وبخلاف اقتناع علم الاجتماع بإمكانية المس بالجن جاء رأي دكتور "أحمد البحيري" استشاري الطب النفسي رافضا تماما للأمر، فعلى الرغم من عدم وصول علم النفس لرؤى محدده حول الجن؛ إلا أنه يرى وفقاً لما عاصره في معظم الحالات إن الموضوع ليس له علاقة بالجن وإنما هي اضطرابات نفسية تتنوع بين حالات هستيرية وذهنية وصرعية، قد تكون غير مألوفة على صاحبها مما يدفعه للتفكير في أنها أفعال جنية، في حين أن علاجات النفس ساعدت في شفاء الحالات واستجابتهم للعلاج بنتائج ملحوظة.
واتفقت معه دكتور "إيمان سرور" أستاذ علم النفس وزميل الكلية الملكية، في أن الطب النفسي غير مقتنع بمس الجن للإنسان، وأن الإشكالية تكمن في أن هناك مريض إيجابي وآخر سلبي، إذ أن المريض الإيجابي هو من يشعر بقوة داخله توحي له بقدراته على التغلب على الجن، وأن هذا النوع من المرضى يتم إيحاءه بأن ما يتناوله من دواء يعالجه من المشاكل التي يعاني منها، ومن ثم يبدأ عقله بترجمة ذلك الكلام حتى يشعر بالارتياح، وأنه إذا لجأ إلى معالج روحاني قد يشفى؛ وذلك لأن الروحاني يعطيه إيحاء بأن ما يفعله يساهم في شفائه، مضيفة أن هناك إمكانية لرجوع الأعراض إليه مرة أخرى، وذلك إن لم يتم علاج الأسباب النفسية وراء إصابته بالمرض من الأساس.
أما المريض السلبي ممن لديهم أمراض نفسية معقده كالانفصام والذي يحتاج بعض الوقت ولا يمكن علاجه بالطرق الروحانية؛ الأمر الذي يدفع الدجالين لاستغلال المريض بشتى الوسائل هدفا لجمع الأموال، مشيرة إلى أن المعالجين بالقرآن الكريم أصبح لديهم وعي في الفترة الأخيرة أن الفرد ليس بداخله جن وأن ما يشعر به ما هي إلا اضطرابات نفسية، وينصحوا المريض على الفور بالاستعانة بطبيب نفسي.
ملاذ الجميع
ولكن لـ "عمرو الليثي" المعالج الروحاني بالقرآن، رأي آخر، بشأن تأثير الجن على الإنسان فقال، إن الجن يحضر على جسد الإنسان بعده أشكال تختلف وفقاً لقدرة الجن ومدى تمكنه من الإنسان، موضحا أن بعض الحالات يكون الجن مسيطر على عقله ومعظم حواسه، إلى درجة تجعله يتكلم على لسان المصروع، وقد يحاول الجن في حالات أخرى إرهاقه بالوساوس والهواجس التي تفقده القدرة على النوم، وقد تصل إلى أن الجن يجعل المريض يمشي وهو نائم.
كما ذكر أن أشهر أسباب المس هو الصراخ في الخلاء أو دخول الأماكن المهجورة أو عمل سحر للشخص عند أحد الدجالين،
مضيفا أن طرق إخراجه تعتمد بشكل أساسي على آيات الله وأذكاره، قائلا الذكر له قدرة على الإنسان أقوى من أي قدرة شيطانية، كذلك هناك وسائل أخرى كالضرب الخفيف على الجبهة والقراءة المقرونة بالنفث المتتابع في أنف وفم المصروع، ووضع بعض أنواع من الطيب والمسك عند أنف المريض، نتيجة لأنها تزعج الشياطين، مستنكرا ما يقوم به آخرين من الضرب المبرح على جسد المريض، موضحا أنها ليست من أصل الدين في صرف الجن.
مرضى على أمل الشفاء
"أرى أشباح ليلا تحاوط سريري" هكذا تروي "ماجدة رءوف"نصرانية من طهطا- حالتها، وأن لا أحد في المنزل يرى هذه المناظر سواها، مضيفة أنها تسمع أصوات تقول لها "سوف نأخذك قريبا"، وقد أتت للعلاج لدى الأب مكاري بعد فشل محاولات عديدة مع أطباء وشيوخ ودجالين.
بينما "وفاء فكيه" حالة مسلمة من أسيوط –مقيمة في القاهرة للعلاج- تصرخ ليلا من أيد تلتف حول رقبتها وتتجه للنافذة بأمر من الروح للانتحار، حاول علاجها جار يدعى الشيخ محمد عبد لله ولم يفلح، وتفكر في الذهاب إلى مصحة نفسية.
الناس تجيب.. حقيقة أم خيال ؟!
وتتباين أراء الناس في هذا الصدد حيث إذ يقول "عبد المجيد منصور" -50عام- إن ضعف الإيمان هو السبب الرئيسي في اعتقاد البعض بأن جن ما قد مسه، مشيرا إلى أن قوى الإيمان يظل ذاكرا لربه، ما يحميه من الجن والشيطان، بينما تقول "مريم خالد" -18 عاما- إن الجن قريب من الإنسان ومرافق له طوال يومه، موضحه أن احتمالية مس الجن للإنسان واردة، وأن هناك العديد من الحالات التي تؤكد من وجود الجن واستطاعته لمس الإنسان ومن ثم أذيته.
في حين أكد "أحمد رأفت" -22 عاما- أن الدجالين هم مروجي تلك "الهلاوس"، مستهدفين الطبقة الفقيرة ثقافيا ودينيا للحصول على مبالغ مالية، مرجحا أن ما يتعرض له الفرد من وساوس واضطرابات ما هي إلا مرض نفسي، وأكدت "ماجدة محمود" -ربة منزل- أن الجن قد ذُكر في القرآن الكريم، موضحة أن الله –سبحانه وتعالي- خلقهم للعبادة، أما عن مس الجن لفرد تؤكد أن تلك الأفكار غير صحيحة وهي لا تؤمن بها.
أما " مريم خالد " فهي ترى أن الجن قريب من الإنسان وهو مرافق له طوال يومه، موضحة أن احتمالية مس الجن للإنسان واردة، مضيفة أن هناك العديد من الحالات التي تؤكد من وجود الجن واستطاعته لمس الإنسان ومن ثم أذيته.
منقول