ما هي الشجاعة
الحقيقة الأولى
لن يتركنا الخوف أبداً طالما نحن مستمرين في النمو
طالما نحن مستمرون في الانخراط في الحياة، وفي تنمية قدراتنا، والدخول في مخاطر جديدة لتحقيق أحلامنا؛ سنشعر دائماً بالخوف.
قد نشعر بالإحباط من سماع هذه الحقيقة، لأن هذا معناه أننا لن نتخلص أبداً من خوفنا. لكن لهذه الحقيقة وجه آخر إيجابي، فهي ترفع عنا عناء المحاولة أن لا نخاف! لأن الخوف لن يزول أبداً!
الحقيقة الثانية
الطريقة الوحيدة للتخلص من الخوف من القيام بشيء ما هو القيام به بالفعل.
قد نرى أن هذه الحقيقة تتعارض مع الحقيقة الأولى، ولكن هذا ليس صحيحًا. عادةً ما يتلاشى خوفنا من القيام ببعض الأمور بعد أن نواجهها. فعلها يأتي قبل زوال الخوف.
لقد تربينا على أن ننتظر حتى يختفي الخوف من حياتنا قبل أن نقدم على أي مجازفة. وكثيرًا ما لعبنا لعبة "عندما يحدث....\حينئذ سأفعل....." أي "عندما أتوقف عن أن أخاف، حينئذ سأقدم على المجازفة" ولكن هذا الأسلوب لم ينجح أبدًا لأن هذا ترتيب آخر خاطئ للحقيقة.
أعتدت كثيرًا استخدام لعبة "عندما\فحينئذ" مع تقييمي لنفسي. كنت عادةً ما أقول "عندما أشعر بالراحة أكثر مع نفسي فسوف أقوم بهذا الأمر". لقد أعتدت علي التفكير بأني إن شعرت أكثر بالرضا عن نفسي فسوف يزال الخوف وأستطيع حينئذ أن أحقق ما أريده فعلا.
كنت أقول لنفسي ربما سأشعر بالرضا كلما زادت خبرتي في الحياة مع الزمن وأصبحت أكثر حكمة أو لو سمعت مديح الناس في أو عندما أردد لنفسي أنا "إنسانة رائعة" أو ربما تحدث معجزة ما تجعلني أشعر بالراحة والرضا تجاه نفسي.
قد تتضافر كل هذه الحقائق معا لتصنع تغييرا فيَ. ولكن ما أحدث التغيير هو إحساسي بالإنجاز لأني داومت علي إبعاد الخوف عني والقيام بما عليّ فعله بالرغم من الخوف. وهكذا انكشفت أمامي حقيقة أخرى وهي:
الحقيقة الثالثة
الطريقة الوحيدة لتشعر بالرضا والراحة هي الخروج للحياة .والقيام بما تريده
إن القيام بما عليّ فِعلُه يأتي قبل الشعور بالرضا عن نفسي. عندما تقوم بإنجاز شيء ما لن تشعر فقط بزوال الخوف من نحو هذا الموقف ولكنك ستحصل أيضًا على جائزة إضافية وهي: مادة وفيرة لبناء ثقتك في نفسك. عندما تنجح في التحكم في أمر ما تنجح في التخلص من الخوف منه. و ستشعر بعد إنجازك بالراحة وأنك تود أن تمضي إلى الأمام أكثر وحينئذ ستفاجأ! سيعاودك الشعور بالخوف مرة أخرى عندما تقرر الخوض في تحَدٍ آخر.
الحقيقة الرابعة
لست وحدي الذي أشعر بالخوف وأنا أقبل تحدياً جديداً في حياتي و لكن هكذا يشعر الجميع من حولي
ذكرت مقالة منذ عدة سنوات عن "أد كوش" محافظ مدينة نيويورك في ذلك الوقت والذي كان مشهور بجرأته كيف أن عليه كمحافظ أن يتعلم رقصة جديدة ضمن روتين العمل لأنه سيؤديها في حفل برودواي أمام العامة في حدثٍ مهمٍ. قال مدربه أنه كان خائفًا حتى الموت من الخوض في هذه التجربة الجديدة . كان هذا شيئا يصعب تصديقه! كيف يخاف وهو مشهور ومعتاد على مواجهة العامة من الشعب حتى عندما يكون حشداً غاضبًا جدًا؟ كانت بيده اتخاذ عدة قرارات مصيرية صعبة تتعلق بحياة ملايين من الناس، لقد كان معتادًا أن يضع نفسه أمام الشعب أثناء الانتخابات وكان خائفًا من تعلم رقصة بسيطة كتلك؟
هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور بالنسبة لنا جميعًا. جميعنا نتشارك في الصفات الإنسانية ونشعر بنفس المشاعر. الخوف لا يستثنى منه أحد.
لكي تعيد صياغة أفكارك من جديد عليك أن تردد الحقائق عن الخوف على الأقل عشرة مرات في اليوم لمدة شهر مثلاً. ستكتشف حينئذ أن مقاومة الأفكار المغلوطة تحتاج للإعادة المستمرة للحقيقة.
معرفة الحقيقة عن الخوف ليست كافية ولكن معها عليك أن تغذي نفسك بالحقائق علي الدوام حتى تصبح جزءًا من شخصيتك وتفكيرك فيتغير سلوكك لتتقدم للأمام حتى تنجز أهدافك.
الحقيقة الخامسة
مواجهة الخوف أقل خوفًا من التعايش مع خوف خفي مصدره الشعور بقلة الحيلة