علم الزلازل والبراكين , بحث عن الزلازل والبراكين - بحث علمى عن الزلازل والبراكين
مقدمة
تعتبر البراكين من الظواهر الطبيعية الفريدة التي استرعت انتباه الإنسان منذ القدم وهي تلعب دورا عظيما في العمليات الجيولوجية التي تؤثر على تاريخ تطور القشرة الأرضية وتشكلها . وذلك لأن أغلب أجزاء القشرة الأرضية تأثرت بالعمليات الاندفاعية وخضعت في تشكيلها إلى مساهمة العمليات الاندفاعية . وتفيد دراسة البراكين في التعرف على مراكز الهزات الأرضية ودراسة البراكين فرع من فروع الجيولوجيا والذي أصبح قائما بذاته يعرف باسم علم البراكين Volcanology . والبراكين يصاحبها تكون معادن وخامات هامة جدا من الناحية الاقتصادية .
تعريف البركان :
البركان هو ذلك المكان الذي تخرج أو تنبعث منه المواد الصهيرية الحارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها على عمق من والقشرة الأرضية ويحدث ذلك خلال فوهات أو شقوق . وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالا أرضية مختلفة منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية .
أجزاء البراكين :
إذا نظرت إلى الشكل ستجد أنه يتكون من:
1- جبل مخروطي الشكل:
يتركب من حطام صخري أو لافا متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة منصهرة.
2- فوهة: وهي عبارة عن تجويف مستدير الشكل تقريبا في قمة المخروط ، يتراوح اتساعه بين بضعة آلاف من الأمتار. وتنبثق من الفوهة على فترات غازات وكتل صخرية وقذائف وحمم ومواد منصهرة (لافا) وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته كما ترى في الشكل:
3- مدخنة أو قصبة : وهي قناة تمتد من قاع الفوهة إلى أسفل حيث تتصل بفرن الصهير في جوف الأرض . وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق البركان.
وبجانب المدخنة الرئيسية ، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية.
أنواع المواد البركانية:
يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد سائلة .
1- الحطام الصخري:
ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني . ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع اللافا والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية ، والقذائف والجمرات ، والرمل والغبار البركاني .
2- الغازات:
تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء ، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجارات وسقوط الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة ، ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأوكسجين.
3- اللافا:
هي كتل سائلة تلفظها البراكين ، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 م و 1200م . وتنبثق اللافا من فوهة البركان ، كما تطفح من خلال الشقوق والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسور التي تنشئها الانفجارات وضغط كتل الصهير ، وتتوقف طبيعة اللافا ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه وهي نوعان:
.أشكال البراكين:
1-براكين الحطام الصخري:
يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها . فإذا كان المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري ، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30 درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة لانفجارات بركانية . وتتمثل في جزر إندونيسيا.
2- البراكين الهضبية:
وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها . وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضبية أحسن تمثيل في براكين جزر هاواي كبركان مونالوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا.
ماهي الزلازل:
الزلازل المعروفة بالهزات الأرضية لدى عامة الناس، تعتبر في نظر أهل الاختصاص، بأنها عبارة عن اهتزازات مباغتة قاسية وعنيفة تتولد في أعماق القشرة الأرضية في شكل انفلاقات من جراء تحرك كتلتين أرضيتين مفصولتين عن بعضهما البعض، وهي ثلاثة أصناف:
- الانفلاقات المتواجدة في حالة تمدد،
- الانفلاقات المتولدة عن أنزلاق،
- الانفلاقات المتولدة عن الضغوط.
هناك الكثير من الناس ممن يعتقدون أن الأرض تنشق خلال الهزات الأرضية لتبتلعنا! ما يمكن قوله لهؤلاء أن هذا الاعتقاد خاطئ ونابع من الخيال، لأنه ببساطة بإمكان الزلازل أن تحدث شقوقا في الأرض وعلى جدران المنازل نتيجة التأثيرات الثانوية التي يسببها حجم الظاهرة.
