحرب.. ولو أكلناها بملح.. الآن تُصدر بيانات العزاء.. هكذا استردت مصر كرامتها.. قبل أن تُشرق الشمس.. قبل أن يفرحوا بفعلتهم الدنيئة.. حسناً ما فعلته قواتنا المسلحة.. وحسناً ما أعلنته القيادة العامة.. «اشتقنا» للبيانات العسكرية.. الآن أخذنا بالثأر!

حين أذاع التليفزيون البيان رقم واحد انهمرت الدموع.. هذه الدموع باتت فى مآقيها.. لا العين نامت، ولا الدموع نزلت.. كيف كنا ننام بينما أهلنا يبكون؟.. كيف كنا ننام وهناك عيون مسهّدة مقرّحة؟.. الآن يا سيسى ينام المسهّدون.. الآن نرتاح بعد ضربة جوية تعلن الثأر والقصاص.. لن تكون الأخيرة.. علموهم أننا سنحرق من يحوم حول الحمى.. علموهم أن مصر أبيّة، وادفنوهم فى الرمال!

لا كنا دعاة حرب، ولا كنا نسعى لتوريط الجيش فى مستنقع ليبيا.. بالعكس.. كنا دعاة كرامة.. كنا دعاة تأديب وتهذيب للمجرمين والقتلة.. لم نقل اذهبوا إليهم مشاة.. قلنا اضربوهم ضربة جوية، يتعلمون بعدها الأدب.. قلنا إذا كان هناك من يجرّنا لليمن عندنا ليبيا، والأولوية لسيناء.. قال سامح شكرى: لن نتدخل فى أى دولة.. لا فى اليمن، ولا فى ليبيا.. وكنا أمام «ضرورة» فرضتها علينا المذبحة!

البيان العسكرى كان بقوة عشرة بمقياس ريختر.. زلزل القلوب.. صياغته آسرة.. «قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم بتوجيه ضربة جوية مركزة».. يا سلام على كلمة قواتكم.. يا سلام على كلمة مركزة.. هو ده التركيز.. علموهم الأدب.. معناه أن القوات الجوية تعرف الأهداف بدقة.. لا تضرب فى «فرح العمدة».. الضربة موجعة.. ليست كتهويش ضربات التحالف.. لو شئنا طاردناهم فى جحور ليبيا!

هذا هو حق الرد المناسب.. حق الرد مكفول لمصر.. دون استئذان أحد، ودون خوف من مستنقع، ودون إيذاء لأشقائنا فى ليبيا.. نحن لا نضرب ليبيا.. إنما نضرب الإرهابيين على أرض ليبيا.. فماذا كان يخيفكم؟.. عندنا قوات مسلحة باسلة، وعندكم نسور مقاتلة، عادت بسلامة الله إلى أرض الوطن.. هكذا كنا نريد.. ضربة لا حرباً.. لا كانوا يتصورونها، ولا غيرهم كان يتصورها أبداً!

هكذا كانت «ليبيا أولاً».. لأنها حدُّنا الغربى، والمُهدد الأول لأمننا القومى.. دمنا لا ينبغى أن يذهب هدراً.. «داعش» لم يذبح ٢١ مصرياً.. ذبحنا جميعاً.. فلم يكن ينبغى أن يهنأ بفعلته الخسيسة.. ينبغى أن نقطع دابره، ونقطع يده.. عندئذ يمكن أن نتقبل العزاء.. الآن فقط نتقبل العزاء، ونعلن الحداد.. الآن يا «سيسى»!