| تعريف الكبيرة ج 1 | |
|
+8عازف المزمار أفلاطون الشاعر عاشقة الجنة علا المصرى eslam aaa masood جرح في ملامح إنسانه حمد الفارس 12 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمد الفارس عضو متميز
عدد المساهمات : 288 نقاط : 798 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 24/02/2016 العمر : 44
| موضوع: تعريف الكبيرة ج 1 الأحد 08 مايو 2016, 9:33 pm | |
|
اختلف أهل العلم في تعريف الكبيرة على أقوال، والقولُ المختارُ والراجحُ عندي - والله أعلم - وعليه أكثرُ العلماء هو أن الكبيرة هي: "ما كان فِيهِ حد فِي الدُّنْيَا، أَو جَاءَ فِيهِ وَعِيد فِي الْآخِرَة؛ بالعَذَاب، أَو الغضب، أَو كان فيه تهديدٌ، أَو لعنٌ لفَاعلِه".
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى أَدْرَكَهُ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَى الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَى اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَتَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ" [1].
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "اللَّمَمُ: مَا دُونَ الْحَدَّيْنِ: حَدِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" [2].
وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: زِنَى الْعَيْنَيْنِ: النَّظَرُ، وَزِنَى الشَّفَتَيْنِ: التَّقْبِيلُ، وَزِنَى الْيَدَيْنِ: الْبَطْشُ، وَزِنَى الرِّجْلَيْنِ: الْمَشْي، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ، فَإِنْ تَقَدَّمَ بِفَرْجِهِ كَانَ زَانِيًا، وَإِلَّا فَهُوَ اللَّمَمُ [3].
وعَنْ قَتَادَةَ رحمه الله قال: اللَّمَمُ: مَا كَانَ بَيْنَ الْحَدَّيْنِ لَمْ يَبْلُغْ حَدَّ الدُّنْيَا وَلَا حَدَّ الْآخِرَةِ، مُوجِبَةٌ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لِأَهْلِهَا النَّارَ، أَوْ فَاحِشَةٌ يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ فِي الدُّنْيَا" [4].
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: الْكَبِيرَةُ: مَا أَوْجَبَ الْحَدَّ أَوْ تَوَجَّهَ إلَيْهِ الْوَعِيدُ. وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: تحرير القول في الكبائر أنها كل معصية يوجد فيها حد في الدنيا، أو توعد بنار في الآخرة، أو لعنة.
وقَالَ العز بن عَبْدِ السَّلَامِ رحمه الله: وَقَدْ ضَبَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْكَبَائِرَ بِأَنَّ كُلَّ ذَنْبٍ قُرِنَ بِهِ وَعِيدٌ أَوْ حَدٌّ أَوْ لَعْنٌ فَهُوَ مِنْ الْكَبَائِرِ.
قال القرطبي أبو عبد الله المفسر رحمه الله: كُلُّ ذَنْبٍ عَظَّمَ الشَّرْعُ التوعد عليه بِالْعِقَابِ وَشَدَّدَهُ، أَوْ عَظُمَ ضَرَرُهُ فِي الْوُجُودِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ وَمَا عَدَاهُ صَغِيرَةٌ.
وقَالَ الْقُرْطُبِيُّ أبو العباس شارح مسلم رحمه الله: والصحيحُ إنْ شاء الله تعالى: أنَّ كلَّ ذنب أطلَقَ الشرعُ عليه أنَّهُ كبيرٌ، أو عظيمٌ، أو أخبَرَ بشدَّةِ العقابِ عليه، أو علَّق عليه حَدًّا، أو شَدَّدَ النكيرَ عليه وغلَّظه، وشَهِدَ بذلك كتابُ اللهِ أو سنةٌ أو إجماعٌ فهو كبيرة.
وقد استحسن ابن حجر العسقلاني هذا التعريف فقال: وَمِنْ أَحْسَنِ التَّعَارِيفِ قَوْلُ الْقُرْطُبِيِّ... ثم قال: وَعَلَى هَذَا فَيَنْبَغِي تَتَبُّعُ مَا وَرَدَ فِيهِ الْوَعِيدُ أَوِ اللَّعْنُ أَوِ الْفِسْقُ مِنَ الْقُرْآنِ أَوِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَالْحَسَنَةِ، وَيُضَمُّ إِلَى مَا وَرَدَ فِيهِ التَّنْصِيصُ فِي الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ عَلَى أَنَّهُ كَبِيرَةٌ، فَمَهْمَا بَلَغَ مَجْمُوعُ ذَلِكَ عرف مِنْهُ تَحْرِير عَددهَا.
