كتاب ونقاد ( السَروجي - المَرْزُبان )
السَروجي
هو عبد اللّه بن علي ابن منجد بن ناجد بن بركات السروجي كان أديبا خيرا له حظ من اللغة والنحو والأدب وكان مع هذا متقللا من الدنيا. له أشعار كثيرة لحنها المغنون وكان ينتقد علي الفضل والمتنبي وصاحب المقامات ويستحضر خطأ كبيرا من صحاح الجوهري. وكان مأمون الصحبة طاهر اللسان يتفقد أصحابه لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة. وكان من شأنه أنه يكره أن يخبر أحدا باسمه وكان يعلل ذلك بقوله: لي مع الأصحاب ثلاث رتب أول ما اجتمع بهم يقولون جاء الشيخ تقي الدين، راح الشيخ تقي الدين. فإذا طال الأمر يقولون جاء التقي، فأصبر عليهم وأحمل ذلك على أنهم قد أخذوا في الملل. فإذا قالوا جاء السروجي راح السروجي، فذلك آخر عهدي بهم.
قال الشيخ شهاب الدين محمود كان السروجي يكره مكانا يكون فيه امرأة وكان إذا دعاه إلى بيته داع قال له شرطي معروف أن لا تحضر امرأة.
ويحكى عنه أنه حضر دعوة فجاء شواء فادخل إلى النساء فقطعنه وجعلنه في الصحاف فلم يأكل منه وقال لمسنه بأيديهن.
وله شعر جيد منه قوله في الغزل:
أنعم بوصلك لي فهذا وقته
يكفي من الهجران ما قد ذقته
انفقت عمري في هواك وليتني
أعطي وصالا بالذي أنفقته
يا من شغلت بحبه عن غيره
وسلوت كل الناس حين عشقنه
كم جال في ميدان حبك فارس
بالصدق فيك إلى رضاك سبقته
أنت الذي جمع المحاسن وجهه
لكن عليه تصبري فرقته
قال الوشاة قد ادعى بك نسبة
فسررت لما قلت قد صدقته
باللّه إن سألوك عني قل لهم
عبدي وملك يدي وما أعتقته
أو قيل مشتاق إليك فقل لهم
أدري بذا وأنا الذي شوقته
يا حسن طيف من خيالك زارني
من عظم وجدي فيه ما حققته
فمضى وفي قلبي عليه حسرة
لو كان يمكنني الرقاد لحقته
ولد السروجي سنة (627)هـ بسروج وتوفي بالقاهرة سنة (693) هـ.
--------------------------------
المَرْزُبان
(هـ ـ 376هـ)
هو أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي الفقيه الشافعي. كان فقيها ورعا من جلة العلماء أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطان وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الاسفرايني المشهور وحكي عنه أنه قال: (أعلم أن لأحد عليّ مظلمة).
كان مدرساً ببغداد وله وجه في مذهب الشافعي. توفي سنة (376) هـ.
والمرزبان بفتح فسكون فضم لفظ فارسي معناه صاحب الحد. مرزهو الحد، وبان صاحب، وهو في الأصل لمن كان دون الملك.