متلازمة أسبرجر > العلاجات و تعديل السلوك
العلاجات
العلاج الأمثل لمتلازمة أسبرجر يجمع بين طرق علاجية تتناول الأعراض الأساسية للاضطراب، بما في ذلك ضعف مهارات التواصل، والأعمال الروتينية المتكررة بهوس. وفي حين أن معظم المعالجين المهنيين يتفقون على أن كلما كان التدخل العلاجي في وقت مبكر، كلما كان ذلك أفضل، فإنه ليس هناك حزمة علاجية معينة يعتبرونها كأفضل علاج موجود. ويتشابه علاج متلازمة أسبرجر مع علاج أمراض اضطراب طيف التوحد عالية الأداء، إلا أن العلاج يأخذ في الاعتبار قدرات المريض اللغوية، نقاط القوة في المهارات اللفظية، ومواطن الضعف في المهارات الشفهية. ويحتوي برنامج العلاج النموذجي على:
التدريب على مهارات اجتماعية، من أجل تحسين مهارات التفاعل بين المريض وبين الآخرين.
علاج السلوك الإدراكي، لتحسين تعامل المريض مع الإجهاد الناتج عن القلق أو المشاعر المتفجرة، ولكي يتم إيقاف السلوك الروتيني المتكرر والمتصف بالهوس.
علاج دوائي من أجل حالات العيش المشترك مثل: اضطراب الاكتئاب الأقصى، واضطرابات القلق.
علاج جسدي/رياضي ومهني من أجل المساعدة في تحسين التكامل الضعيف بين الحواس، ومن أجل التناسق الحركي.
ادخال المريض في تواصل اجتماعي، عن طريق علاج خاص بالنطق لمساعدة المريض على اكتساب براجماتية الأخذ والعطاء في المحادثة العادية.
التدريب والدعم المقدم من الآباء والأمهات، ولا سيما عبر تقنيات سلوكية تستخدم في المنزل.
في العديد من الدراسات الخاصة ببرامج التدخل المبكر المعتمد على السلوك، تكون معظمها دراسات حالة على مجموعة مكونة من خمسة مشاركين، وغالبا ما تختبر مجموعة مشكلات قليلة تخص أنواع السلوك مثل: إيذاء الذات، السلوك العدواني، عدم الالتزام/الطاعة، - مفهوم مختلف عن النمطية-، أو اللغة العفوية، ويتم تجاهل الآثار الجانبية غير المقصودة.وعلى الرغم من شيوع تدريبات المهارت الاجتماعية، إلا أن فعاليتها ليست مؤكدة 100%. وقد أظهرت دراسة تحكمية أجريت على عينة عشوائية وعلى نموذج لتدريب الوالدين من أجل مشكلات السلوك عند الأطفال المصابين بالأسبرجر، أظهرت أن الآباء الذين حضروا ورشة عمل تستمر يوماً واحداً أو مجموعة من 6 دروس فردية قد أبلغوا عن مشكلات سلوكية قليلة لدى أطفالهم، بينما أبلغ الآباء الذي يحضرون الدروس الفردية فقط عن مشكلات أقل كثافة عند أطفالهم المصابين بالمرض. والتدريب المهني مهم جداً لتعليم المريض قواعد وآداب المقابلة الوظيفية، وتعليم مرضى الأسبرجر من الأطفال الكبار والبالغين كيف يسلكون في مكان العمل، كما أن تعليمهم كيفية استخدام برامج التنظيم و أجهزة "مساعد البيانات الشخصي" PDA من أجل تحسين نوعية العمل والحياة يعد أمرا مفيداً جداً.
تعديل السلوك
غالباً ما يتصرف التوحديون مراراً وتكراراً بطريقة غير مقبولة ولذلك فإنه من المهم التفكير في كيفية ممارسة ضغط عليهم لأحداث تغيير. وعادة ما تتمثل المشكلات السلوكية الشائعة في الأسئلة المتكررة وفرض روتين معين على الآخرين، والعدوانية. وتتمثل أول خطوة في تعديل سلوك التوحدي الأكثر قدرة في استخدام أسلوب التفاوض. وينبغي التحدث مع التوحدي عن سلوكه غير المرغوب فيه وتوضيح لماذا أن ذلك السلوك يسبب متاعب للآخرين. ومن المهم تكوين فكرة عن لماذا يتصرف التوحدي على ذلك النحو ولكن يندر أن يعرف التوحدي نفسه سبب ذلك.