وقال النووي رحمه الله: وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ: كُلُّ ذَنْبٍ كَبُرَ وَعَظُمُ عِظَمًا يَصِحُّ مَعَهُ أَنْ يُطْلَقَ عليه اسم الكبيرة وَوُصِفَ بِكَوْنِهِ عَظِيمًا عَلَى الْإِطْلَاقِ. قَالَ: فَهَذَا حَدُّ الْكَبِيرَةِ، ثُمَّ لَهَا أَمَارَاتٌ: مِنْهَا: إِيجَابُ الحد، ومنها: الإيعاد عَلَيْهَا بِالْعَذَابِ بِالنَّارِ، وَنَحْوِهَا فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ، وَمِنْهَا: وَصْفُ فَاعِلِهَا بِالْفِسْقِ نَصًّا، وَمِنْهَا: اللَّعْنُ.
وقال النووي: في حد الكبيرة أوجه أحدها: أنها المعصية الموجبة لحد، والثاني: أنها ما لحق صاحبها وعيد شديد بنص كتاب أو سنة، وهذا أكثر ما يوجد لهم، وهم إلى ترجيح الاول أميل، لكن الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أَمْثَلُ الْأَقْوَالِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ الْقَوْلُ الْمَأْثُورُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُمَا؛ وَهُوَ: أَنَّ الصَّغِيرَةَ مَا دُونُ الْحَدَّيْنِ: حَدُّ الدُّنْيَا وَحَدُّ الْآخِرَةِ. وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ: مَا لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ: كُلُّ ذَنْبٍ خُتِمَ بِلَعْنَةِ أَوْ غَضَبٍ أَوْ نَارٍ فَهُوَ مِنْ الْكَبَائِرِ. وَمَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ: وَلَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلَا وَعِيدٌ فِي الْآخِرَةِ.
وقال: وكُلُّ ذَنْبٍ تُوُعِّدَ صَاحِبُهُ بِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَا يَشُمُّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَقِيلَ فِيهِ: مَنْ فَعَلَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَأَنَّ صَاحِبَهُ آثِمٌ، فَهَذِهِ كُلُّهَا مِنْ الْكَبَائِرِ.
وقال: الْكَبَائِرُ هِيَ: مَا فِيهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ كَالزِّنَا، وَكَالذُّنُوبِ الَّتِي فِيهَا حُدُودٌ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ الْوَعِيدُ الْخَاصُّ؛ مِثْلُ الذَّنْبِ الَّذِي فِيهِ غَضَبُ اللَّهِ، وَلَعْنَتُهُ، أَوْ جَهَنَّمُ، وَمَنْعُ الْجَنَّةِ. هَكَذَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ.
وقال الذهبي رحمه الله: وَالَّذِي يتَّجه وَيقوم عَلَيْهِ الدَّلِيل أَن من ارْتكب شَيْئا من هَذِه العظائم مِمَّا فِيهِ حد فِي الدُّنْيَا؛ كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَة، أَو جَاءَ فِيهِ وَعِيد فِي الْآخِرَة؛ من عَذَاب، أَو غضب، أَو تهديد، أَو لعن فَاعله على لِسَان نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ كَبِيرَة.
وقال ابن أبي العز رحمه الله: وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الصَّغِيرَةُ مَا لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلَا وَعِيدٌ فِي الْآخِرَةِ، وَالْمُرَادُ بِالْوَعِيدِ: الْوَعِيدُ الْخَاصُّ بِالنَّارِ أَوِ اللَّعْنَةُ أَوِ الْغَضَبُ، فَإِنَّ الْوَعِيدَ الْخَاصَّ فِي الْآخِرَةِ كَالْعُقُوبَةِ الْخَاصَّةِ فِي الدُّنْيَا، أَعْنِي الْمَقْدِرَةَ، فَالتَّعْزِيرُ فِي الدُّنْيَا نَظِيرُ الْوَعِيدِ بِغَيْرِ النَّارِ أَوِ اللَّعْنَةِ أَوِ الْغَضَبِ. وَهَذَا الضَّابِطُ يَسْلَمُ مِنَ الْقَوَادِحِ الْوَارِدَةِ عَلَى غَيْرِهِ [5].