تحدث هذه الزلازل بسبب تنقل الصفيحات التكتونية فيما بينها، ويكمن سبب التنقل المذكور في البرودة الواصلة والمتواصلة لكوكب الأرض، أي بمعنى أخر في بعض المناطق تتلامس الصفيحات التكتونية فتسبب تراكم ضغوط أو قوى على مستوى أماكن الانفلاقات، وعندما يصبح التراكم مهما، يستسلم الانفلاق وينتج عن ذلك الزلزال.
تحدث الزلازل عموما على حواف الصفيحات التكتونية. ولهذا تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط عرضة ومقرا للنشاط الزلزالي، بسبب تقارب الصفيحتين الإفريقية والأورو-أسيوية، مثل: إيطاليا، اليونان، تركيا وغيرها من الدول التي تشهد أكثر نشاط زلزالي على مستوى المنطقة المذكورة.
تتبع دوما الفترات الموالية للزلازل المهمة بهزات أخرى محسوسة تعرف بـ"الهزات الارتدادية"، لكن يجب التذكير بأن تلك الهزات تكون في معظم الحالات ضعيفة، وهي ظاهرة عادية تشير إلى إعادة ضبط للقشرة الأرضية بعد الهزة الرئيسية.
يمكن أن تستمر الهزات الارتدادية لعدة أسابيع أو شهور، لكن بمرور الوقت تتباعد في ما بينها شيئا فشيئا إلى أن تختفي كلية.
تتميز الهزة الأرضية بمركزها السطحي، وهو المكان الدقيق الذي وقعت فيه والمحدد انطلاقا من التسجيلات الزلزالية لمختلف محطات المراقبة، إلى جانب شدتها التي تمثل كمية الطاقة المحررة خلال الهزة والتي تقاس على سلم رشتر (9 درجات)، وكذا قوتها التي تميز تأثيرات الهزة على المحيط والتي تقاس على سلم مركالي (12 درجة).
كل زلزال صغير تبلغ شدته أقل من 3 درجات، لا يعلن بالضرورة عن وقوع زلزال أكثر قوة، باستثناء حالات نادرة جدا، والدليل على ذلك مئات الزلازل التي تحدث سنويا دون أن تكون متبوعة بزلازل أكبر قوة. وحسب فهرس الزلازل المعتمد، هناك أربعة أنواع من الزلازل، وهي:
- الهزات الضعيفة التي تقل شدتها عن 5 درجات،
-الهزات المعتدلة التي تتراوح ما بين 5 و6 درجات،
- الهزات القوية التي تدور ما بين 6 و7 درجات،
- الهزات العنيفة التي تفوق شدتها 7 درجات.
بالمناسبة، نذكر كذلك أنه لا توجد علاقة للزلازل مع المناخ لكون أن القوى الباطنية للأرض هي المسيرة لهذه الظواهر، وهو ما أكدته لنا الطبيعة من خلال حدوث هذه الهزات في الأوقات الحارة والباردة.
كما لا يوجد أيضا للزلازل أي ارتباط بالنشاط البركاني، إذ تكمن العلاقة الوحيدة بين هذا وذاك في استفاقة المناطق البركانية المعنية بالزلزال، وهو ما يمكن أن تحدث عنه زلازل بركانية.
عند حدوث هزات أرضية، يمكن ملاحظة ظواهر ثانوية مرتبطة بالعملية تتمثل عموما في تسجيل هدير يشهد على تشوه القشرة الأرضية بسبب عبور الموجات الزلزالية، إلى جانب نفاذ وظهور ينابيع تفسر بتغيير مسرى جريان المياه الباطنية، وكذا تسرب الغازات المختلفة نتيجة الضغوط المرتفعة داخل القشرة الأرضية، زيادة على ظهور شعاعات ضوئية تعرف بـ"كهربة الهواء المحيط" نتيجة احتكاك حواف الانفلاق