والقلق أو الحصار النفسي سبب شائع للزيادة في الطقوس والأسئلة المتكررة لدى التوحدي. وكمثال قالت فتاة ناقمة لشقيقتها أنه سيكون " السبب في موت أمه". ومن ثم ركز الصبي في العديد من الاستشارات الطبية حول كيف يموت الناس. وأمطر صبي آخر والدته بأسئلة حول المحرقة النووية إلى حد أنه كان يوقظها من نومها ليلاً ليسألها كيف ستتم الإبادة الكاملة بالمحرقة النووية. ولم يكن بالإمكان تطمين الصبي ومن ثم ظل يطرح نفسه السؤال المرة تلو المرة. ولم يكف الصبي عن السؤال إلا عندما رتب الطبيب لقاء ضم الابن والأم معاً، حيث تحدثت الأم عند مخاوفها حول سرطان الثدي (كان قد تم استئصال أحد ثديي الأم بعد إصابته بالسرطان). وعندما عبر الابن عن مخاوفه وقلقه على أمه التي كانت تعتقد من قبل أنه لا يبالي بها البتة.
وإذا لم يفد تبديد القلق والحصار النفسي في حل المعضلة فأنه لابد عندئذ من التفكير في بعض الضبط الاجتماعي. وقد تكون هناك حاجة على وجه الخصوص للضبط الاجتماعي في حالات يجد فيها الشخص التوحدي أن تصرفه بطريقة معينة تثير الاستياء يرضيه ويشبع حاجته. والأشخاص التوحديون ليسوا أقل أنانية من الأشخاص الآخرين ولكن هذه الأنانية تزداد إذا جعل الأبوان من طفلهما محور حياتهما. وتتمثل الخطوة الأولى في الضبط الاجتماعي في الوضع في الاعتبار أي أنواع الضبط تجد قبولاً لدى الأبوين. ويعمل الاختصاصيين أحياناً على تشجيع الأبوين على حرمان أبنهم التوحدي البالغ سن الرشد من دخول المنزل ما لم يعدل من تصرفاته ولكن مثل هذا النوع من الضبط قلما يجد قبولاً من أبوي ابن معاق. ولا ينبغي أن يكون الضبط عقاباً اعتباطياً بل نتيجة مفهومة لمسلك غير لائق. ولعل خير مثال على هذا هو حجب نشاط ينطوي على مكافأة يؤديه الأبوان لابنهما التوحدي الذي اعتاد على ذلك النشاط. وعندئذ ينبغي مناقشة الإجراء الذي سيتم اتخاذه مع الشخص التوحدي بطريقة مجردة من العاطفة بقدر الإمكان، مع إعطاء وصف تصويري دقيق لسلوكه غير المقبول، حتى تكون لديه فكرة كاملة عن ما سيترتب على هذا السلوك. وفي معظم الأحوال فان التوحدي يحاول الانعتاق عن هذا الإجراء الضابط وعليه فأنه ربما يكون من الضروري طرحه في شكل كتابي.
وإذا كانت المعضلة ناجمة عن عدة سلوكيات وليس عن سلوك واحد فأن الأسلوب المشار إليه آنفاً قد لا يفيد. وإذا كان السلوك غير المقبول يشكل ظاهرة جديدة فأن هذا قد يشير إلى وجود توتر في حياة أو بيئة عمل الشخص التوحدي الأمر الذي قد يستدعي التدخل من باحث اجتماعي أو طبيب. وقد يكون التصرف غير المقبول اجتماعياً عرض من أعراض اضطراب مزاجي أو مرض عقلي آخر، وربما يفيد التقويم الطبي على وجه الخصوص إذا كان هناك أدنى شك حيال ذلك.