وقيل أقوال أخرى، فالله أعلم [6].
علامات الكبيرة فتلخَّص لنا من ذلك أنَّ من علامات الكبيرة: 1- أن يصف الله الذنب بأنه كبيرٌ، أو يذكره نبيُّه صلى الله عليه وسلم في الكبائر: وهذا كقول الله تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: "الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ"، ونحو هذا.
وهلْ ما ذكرَه بعضُ الصِّحابةِ رضي الله عنهم في الكبائرِ له حكْمُ الرَّفْعِ؟ الظاهر لي - والله أعلم - أنَّ قول الصحابي أنَّ كذا في الكبائر ليس له حكم الرفع، وإنما هو اجتهادٌ منه.
2- أنْ يوصَفَ الذنب بأنَّه من الموبقاتِ: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ".. والموبقاتِ: المهلكاتِ. قال القرطبي رحمه الله [7]: سمَّى هذه الكبائرَ مُوبِقَاتٍ؛ لأنَّها تُهْلِكُ فَاعِلَهَا في الدنيا بما يترتَّب عليها من العقوبات، وفي الآخرة مِنَ العذاب.
3- أنْ يوصف الذنب بأنَّه من أعظمِ الذنوبِ: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم لما سئل: "أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ"..
4- أن يُوصَفَ الذنبُ بأنَّه ظلمٌ عظيمٌ. وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].
5- ما قيلَ فيه أنَّ الله يغضَبُ على فاعلِه: وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ﴾ [النساء: 93]، ونحوه. وغضب الله على من فعلَ ذنبًا من أشدِّ التهديدِ والزَّجرِ، وهو علامةٌ ظاهرةٌ على أنَّ هذا الذنبَ عظيمٌ وكبيرٌ، وقد أنَّ أكثر أهل العلم يقولون في تعريف الكبيرةِ: كل ذنب ختمه الله بغضبٍ على فاعلِه.
قال العلماء: غضب الله تعالى من صفات الأفعال لله عزّ وجلّ حقيقةً على ما يليق بجلاله، والمراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامِه سبحانه لمن عصاه، وإعراضه عنه، ومعاقبته له، وعقابه وخذلانه له [8].
6- ما قيل فيه أنَّ الله يسخَطُ على فاعلِه: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ"، ونحو ذلك. وسخط الله تعالى على عبدٍ في ذنبٍ دالٌّ على عِظَمِ هذا الذَّنبِ، وأنَّه من كبائرِ الذنوب، والله أعلم. قال العلماء: سخط الله تعالى من صفات الأفعال لله عزّ وجلّ حقيقةً على ما يليق بجلاله، والمراد بسخط الله تعالى عقابُه لمن عصاه، وغضبُه عليه [9].
7- ما قِيلَ أنَّ الله تعالى يحارِبُ فاعلَه: وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278، 279]، ونحو ذلك. وهذا وعيدٌ شديدٌ بالهلاك، وتهديدٌ عظيم، فهو من الكبائر.
قال العلماء: استُشْكِلَ وقوعُ المحاربةَ وهي مفاعلة من الجانبين مع أنَّ المخلوقَ في أسرِ الخالقِ، والجواب: أنه من المخاطبةِ بما يُفهَمُ؛ فإنَّ الحربَ تنشأُ عن العداوةِ، والعداوةُ تنشأُ عن المخالفةِ، وغايةُ الحربِ الهلاكُ، وما عادى الله يُغلَبُ ولا يفلحُ، وكأنَّ المعنى: فقد تعرَّضَ لإهلاكي إيَّاه، فأطلقَ الحربَ وأرادَ لازمَه، أي: أعملُ به ما يعملُه العدو المحارِبُ. قال الفاكِهانِيُّ: في هذا تهديدٌ شديدٌ؛ لأنَّ من حاربَه الله أهلكَه، وهو من المجازِ البليغِ؛ لأنَّ من كَرِه من أحبَّ الله خالفَ الله، ومن خالفَ الله عاندَه، ومن عاندَه أهلكَه [10].
8- وصف فاعل الذنب بأنه مضادٌّ لله تعالى: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ". وهذا يبدو - والله أعلم - زجرٌ شديدٌ لفاعل هذا الذنب، فالظاهر أنه يحتمل أن يكون دليلًا على الكبيرة.
