http://elbadil.com/2013/05/28/152973/لا شيء يبقى.. فلا ثبات ولا دوام
وقديماً قال فيلسوف يوناني: “الإنسان لا ينزل النهر مرتين”، فالتغير أكبر ثوابت الحياة، ودوام حركتها قانون أزلي.. وهذه الدائرة هي التي نسج منها عبقري العامية المصرية، صلاح جاهين رؤيته حين قال
سنوات وفايتة عليا فوج بعد فوج
واحدة خدتني ابن، والتانية زوج
والتالتة أب خدتني.. والرابعة إيه؟
إيه يعمل اللي بيحدفه موج لموج؟
فلماذا نصاب بالصدمة أحيانًا حين تتقافز إلينا تغيرات كنا نعدها في عداد الثوابت؟
غالب الظن أن أول الخطأ هنا خطأ التصنيف أو التوصيف، لأننا عددنا هذا الأمر أو ذاك ضمن ثوابت لا تغير لها ولا تحول.. وعلى قدر يقيننا بالثبات، تكون هزات صدمات التحول.
لعل ما شهدته مصر منذ الخامس والعشرين من يناير، أو “الكاشف للتلوين” من يناير عام 2011 شاهد على هذا الخطأ فينا – أو في الكثيرين منا – فقد أزاح الخامس والعشرين من يناير القناع عن عديد من الوجوه التي تخفى وراءها كثيرون من أهل الفكر والدين والفن والرياضة وغيرها.. فجاءت الثورة – كعهد كل ثورة – لتكشف وتعري الكثيرين..
في البداية وجدنا بعض رجال الدين يجرمون التواجد بالميدان ويعدونه خروجًا على ولي الأمر، لكنهم سرعان ما غادروا مواقعهم على جبل “أحد” الوعظي الداعم لشرعية وجود الرئيس السابق، ليلحقوا بغنائم الثورة، فانهزمت مصداقيتهم وسقطت الثقة في آرائهم بعد أن انكشف زيف ورعهم.
وترك هؤلاء تساؤلات لدى شبابنا الواعد: بلسان أي دين تحدث هؤلاء عندما طالبوا بطاعة الرئيس السابق؟ وبلسان أي دين احتضنوا الثورة وصناعها؟ وأي دين من الاثنين يتبعه من يتخذ من هؤلاء المتلونين دليلا هاديا ونبراسا منيرا؟ ألا يمكن استنباط أن الدين الذي دان به هؤلاء كان دين الحياة والمصلحة؟
أما على المسار السياسي، فقد استغل وزير الإعلام آنذاك “أنس الفقي” منصبه في التعتيم على أحداث المظاهرات، وحاول بكل السبل تشويه سمعة الثوار والمنظمات الحقوقية.. مستخدمًا في ذلك حشدًا من الإعلاميين الذين انهالوا على الثوار طعنًا وتشويهًا وسبابًا عبر برامجهم المتعددة..
ويكفي أن نقيب الصحفيين السابق “مكرم محمد أحمد” هاجم الثوار في البداية ودافع عن مبارك، لنجده بعد أيام قلائل من الثورة، وعبر حوار معه على صفحات إحدى الصحف يؤكد أنه كان من أكبر المعارضين لمبارك وأنه أول من كشف عن شراء جمال مبارك لديون مصر!
وتعددت أسماء المتحولين ممن يعملون بالحقل الإعلامي، فهناك خيري رمضان في التلفزيون المصري، هذا الرجل ظل مهاجما للثورة وكل من شارك فيها، ثم لانت لهجته قليلا حتى قبيل “التنحي”، فظل يطالب الشعب المصري بالصبر على مبارك، وما هي إلا لحظات وأذيع بيان التنحي، فإذ بالـ “خيري رمضان” يطلق زفرة ارتياح ببلوغ الأرب وينطق بلفظة واحدة: “انتصرنا”…!!
تحول الرجل في ثوان معدودات.. مات من كان مهاجما للثورة والثوار، وتابعنا على الهواء مباشرة ولادة خيري رمضان الجديد، المناضل، الفرح بانتصار الثورة.. وسبحان من له الدوام وعلم الإنسان ألا ينخدع بفحيح أقوام لئام، مهما تخفوا بأستار ولثام خلف لثام!!
وهناك كذلك مي الشربيني وهناء السمري وغيرهم، ممن ظلوا في الأيام الأولى للثورة يكيلون الاتهامات الشرسة للثوار، من قبيل أنهم يتقاضون مبالغ مالية يوميًا بالإضافة إلى وجبات “كنتاكي” وزجاجات المياه المعدنية!!
زعيم أونطة!!
