| قاعدة قرآنية (والصلح خير) | |
|
+7صابرين الجمال رمزى ابن الدولة المصرية شريف كمال karim ahmed تمر حنه منيرة المهدية علا المصرى 11 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عاشقة الجنة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 3226 نقاط : 3793 المزاج : السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/10/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 12:14 am | |
| قاعدة قرآنية (والصلح خير) السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه القاعدة القرآنية الكريمة، وردت مشرقة المعنى، مسفرة المبنى، في سياق الحديث عما قد يقع بين الأزواج من أحوال ربما تؤدي إلى الاختلاف والتفرق، وأن الصلح بينهما على أي شيء يرضيانه خير من تفرقهما، يقول سبحانه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}. ويمكننا القول: إن جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الإصلاح بين الناس هي من التفسير العملي لهذه القاعدة القرآنية المتينة. ومن المناسبات اللطيفة أن ترد هذه الآية في سورة النساء، وهي نفس السورة التي ورد فيها قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]. يقول ابن عطية: ـ مؤكداً اطراد هذه القاعدة ـ: وقوله تعالى: {والصلح خير} لفظٌ عام مطلق، يقتضي أن الصلح الحقيقي ـ الذي تسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف ـ خيرٌ على الإطلاق، ويندرج تحت هذا العموم أن صلح الزوجين على ما ذكرنا خير من الفرقة) ومعنى الآية باختصار : أن المرأة "إذا خافت المرأة نشوز زوجها أي: تَرّفَعه عنها، وعدمِ رغبتِه فيها وإعراضه عنها، فالأحسن ـ في هذه الحالة ـ أن يصلحا بينهما صلحا، بأن تسمح وتتنازل المرأة عن بعض حقوقها اللازمة لزوجها على وجه تبقى مع زوجها: إما أن ترضى بأقل من الواجب لها من النفقة أو الكسوة أو المسكن، أو القسم بأن تسقط حقها منه، أو تهب يومها وليلتها لزوجها أو لضرتها، فإذا اتفقا على هذه الحالة فلا جناح ولا بأس عليهما فيها، لا عليها ولا على الزوج، فيجوز حينئذ لزوجها البقاء معها على هذه الحال، وهي خير من الفرقة، ولهذا قال: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}". يقول العلامة السعدي: "ويؤخذ من عموم هذا اللفظ والمعنى: أن الصلح بين من بينهما حقٌ أو منازعة ـ في جميع الأشياء ـ أنه خيرٌ من استقصاء كل منهما على كل حقه، لما فيها من الإصلاح وبقاء الألفة والاتصاف بصفة السماح. وهو ـ أي الصلح ـ جائزٌ في جميع الأشياء إلا إذا أحل حراماً أو حرم حلالاً، فإنه لا يكون صلحاً، وإنما يكون جوراً. واعلم أن كل حكم من الأحكام لا يتم ولا يكمل إلا بوجود مقتضيه وانتفاء موانعه، فمن ذلك هذا الحكم الكبير الذي هو الصلح، فذكر تعالى المقتضي لذلك ونبه على أنه خير، والخيرُ كلُّ عاقلٍ يطلبه ويرغب فيه، فإن كان -مع ذلك- قد أمر الله به وحث عليه ازداد المؤمن طلبا له ورغبة فيه. وذكر المانع بقوله: {وأحضرت الأنفس الشح} أي: جبلت النفوس على الشح، وهو: عدم الرغبة في بذل ما على الإنسان، والحرص على الحق الذي له، فالنفوس مجبولة على ذلك طبعاً، أي: فينبغي لكم أن تحرصوا على قلع هذا الخلق الدنيء من نفوسكم، وتستبدلوا به ضده وهو السماحة، وهو بذل الحق الذي عليك؛ والاقتناع ببعض الحق الذي لك. فمتى وفق الإنسان لهذا الخلق الحسن، سهل حينئذ عليه الصلح بينه وبين خصمه ومعامله، وتسهلت الطريق للوصول إلى المطلوب، بخلاف من لم يجتهد في إزالة الشح من نفسه، فإنه يعسر عليه الصلح والموافقة، لأنه لا يرضيه إلا جميع ماله، ولا يرضى أن يؤدي ما عليه، فإن كان خصمه مثله اشتد الأمر" ومن تأمل القرآن، وأجال فيه ناظريه، رأى سعة هذه القاعدة من جهة التطبيق، فبالإضافة إلى ما سبق ذكره من الإصلاح بين الأزواج، فإننا نجد في القرآن الحث على الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين، ونجده يثني ثناء ظاهراً على الساعين في الإصلاح بين الناس: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]. بل تأمل ـ أخي القارئ ـ في افتتاح سورة الأنفال، فإنك مبصرٌ عجباً، فإن الله تعالى افتتح هذه السورة بقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} [الأنفال:1] فلم يأت الجوابُ عن الأنفال مباشرة، بل جاء الأمر بالتقوى وإصلاحِ ذاتِ البين، وطاعةِ الله ورسوله؛ لأن إغفال هذه الأصول الكبار سببٌ عظيم في شر عريض، ولعل من أسرار إرجاء الجواب عن هذا التساؤل: لبيان أن التقاتل على الدنيا ـ ومنها الأنفال (وهي الغنائم) ـ سببٌ في فسادِ ذات البين، ولهذا جاء الجواب عن سؤال الأنفال بعد أربعين آية من هذا السؤال. ولأهمية هذا الموضوع ـ أعني الإصلاح ـ: أجازت الشريعة أخذ الزكاة لمن غرم بسبب الإصلاح بين الناس. إذا تقرر هذا المعنى المتين والشامل لهذه الآية الكريمة (والصلح خير)، فمن المهم ـ حتى نفيد من هذه القاعدة القرآنية ـ أن نسعى لتوسيع مفهومها في حياتنا العملية، وأصدق شاهد على ذلك سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي طبق هذه القاعدة في حياته، وهل كانت حياته إلا صلاحاً وإصلاحا؟ 1 ـ وبخصوص هذا الموضع الذي وردت فيه هذه القاعدة القرآنية العظيمة، طبق النبي ضلى الله عليه وسلم هذه القاعدة وأجراها حينما كبرت زوجه أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضى الله عنها،وقع في نفسه أن يفارقها، فكانت تلك المرأة عاقلة رشيدة، فصالحته على أن يمسكها وتترك يومها لعائشة، فقبل ذلك منها، وأبقاها على ذلك. 2- نموذج آخر في قصة بريرة ـ وهي أَمَةٌ قد أعتقتها عائشة رضي الله عنها ـ فكرهت أن تبقى مع زوجها، وكان زوجها شديد التعلق بها، حتى قال ابن عباس - رضي الله عنهما ـ كما في الترمذي ـ وهو يصف حب مغيث لبريرة: وكان يحبها، وكان يمشي في طرق المدينة ـ وهو يبكي ـ واستشفع إليها برسول الله صلى الله عيه وسلم، فقالت: أتأمر؟ قال: لا بل أشفع، قالت: لا أريده. فانظر كيف حاول صلى الله عيه وسلم أن يكون واسطة خير بين زوجين انفصلا، وشفع لأحد الطرفين لعله يقبل، فلم يشأ أن يجبر، لأن من أركان الحياة الزوجية الحب والرغبة. 3 ـ خرج مرة النبي ضلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين ـ من حديث سهل بن سعد ا أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخْبِرَ رسول الله ضلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم. وعلى هذه الجادة النبوية سار تلاميذه النجباء من أصحابه الكرام وغيرهم ممن سار على نهجهم، ومن ذلك: 4 ـ خروج ابن عباس رضى الله عنه لمناظرة الخوارج ـ الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضى الله عنه ـ فرجع منهم عدد كبير. ومن قلّب كتب السير وتنقل بين ردهاتها ألفى نماذج مشرقة لجهود فردية في الإصلاح بين الناس على مستويات شتى، ولعل مما يبشر بخير ما نراه من لجان إصلاح ذات البين، والتي هي في الحقيقة ترجمة عملية لهذه القاعدة القرآنية العظيمة: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}. فهنيئاً لمن جعله الله من خيار الناس، الساعين في الإصلاح بينهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. منقول | |
|
| |
علا المصرى الـمـؤ سس
عدد المساهمات : 22760 نقاط : 30252 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 15/12/2013
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 3:06 am | |
| بارك الله فيكم على هذا الموضوع المفيد والنافع كل الشكر والتقدير | |
|
| |
منيرة المهدية [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 3880 نقاط : 4400 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 23/03/2015
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 4:13 am | |
| جزاكم الله خيراااا موضوعك جميل | |
|
| |
تمر حنه [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 3129 نقاط : 3679 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 18/10/2015 العمر : 34
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 2:28 pm | |
| موضوع جميل جداً استمتعت به ننتظر منكم المزيد من الابداع اتمنى لكم السعاده والتوفيق.. | |
|
| |
karim ahmed عضو متميز
عدد المساهمات : 1890 نقاط : 2302 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/07/2014
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 7:58 pm | |
| ادون الإعجآب برآئعتك دمت بحفظ الرحمن | |
|
| |
شريف كمال المراقب العام
عدد المساهمات : 4675 نقاط : 5449 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2014
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الأربعاء 21 أكتوبر 2015, 1:49 pm | |
| لكم منى كل التقدير على جمال الطرح خالص احترامى ومودتتى | |
|
| |
رمزى ابن الدولة المصرية عضو متميز
عدد المساهمات : 3812 نقاط : 4304 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 24/02/2015
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الخميس 22 أكتوبر 2015, 12:24 am | |
| ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي | |
|
| |
صابرين الجمال [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 3610 نقاط : 4186 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 09/09/2015 العمر : 34
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الخميس 22 أكتوبر 2015, 4:03 am | |
| طرح جميل وراقى دوام العطاء والتميز | |
|
| |
حميد العامري المراقب العام
عدد المساهمات : 3984 نقاط : 4188 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/09/2014 الموقع : منتديات حميد العامري
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الخميس 22 أكتوبر 2015, 10:48 am | |
| موضوع رائع وطرح جميل أحسنت الانتقاء دوام العطاء والتميز | |
|
| |
عاشقة الجنة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 3226 نقاط : 3793 المزاج : السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/10/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الخميس 21 أبريل 2016, 4:34 pm | |
| لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم يسعدني ويشرفني مروركم العطر دمتم بحفظ الله ورعايته
| |
|
| |
sameer66 عضو متميز
عدد المساهمات : 866 نقاط : 980 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/02/2016 العمر : 31
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الجمعة 22 أبريل 2016, 3:01 am | |
| | |
|
| |
مٍُ،ـزٍأآإجٍُ،ـنٍـجًُ،ـىآ عضو متميز
عدد المساهمات : 3687 نقاط : 4200 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/06/2014
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) الجمعة 22 أبريل 2016, 5:57 pm | |
| كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك | |
|
| |
عاشقة الجنة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 3226 نقاط : 3793 المزاج : السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/10/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: رد: قاعدة قرآنية (والصلح خير) السبت 23 أبريل 2016, 4:57 pm | |
| لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم يسعدني ويشرفني مروركم العطر دمتم بحفظ الله ورعايته
| |
|
| |
| قاعدة قرآنية (والصلح خير) | |
|