وقد قال العلماء في معنى: "ضادَّ الله في أمرِه": حاربَه وسعَى في ضِدِّ ما أمرَ الله به، وقيل: خالفَ أمره؛ لأن أمره إقامة الحدود. وقيلَ: صارَ ممانعًا لله كما يُمَانِعُ الضِّدُّ ضدَّه عن مُرَادِه. وقيلَ: فقد ضادَّ الله لأنَّ حدودَ الله حِمَاه، ومن استباحَ حمَى الله وتعدَّى طورَه، ونازعَ الله تعالي فيما حمَاه فقد ضادَّ الله [11].
9- وصفُفاعلِ الذنبِ بالخسرانِ: وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99]. وقد نظرت في لغة العرب فإذا الخسران يدور حول: الهلاك، والضلال، والغبن؛ والنقص؛ فالذي يظهر لي - والله أعلم - أنَّ ما وصفَ الله فاعلَه بالخسران ففيه وعيدٌ وزجرٌ شديدٌ، وهو من الكبائرِ.
10- وصفُ الذنبِ أو فاعلَه بالفسقِ: وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 81]. ووصفُ الذنب أو فاعلَه بالفسق مُشْعرٌ بأنَّه من كبائر الذنوب، وإن كنت لا أجزمُ بذلك على إطلاقِه؛ فإنه لمَّا نظرت إلى معنى الفسوقِ في لغة العرب وجدت أنَّ أهلَ اللغةِ يقولون: الفسقُ هو: العصيانُ، ومجاوزةُ الحدِّ، والخروجُ عن الطَّاعةِ، ومنه قولُ الله تعالى: ﴿ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 50]، أي: خرجَ عن طاعتِه، وعصَاه. وكذا قال عامَّة أهلِ التفسير فيما أعلم [12]. وقد عن ابن الصلاح أنه ذكر في علامات الكبيرة: وصفُ فاعلهَا بالفسقِ نصًّا، وكذا ابن حجر.
11- أنْ يُتَوعَّدَ فاعلُه بألا ينظر الله إليه يوم القيامة، أو لا يكلمه، أ ولا يزكيه: ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ.. وهذا من أشد الوعيدِ والتهديد الوعيدُ، وهو علامةٌ أكيدةٌ على أنَّ هذا الذنبَ كبيرةٌ.
قال العلماء: "لَا يُكَلِّمُهُمْ الله": قيل: لا يُكلِّمُهم تكليمَ أهلِ الخيراتِ بإظهارِ الرِّضَى، بلْ بكلامِ أهلِ السُّخْطِ والغضَبِ. وقيلَ: المرادُ الإعراضُ عنهم. وقيلَ: لا يُكلِّمُهم كلامًا ينفعُهم ويسرُّهم.
"ولَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ": أي: يُعرِض عنهم، ولا ينظرُ إليهم نظرَ رحمةٍ ولطفٍ بهم؛ بل يسخطُ عليهم ويغضب. "ولَا يُزَكِّيهِمْ": لا يُطهِّرُهم من دنَسِ ذنوبِهم. وقيل: لا يُثني عليهم [13].
12- أنْ يكونَ في الذنبِ حدٌّ في الدنيا: وهذا كالسرقة؛ فإنَّ فيها حدٌّ، وهو قطع اليد. وما كان من الذنوبِ فيه حدٌّ في الدنيا فإنما ذلك لِعظَمِه، فكان الحدُّ لأجلِ التكفيرِ عن هذا الذنب العظيم؛ إذ لا يُكفِّرُه الأعمال الصالحات، وقد يغفرُه الله بالاستغفار والتوبةِ النَّصوح، وقد أنَّ أكثر أهل العلم يقولون في تعريف الكبيرةِ: ما كانَ فيها حدٌّ في الدنيا.
13- أن يُعاقَبَ فاعلُ الذنبِ بمنعِ رزقِه: ومن هذا قولُه صلى الله عليه وسلم: "وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ". والظاهر لي - والله أعلم - أنَّ هذه علامةٌ على أنَّ هذا الذنبَ كبيرةٌ.
قال العلماء: "لم يمنعْ قومٌ زكاةَ أموالِهم": أي: التي أوجبها الله، "إلا مُنِعوا القطْرَ من السماءِ": أي: عقوبةً عاجلةً بشؤمِ مَنعهم الزَّكَاة، ويومَ القيامةِ تُكْوَى بها أعضاؤهم [14].