أما قائمة الفنانين فشملت أسماء كثيرة، منهم عادل إمام الذي لقب نفسه بـ “الزعيم” ولم يمنحه يومًا أحد النقاد ولا زملاء الفن هذا اللقب.. حيث كان “إمام” يفاخر دائمًا بصداقته لأبناء مبارك ويدعو إلى التوريث، وقال وقت المظاهرات إن هذه المظاهرات “قلة أدب” و”مبارك زعيم عظيم”.. لينقلب فيما بعد مواليًا للمجلس العسكري، ويعلن أنه سعد بهذه الثورة لأنها حققت مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية، وأنه توقع تنحي مبارك وتسليم السلطة للجيش.. ولولا مواقفه السابقة من أصحاب التيارات الدينية لأطلق الآن لحيته تقربًا وتوددًا وأعلن أنه كان على ثقة من أنهم سينتصرون في النهاية ويحكمون مصر لأنهم أهل حق تعرضوا للظلم على مدار سنوات عديدة!!.
تامر… “الجاهل”!!
وكان النجم اللامع “بدوي عبد المحسن عباس فرغلي” الذي حوله الغناء إلى اسم آخر وصار اسمه “تامر حسني”، أحد أشهر المتحولين المتلونين، فقد ظهر على شاشة التليفزيون المصري ليسب المتظاهرين ويتهمهم بالعمالة والتآمر وغير ذلك، ولما بدل الله الأمور من حال إلى حال، هرول “تامر” إلى ميدان التحرير كي “يلحق” له مكانا قائلا إن موقفه المعارض من قبل كان ناتجًا عن “جهله” بحقيقة ما كان يحدث!!.. لكنه عاد مطرودًا باكيا بعد أن لفظه من رآهم متآمرين عملاء، رغم محاولته أن يقدم فروض الولاء والطاعة لأصحاب السيادة الجدد، شاهدًا على نفسه بـ “الجهل” كقربان!.
“بابا مبارك”
ولا يمكن إغفال اسم الممثلة “إلهام شاهين” التي طلبت “سرا” زيارة الرئيس السابق أثناء وجوده بالمستشفى بشرم الشيخ، وسرب من أسرت له بهذه الرغبة الخبر، فاضطرت بعدها إلى إعلان موقفها، حيث قالت في لقاء مع “عمرو الليثي” إنها “تربت” على أن تقول “بابا ناصر”، و”بابا السادات”، و”بابا حسني”، وإنه ليس معنى اختلافها مع أبيها أن تطرده.. رغم أننا جميعا كبشر نتفق – فيما أعتقد – في مشترك إنساني واحد هو صعوبة أن نطلق “بابا” على غير صاحبها، فكلنا يفخر بأبيه، فضلا عن أن فكرة “الرئيس الأب” هي فخ سياسي يسقط فيه الجاهلون، وهي ابن غير شرعي لحكم الكهنوت في العصور الغابرة، بدأت بتحويل الكهنة الحاكم إلى أسطورة وإله، وتطورت وفق ما يتسق مع الفكر الإنساني في العصر الراهن لتجعل منه “بابا” من الأبوة، و”بابا” خشبيا لمن يريدون الدخول إلى غرف السلطة والسطوة!
ولم تتوقف “إلهام” عند ذلك، بل راحت فيما بعد تطلق بين الحين والآخر تصريحات تهاجم الرئيس مرسي أو الإخوان أو حتى زوجة الرئيس، دون أن تفصح لماذا رفضت أن تقول “بابا مرسي” ودون أن تبرر لماذا وصفت دخول سيدة محجبة قصر الرئاسة – في إشارة إلى زوجة “أبيها” محمد مرسي – بالعار والفضيحة!!
إهانة الكرامة
وكان للمغني “محمد فؤاد” مساهمته في مزاد الرياء، وممارسة “رياضة النفاق”، حيث بكى نفاقًا لمبارك وأخذ يدافع عنه طوال حديثه، وأكد أن ما يحدث لمبارك بمثابة الإهانة لكرامة البلد كلها!، وهو الذي وقف مدافعا عنها – يقصد مبارك طبعا – وعن عدد من الدول العربية من العدو الصهيوني!!
وأطلت على المشهد السياسي ممثلة تدعى “سماح أنور”، لتناشد السلطات عبر الفضائية المصرية بإحراق المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير لأنّهم جرّوا البلد إلى الخراب!
أما “الهضبة”، أو عمرو دياب، ابن المدينة الباسلة، فقد تنكر لبسالة المدينة التي أنجبته، واختار الهرب بزوجته وأولاده إلى خارج مصر عندما اشتعلت جذوة الأحداث..!!
“الحضري – خان”!!
وفي الأوساط الرياضية انطلق حسن شحاتة وحسام حسن وإبراهيم حسن وعصام الحضري وغيرهم يعلنون ولاءهم لمبارك.
