هل ما زلتم مقتنعين بأنكم خير أمة أخرجت للناس حقاً؟!.
٧٠ جثة سورية مجمدة للاجئين بينهم أربعة أطفال فى «عربية فراخ» على حدود النمسا!! يا للعار!!
هل هذه هى نهاية فيحاء الشام التى تغنى بحدائقها وياسمينها وأسواقها نزار قبانى؟!
هل هؤلاء الأطفال كانوا يعرفون على ماذا يختلف جيش الإسلام مع جبهة النصرة مع الجيش الحر مع داعش؟!
هل تجمدت أثداء الأمهات السوريات فى «عربية الدواجن» النمساوية فجف الحليب ومات الأطفال جوعاً قبل أن يموتوا من صقيع الفريزر؟!
تجمد الإحساس العربى قبل أن يتجمد اللاجئ السورى؟ كنت أتمنى أن ينجو طفل واحد من هؤلاء وآتى به إلى حيث نتدفأ سوياً تحت شمس تتجه إلى الله دون أن تعتبر أن خيوط أشعتها هى الفرقة الناجية،
كنت أتمنى أن أحكى له أن وطنه العربى الكبير إن استمر على هذا الحال فمصيره إلى الانقراض، سيصبح محمية طبيعية عليها أسوار وفى مدخلها لافتة مكتوب عليها «هنا كان يعيش قوم مزقهم الصراع الدينى، كل فرد فيهم احتكر الله لحسابه ووصم الآخر بالكفر،
هنا يا بنى كان يحيا البشر استعداداً للموت»، ترى ماذا قال الزوج لزوجته قبل أن يتجمد؟! هل استطاع أن يحتضنها بأطرافه الباردة؟ وماذا قالت الزوجة لزوجها قبل أن تتقلص وتتصلب وتتحنط؟ هل استطاعت أن تخطف قبلة من على جبهته الباردة بشفتيها الزرقاوين؟
هل اشتبكت أصابع العشاق قبل أن يغلق عليهم الباب الحديدى الذى يحمل لوجو رأس الفرخة المنتشية المزهوة بأن قدرها ساقها لكى تعيش فى بلاد لا يحترب أهلها بعضهم البعض دفاعاً عن السماء؟
هل توجه السبعون سورياً بالدعاء إلى الله أم أن الدواعش قد منحوهم صكوك اليأس من الدعاء والقنوط من الرجاء ففقدوا الثقة فى كل شىء حتى فى الإيمان؟!!
النمسا تصرخ من لاجئينا، وإيطاليا تقول: نحن نستقبل المحصول الأكبر، ولسان حالها يقول هو «انتى يا نمسا لسه شُفتى حاجة!!»، صرنا نحن العرب والمسلمين بالنسبة لأوروبا كجثة طافية منتفخة عفنة فى ترعة تزيحها قرية لتطردها قرية أخرى تخلصاً من رائحتها التى تزكم الأنوف،
سبعون محشورون فى سيارة دواجن، كيف اتخذوا هذا القرار؟! لكم أن تتخيلوا كم الضغوط النفسية التى تجبر هذا الإنسان على أن يحشر نفسه وطفله فى ثلاجة هى أقرب إلى ثلاجة المشرحة.
يا للعار.. يا وطناً مازوخياً أدمنت تعذيب الذات...
الخميس 29 نوفمبر 2018, 2:24 pm من طرف 
![[ عضو ذهبى ]](https://2img.net/h/im68.gulfup.com/JpXldn.gif "[ عضو ذهبى ]")