14- أنْ يكون الذنبُ محبطًا للعمل: ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ". ولا أعلمُ بين أهل العلم خلافًا في أنَّ حبوطَ العملِ في ذنبٍ وعيدٌ شديدٌ لفاعلِ الذنب، وأنَّه علامةٌ على أنه كبيرة، والله أعلم.
أمَّا الشركُ الأكبرُ والكفر بالله فهو مُحبِطٌ لعملِ صاحبِه جميعًا، ويُخلِّدُه في النار، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [البقرة: 217].
وأمَّا غيرُ ذلك من الذنوبِ التي وردَ أنها تُحبِطُ عملَ فاعلِها فقد استدلَّ بها من يقولُ بتكفيرِ مرتكبِ الكبيرةِ من أهلِ التوحيدِ، وقالوا: هو نظيرُ قولِه تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ﴾ [المائدة: 5]. فردَّ عليهم العلماء؛ فقالوا: مفهومُ الآيةِ أنَّ من لم يكفُرْ بالإيمانِ لم يُحبَطْ عملُه، فيتعارضُ مفهومُها ومنطوقُ الحديثِ؛ فيتعيَّنُ تأويلُ الحديثِ؛ لأنَّ الجمعَ إذا أمكنَ أولى من الترجيحِ.
واختلفَ أهلُ العلمِ في معنى حبوطِ العمل على أقوالٍ: 1- فقيلَ: المرادُ من فعلِ هذا الفعلَ مُسَتخفًا مستهزئًا.
2- وقيلَ: خرجَ الوعيدُ مخرجَ الزَّجرِ الشديدِ، وظاهرُه غيرُ مرادٍ، ورجَّحه ابن حجر.
3- وقيلَ: هو من مجازِ التشبيه، كأنَّ المعنى: فقد أشبَه من حبِطَ عملُه.
4- وقيلَ: معناه: كادَ أن يَحبَطَ.
5- وقيلَ: المرادُ المبالغةُ في نُقصَانِ الثوابِ؛ إذ حقيقةُ الحبوطِ إنما هو بالرِّدَّةِ، وعبَّرَ بالحُبوطِ وهو البطلانُ للتهديدِ والتشديدِ.
6- وقيلَ: المرادُ بالعملِ عمل الدنيا الذي كان بسببِ فعلِه لهذا الذنبِ، أي لا يستمتعُ به.
7- وقيلَ: المعنى: أُسقِطَتْ حسناتُه في مقابلَةِ سيئاتِه، وسُمِّيَ إحباطًا مجازًا. وقيلَ غير ذلك؛ فالله أعلم [15].
15- أنْ يُعاقَبَ فاعلُه بألَّا تقْبَلَ له صَلاةٌ أو عملٌ: ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". فعدم قبولِ الصلاةِ وردُّها على صاحبِها علامةٌ على عِظَمِ هذا الذَّنبِ، وأنَّه من الكبائرِ.
واختلف أهل العلمِ في معنى عدمِ قبول الصلاة من هؤلاء وعدمِ رفعِها عن آذانِهم: 1- فقال بعضُ أهل العلم: أي: لا ثواب لَهُم فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَةً فِي سُقُوطِ الفرض عنهم.
2- وقيل: لا تُرفَعُ إلي الله سبحانه وتعالي رفعَ العملِ الصالحِ، بل أدنى شيءٍ من الرفعِ.
3- وقيلَ: لا تُرفَعُ عن آذانِهم فتظلّهم، كما يظل العمل الصالح صاحبَه يوم القيامة [16]. قلت: وكلُّ هذه الوجوه محتملَةٌ إن شاء الله.
16- أن يتوعَّد بألا يقبلً الله منه دعائًه: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم في الرجل يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟. والظاهر - والله أعلم - أنَّ هذا زجرٌ شديدٌ، وهو علامةٌ للكبيرة.
17- أن يعاقبَ الله فاعلَ الذنبِ بتسليطِ الظَّلَمةِ عليه: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ". وهذا عقابٌ شديدٌ وتهديدٌ أكيد، وهو علامةٌ على أنَّ هذا الذنب كبيرةٌ.
18- أن يكونَ الذنب سببًا في هلاك وعذاب فاعلِه في الدنيا: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ". فالظاهر لي - والله أعلم - أنَّ هذا علامةٌ على كون هذا الذنب كبيرةٌ.