ويؤكد هارب مثل “الحضري – خان”، الذي خان ناديه ذات يوم وهرب إلى سويسرا أن “شيمته الوفاء” لمبارك لأنه عاش أحلى أيام عمره في عهد مبارك!!…
و”الحضري – خان” ليس اسما ثنائي المقطع كأسماء بعض قادة المغول كجنكيز خان أو غيره، لكنه اسم مقترن بأهم صفة عايشناها لصاحب الاسم، ودفاع “الحضري – خان” هنا دفاع منبئ عن فكرة تتخذ مكانة “العقيدة” والدافع والمفسر للتصرفات… إنها فكرة “المصلحة”، وطالما تعالت فكرة المصلحة وكانت دافعا محركًا للشخص، فلا عزاء للوطن!
“فـلــــول”
لقد تجمعت كل تلك الخيوط، مصحوبة بألاعيب الساسة التي عبثت بأمن الشارع المصري، فأطلقت العنان للبلطجية والمجرمين كي ينفذوا تحذير مبارك ما قبل التنحي “إما أنا أو الفوضى”.. لينتج كل ذلك بؤرة خفية يجتمع حولها كل من يهمهم انتشار الفوضى.. بؤرة لا يصل المواطن إلى مركزها تحديدًا، لكنه يكابد ويقاسي نتائجها وأفعالها، برز تعبير “الفلول” الذي بدأ متخفيًا متواريًا ثم أخذ بعض صحبه يعلنون عن رأيهم شيئًا فشيئًا، مكاشفين ومجاهرين بــ “فلوليتهم”..
وبدلا من أن تلد الثورة “السلمية” مولودًا حرًا، سيماه في وجهه من أثر الكرامة وسواعده العدالة والمساواة، ينبض قلبه بالانتماء لمصر التي اكتشف أنه عشقها طوعًا وكرهًا.. فوجئ الجميع بمولود مشوه، مسخ عبثت به أيدي “الفلول”.. ووصل البعض – لاسيما في فترة قيادة المجلس العسكري للأمور – إلى قول تمناه “فرعون” و”هامان” العصر وهو أن يردد رجل الشارع “فين أيامك يا مبارك”، وهي العبارة التي ظهرت بالفعل مؤخرًا على لافتات مجموعة “آسفين يا ريس” في الجلسة الثانية من جلسات إعادة محاكمة مبارك!!..
وعلى سبيل الإجمال، من غير الممكن أن نطالب كل أصحاب هذه الأسماء أن يكونوا أبطالا مناضلين، ولا يمكن أن نطالبهم بالملائكية، لأننا لسنا كذلك ولا نستطيع أن نكون، لكننا نقول بإنهم لم يكونوا بحاجة إلى التلون، هم من البداية ارتدوا عباءة لا تخصهم، كل منهم كان يجب عليه أن يبقى ملتزما مكانه لا يحيد عنه، كلهم أو الكثير منهم كان متميزا في مجاله، وكان عليه الحفاظ على ذلك، دون أن يقحم نفسه في معترك ليس له.
أما إذا تم الدفع بأن كل منهم تحدث لكونه “مواطن مصري”، فهو قول مغلوط، لأن المواطن المصري “محمد فؤاد” مثلا، أو المواطن المصري “عصام الحضري”، أو المواطن المصري “إلهام شاهين” لا يمكن أن نقبل منهم حديثا بمعزل عن وضعهم الاجتماعي كنجوم تعيش داخل بؤرة النجومية، ومن أراد أن يعبر منهم عن رأيه كمواطن فقط، كان عليه أن يمارس هذا التعبير خارج دائرة الضوء، أما وقد جهر بها تحت الأضواء، فالمتحدث أو الفاعل آنذاك هو النجم اللامع في مجاله لا المواطن المصري العادي، ومن ثم فلا يجوز التراجع والتعامل معه هنا بوصفه “مواطن مصري” فقط، لأنه هنا ضمن قادة الرأي، وهناك من سيؤثر فيهم رأيه وينخدع به، ولا نريد السير أبعد من ذلك فنقول إن ذلك كان المقصد وراء موقف كل منهم، لأن ذلك يدخلنا في النوايا، ويقينا من الخطأ أن نخوض في النوايا، لأنها من الأمور التي ليست لأحد منا على الإطلاق.
وإذا كان “قلم التهكم” قد ذكر أحد هؤلاء بشيء من السخرية من تلونه وريائه، فإن ذلك لا يقصد به شخص أي منهم، وإنما نحن نحلل مواقف شخوصهم الاجتماعية المملوكة لنا جميعا، والتي نملك جميعا داخل هذا المجتمع المصري الكبير حق انتقادهم والسخرية من مواقفهم المتناقضة ذات الألوان والأهواء.
