العواطف الأساسية مقابل العواطف الإنسانية المعقدة
أحيانا يتم التفريق بين الانفعالات الأساسية مثل الخوف و الغضب وبين مشاعر الإنسان المعقدة مثل الغيرة والتعاطف، ولكن من الصعب الحفاظ على الاختلاف مع قدرة الحيوانات على التعبير حتى عن المشاعر المعقدة.
الأدلة
مع وجود اختلاف في وجهات النظر فيما يتعلق بمشاعر الحيوانات، قادت الاختبارات العلمية التي تجرى لدراسة مشاعر الحيوانات إلى معلومات تقول بأن الحيوانات تملك القدرة على الشعور بالألم والخوف وغيرها من استجابات ضرورية للبقاء قديماً, وقبل تطور العلم و ظهور علم الإيثولوجيا أو علم السلوك الحيواني كان تفسير السلوك الحيواني يأخذ منحى بسيط يعرف بنظرية السلوك.
وعلى هذا السياق يُرفض أن يُنسب للحيوان القدرة على التعبير عن المشاعر في ما عدا تلك المتطلبات الأقل التي من الممكن أن تشرح السلوك, و أي شيء غير ذلك كان يُعتبر تأنيس لا مُبرر له - أي بمعنى إسناد صفات بشرية إلى الحيوان- من جانب آخر كان لعلماء السلوك حجة وهي لماذا اتخذ الإنسان من الوعي وبعض التطبيقات البشرية مبدأ لتفسير بعض سلوكيات الحيوانات بينما مجرد مبدأ الاستجابة للمحفزات كافٍ لإنتاج نفس الأثر؟
توضح الصياغة الحذرة لبيان بيث ديكسون عام ٢٠٠١م عن عاطفة الحيوانات وجهة النظر التالية:
الأعمال الاخيرة في مجال الأخلاق والحيوانات تشير إلى أن من المشروع فلسفياً نسب المشاعر إلى الحيوانات غير البشرية، أضف إلى ذلك هنالك جدل في بعض الأحيان بالقول أن العاطفة معنوياً تقوم بوصل الحالة النفسية المشتركة بين البشر و غير البشر، ما كان ينقص الأطروحة الفلسفية التي تشير للعواطف في الحيوانات غير البشرية هو محاولة لتوضيح و الدفاع عن بعض الاعتبارات الخاصة حول طبيعة العاطفة, و الدور الذي تلعبه العاطفة في تشكيل الطبيعة البشرية، وأزعم أنه بهذه الورقة بعض التحاليل للعواطف تكون جديرة بالثقة أكثر من غيرها ولذلك فرضية أن البشر و غير البشر يتشاركون العواطف قد تكون حالة أكثر صعوبة مما كان معروف حتى الآن.
ويصف جيفري موساييف ماسون وجهة نظر مشابه (ضد التي خالفها) فيقول:
إن دراسة العاطفة هو مجال محترم وأولئك الذين يعملون فيها هم عادةً ما يكونون علماء نفس أكاديميون حصروا دراساتهم في المشاعر الإنسانية، ودليل أكسفور لسلوك الحيوان ينصح علماء سلوك الحيوان بدراسة السلوك بدلاً عن محاولة الحصول على السلوك في أي عاطفة كامنة. وهناك شكوك كبيرة وصعوبة تتعلق بتفسير وغموض مشاعر الحيوان فيصنع بعض الحركات والأصوات ويُظهِر إشارات دماغية وكيميائية في حين أن جسده تالف بطريقة معينة، لكن هل ذلك يعني أن الحيوان يشعر ويدرك الألم كما ندركه نحن أو أنه فقط مبرمج للتصرف بطريقة محددة استجابة لمثير معين؟ أسئلة مشابهة نستطيع طرحها لأي نشاط للحيوان (يتضمن الإنسان) فالعديد من العلماء يعتبرون جميع العواطف والمعارف في الإنسان والحيوان لديها أساسية آلية بحتة، ولكن بسبب الأسئلة الفلسفية المشاركة عن الوعي و العقل علماء كثيرون ابتعدوا عن دراسة العاطفة في الحيوانات و البشر, وعوضاً عن ذلك قاموا بدراسة وظائف المخ القابلة للقياس عبر علم الأعصاب.
دليل عام
أدلة وجود العواطف لدى الحيوانات كانت في المقام الأول قوليّة فقط، وقد جاءت من الأفراد الذين يتعاملون مع الحيوانات الأليفة بشكل منتظم، غير أن النقاد للعواطف في الحيوانات يستشهدون بمبدأ التأنيس وهو إضافة صفات بشرية للحيوانات كعامل مؤثر في الاقتراح أعلاه. الكثير من المناقشات تعتبر مركز لبس حول صعوبة تعريف المشاعر و المتطلبات الإدراكية اللازمة لتجربة العواطف في سياق مشابه للبشر، كما عزز من المشكلة صعوبة اختبار العاطفة عند الحيوان، كماهو معروف عن عواطف الإنسان جميعها ترتبط بتواصل الإنسان مع الآخرين. والمحاولات الجديدة في دراسة العاطفة لدى الحيوانات قادت إلى إنشاءات جديدة في التجارب وجمع المعلومات، فاقترح ماريان داوكنز أن المشاعر يمكن دراستها عبر طريقتين الأولى عملية مباشرة والثانية عبر الآليات والطرق.