19- أنْ يُعاقَب فاعلُه بمضاعفةِ الآثامِ: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا". وهذ- والله أعلم - وعيدٌ شديدٌ وعقابٌ عظيمٌ، وهو دالٌّ على أنَّ هذا الفعل من الكبائر. قال ابن حجر رحمه الله [17]: ومُضَاعَفَةُ تِلْكَ الْآثَامِ وَعِيدٌ شدِيدٌ، وَذَلِكَ لِمُضَاعَفَةِ الْعَذَابِ الْمُضَاعَفَةَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي يَعْجِزُ عَنْهَا الْحِسَابُ، ولَمَّا سَنَّهَا لِغَيْرِهِ فَاقْتَدَى بِهِ فِيهَا فَحُشَتْ وَتَضَاعَفَ عِقَابُهَا.
20- أنْ يُوصَفَفاعلُ الذنب بالكفر أو الخروج من ملَّةِ الإسلامِ: وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر". وهذا زجرٌ شديدٌ، وهو علامة على أن هذا الذنبَ كبيرةٌ.
وقد أجاب العلماء عن معنى الكفرِ الوارد في الأحاديث السابقة بأجوبة [18]: 1- فقيلَ: معناه: أَنَّ فعلَ هذه المعاصي قد يؤول بِهِ إلى الْكُفْرِ. 2- وقيلَ: أَنَّهُ كُفْرُ النِّعْمَةِ وَالْإِحْسَانِ. 3- وقيلَ: أَنَّ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَحِلِّ، فإنه يكفرُ. 4- وقيلَ: أَنَّ هذا مَحْمُولٌ عَلَى الْخَوَارِجِ الْمُكَفِّرِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ. 5- وقيلَ: أنَّ هذا من الأخلاق والسنن التي عليها الكفار والمشركين. 6- وقيلَ: أنَّ المرادَ الكفرُ العمليُّ الذي لا يُخْرِجُ صاحبَه من الإسلامِ. 7- وقيلَ: أنَّ هذا على التَّغليظِ والترهيبِ. قلت: كل هذه الأقوال محتملةٌ ولا يُعارِضُ بعضُها بعضًا، والله أعلم [19].
21- قوله صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا مَنْ فعلَ كذا": هذا وعيدٌ شديدٌ، وتهديدٌ عظيمٌ في الغالب، وقد عن ابن تيمية أن قال في تعريف الكبيرة: كل ذنب قيل فيه: من فعلَه فليس منا. والظاهر لي - والله أعلم أنَّ هذا دليلًا على التحريم في كلِ الأحوال، فضلًا عن كونِ ذلك كبيرة، وإنّما يُنْظَرُ في ذلك إلى القرائنِ والأحوالِ.
فقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا" لم يحملْه جماعةٌ من العلماء على التحريمِ، وإنما حملوه على الكراهةِ الشديدة، فضلًا عن القولِ بأنَّه كبيرةٌ [20].
وقولُه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا"، أما الحلف بالأمانةِ - وهو من الحلف بغير الله فهو محرَّمٌ، ولا يجوزُ، على الصحيحِ من قولَيْ العلماء بقرينةٍ أخرى وهي نهيُه صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغيرِ الله. وكونُ ذلك من الكبائر - عند من يقول بذلك - فهو بقرينةٍ أخرى؛ وهي قولُه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ".
وأمَّا من خبَّب عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فهو حرامٌ وكبيرةٌ بقرينةٍ أخرى؛ وهي قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ".
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ""لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا من حَلَقَ، وَسَلَقَ، وَخَرَقَ "، فهو على التحريم، وكبيرةٌ عظيمةٌ، لقرائنَ أخرى؛ كقولِه صلى الله عليه وسلم: "أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَخَرَقَ". وقولِه: "أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ:.. وَالنِّيَاحَةُ".
• معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا": وهذه الأحاديثُ التي يُخْرِجُ ظاهرُها من فعلَها من حظيرةِ الدينِ اختلفتْ كلمةُ أهلِ العلمِ في توجيهِهَا على أقوالٍ، أكثرها قريبةٌ من بعضِها، فيُمكنُ أنْ يُقَالُ: "لَيْسَ منَّا" أي: ليس من المطيعين لنا، ولا من المقتدين بنا، ولا من المحافظين على شرائعنا. وليس من أهل سنتنا وطريقتنا، وليس من أهل الإيمان الواجب الذي به يستحق الثواب بلا عقاب، وله الموالاة والمحبة المطلقة، وليس على ديننا الكامل.