إن كل من يبكي على رحيل مبارك، وإن كان محقًا من وجهة نظر مصلحته الخاصة، فإنه شخص خاضع خانع لا تعنيه مصر، لا يعرف لكلمة الوطن معنى ولا قيمة، ولا تحركه سوى مصالحه واستفاداته الشخصية التي وجدها في عصر مبارك، ومن ثم فمبارك – وعصره – كان مجرد “مطية”، وعلى هؤلاء ألا يحزنوا، فالمؤشرات تقول أنهم سيجدون مطية أخرى خلال الفترة المقبلة، لأننا انتقلنا من فساد إلى فساد.. وسنبقى كشعب نمارس هذا الانتقال طالما أننا لم ندرك أن الفعل الاجتماعي والسياسي قوامه شعب ومجتمع، ولا يمكن أن ينتج التحرك الفردي تغيرا اجتماعيا أو سياسيا راشدا أو رشيدا.
على كل من ينتمون إلى “الفلول” ويتباكون على عهد مبارك وأيامه الخوالي أن يضيئوا الشموع كلما تمنوا عودة أيام مبارك، احتفالا بعبوديتهم التي تمكنت منهم ولا يستطيعون منها فكاكا.
على هؤلاء أن يدركوا أن الثورة لم تكتمل، وهذا ما سمح بكل مظاهر الفوضى التي تشهدها مصر، وفي أن تزايد موجات السخط لدى الكثيرين مع ازدياد الأوضاع سوءا ليس شهادة لصالح مبارك وعهده، ولا إدانة لمن بعده.
عليهم أن يعلموا “آسفين يا ريس”، وكل من يتمنى عودة مبارك، مجموعة تشهد على نفسها بضحالة الفكر، وغيبة الوعي والإدراك، وبهوان الوطن لديها… بل إن وجودهم نفسه شهادة ضد مبارك وعهده، فالعقل المصري الذي كان يوما ما قادرًا على التحليل والتقييم والوصول إلى رؤية عميقة دقيقة، استحال في عهده لينتج هذه النماذج المغيبة التي لم تر ما عاشه الوطن وانحدر إليه بسبب مبارك.
ليس من المستبعد أن يحصل مبارك وكل رموزه على البراءة قضائيا، لكن هذا الحكم إذا قضت به المحاكمات لن يمثل الحقيقة، ولا يستأهل الوقوف عنده كثيرًا، فمبارك مدان في ضميرنا الوطني الذي يدرك حجم مصر، ويدرك ما فعله مبارك بمصر وشعبها، لكن الأهم من كل ذلك أنه كان علينا أن ندرك سريعا أن مبارك أصبح يمثل “الخلف” أو “الماضي”، وأن نعمل – كل في ميدانه – ونحن ننظر إلى الأمام لا إلى الخلف، فمبارك شخص وانتهى، لكن مصر وطن كبير مستمر لا ينتهي.
الكارثة أن تشهد مصر انتفاضة شعبية كاملة تقترب من الثورة الحقيقية، ثم نعود بعد أكثر من عامين منها لنرى من يجاهر بعشقه لأيام ستبقى رمزًا للفساد وضياع قيمة ودور مصر!!
وإذا كانت مزاعم “الفلول” تدور في فلك فقدان الأمن، فإنه فقدان مصنوع مقصود، لا يقوض دعائم ثورة، ولا يصيب الروح الوطنية لدى أفراد شعب عانى المذلة والهوان وضياع الإنسانية، بل يشحذ همم كل الشعب نحو ثورة أكثر تنظيمًا وأجدى إصرارًا على إعلاء الوطن والإنسان المصري.
وإذا افترضنا أن الرئيس السابق غير مدان في أي شيء، فإننا نكرر القول بأن فراغ مصر من الكوادر الحقيقية في كل المواقع، وضحالة الفكر، وغياب الوعي، وتسبيح المستعبدين لمن استعبدهم وحنينهم لعهده، واختزال الكثيرين لوطن بحجم مصر في شخص “مبارك” بحيث باتت إهانته إهانة لمصر، جريمة تكفي للقول بأن من يقترفها مفسد في الأرض، يحل سفك دمه بآلة القانون، ويجب إعدامه بمقصلة الوطنية، وإسقاطه حتى من الذاكرة والذكر!!
إن الوضع الراهن يكشف أن مصر – للأسف – مريضة…
مصر مريضة بنا… بقلة وعينا، وانقسامنا.. فنحن الداء..
ورغم أننا الداء، فإنه لا شفاء لوطننا إلا بنا…
وكل من يتعالى صوته في الصراع الدائر، عليه أن يدرك أن المريض لن يشفيه علو الصوت…
كلكم تحدثتم طويلا على مدار سنوات، دون جدوى..
ومصر الآن تحتاج منكم بعض الهدوء..
مصر تحتاج إلى كثير من الصمت…
ففي الصمت يولد الفكر… وفي الصمت يولد الحب!