قال القاسم بن سلام رحمه الله [21]: لَيْسَ مِنَ الْمُطِيعِينَ لَنَا، وَلَا مِنَ الْمُقْتَدِينَ بِنَا، وَلَا مِنَ الْمُحَافِظِينَ عَلَى شَرَائِعِنَا، وَهَذِهِ النُّعُوتُ وَمَا أَشْبَهَهَا. قاله أبو عبيد.
وقال ابن تيمية رحمه الله [22]: فمَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَسْتَحِقُّ بِهِ مُشَارَكَتَهُمْ فِي بَعْضِ الثَّوَابِ، وَمَعَهُ مِنْ الْكَبِيرَةِ مَا يَسْتَحِقُّ بِهِ الْعِقَابَ؛ لِنَقْصِ إيمَانِهِ الْوَاجِبِ الَّذِي بِهِ يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ الْمُطْلَقَ بِلَا عِقَابٍ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِهِمْ مُطْلَقًا.
وقال النووي رحمه الله [23]: وَمَعْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنِ اهْتَدَى بِهَدْيِنَا، وَاقْتَدَى بِعِلْمِنَا وَعَمَلِنَا وَحُسْنِ طَرِيقَتِنَا، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِوَلَدِهِ إِذَا لَمْ يَرْضَ فِعْلَهُ: لَسْتَ مِنِّي [24].
22- نفْيُ الإيمانِ عن فاعل هذا الذنب:
| |
|
| |
جرح في ملامح إنسانه [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1290 نقاط : 1465 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 03/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الأحد 08 مايو 2016, 10:08 pm | |
| جميل جدا كل اللى بتقدموه روعة تسلموا يارب ومانتحرم من ابداعك
| |
|
| |
masood [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 922 نقاط : 1081 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 13/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الإثنين 09 مايو 2016, 5:58 am | |
| شكرااااااااا عالمجهود الرائع تحياتى وودى | |
|
| |
eslam aaa عضو متميز
عدد المساهمات : 1207 نقاط : 1346 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/07/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الإثنين 09 مايو 2016, 6:05 am | |
| مجهود رائع لحصرتك يسلم زوئك واختيارك
| |
|
| |
علا المصرى الـمـؤ سس
عدد المساهمات : 22760 نقاط : 30252 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 15/12/2013
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الإثنين 09 مايو 2016, 1:31 pm | |
| جزاكِم الله كل خير عالأنتقاء الرائع دمتم بهذا التألق الدائم | |
|
| |
عاشقة الجنة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 3226 نقاط : 3793 المزاج : السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/10/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الإثنين 09 مايو 2016, 3:20 pm | |
| شكرا على الموضوع القيم و الطرح الرائع الجميل و بارك الله فيكم و فى مشاركتكم القيمة فى انتظار جديدكم المميز | |
|
| |
أفلاطون الشاعر [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1740 نقاط : 2060 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/08/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الثلاثاء 10 مايو 2016, 7:34 am | |
| شكراااااااااا عالموضوع والاختيار الجميل | |
|
| |
عازف المزمار عضو متميز
عدد المساهمات : 3630 نقاط : 4222 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 07/09/2015 العمر : 41
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الثلاثاء 10 مايو 2016, 7:49 am | |
| تسلم ايدك ع الابداع فى انتظار كل جديد ورائع دومت متميز مع الشكر | |
|
| |
5alek fakrny عضو متميز
عدد المساهمات : 980 نقاط : 1084 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الأربعاء 11 مايو 2016, 5:11 pm | |
| شكراااااااااا عالموضوع والاختيار الجميل | |
|
| |
شهووودة [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1308 نقاط : 1555 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 21/07/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الأربعاء 11 مايو 2016, 7:16 pm | |
| اجد الابداع والتواصل الجميل في اختياركم الراقي لكم مني باقات من الورود | |
|
| |
Dr.Lina [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1345 نقاط : 1587 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/06/2014
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الأربعاء 11 مايو 2016, 7:27 pm | |
| أبداع بكل معنى الكلمة احترامي وورودى | |
|
| |
شهد الملكة [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 3995 نقاط : 4491 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 23/03/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 1 الخميس 12 مايو 2016, 2:59 pm | |
| ينحني الشكر امام كلماتك وموضوعك الراااائع لكم كل الشكر.. دمتم بهذا الابداااع | |
|
| |
| تعريف الكبيرة ج 1 | |
|