حكم القائد الملهم سبب كوارثنا ...
بعد يومين ذكري كارثة حلت علي العالم العربي تتمثل في انفصال الوحدة التي كانت تجمع مصر وسوريا واصبحت وحدتنا في خبر كان يوم 28 سبتمبر 1961، مع ملاحظة ان عمرها كان قصيرا لم يتجاوز الثلاث سنوات ونصف العام وشهراً وستة أيام بالضبط!! منذ مولدها في 22 فبراير عام ١٩٥٨.
قال صاحبي : أنا والله نسيت تلك المصيبة!! البلاوي التي تقع علي أمتنا كثيرة لدرجة اننا لا نتذكر بعضها!! سوريا الآن حالها يقطع القلب وكلنا عندنا حسرة وأسف وأسي وكل المترادفات الاخري اللي انت عايزها والتي تعبر عن مدي الحزن العميق علي ما جري لهذا البلد الجميل.. وألف خسارة علي بلاد الشام وصباياها وهن من اجمل بنات العرب وشباب، سوريا الذي اشتهر بشطارته في كل مكان يذهب اليه. واتهم صاحبي ثورات الربيع العربي بأنها السبب في تدمير اكثر من بلد عربي وعلي رأسها سوريا وليبيا والحمد لله ان ربنا أنقذ مصر!
عارضت محدثي فيما قاله قائلا: المصيبة التي حلت بسوريا سببها هو ذاته الذي ادي إلي بلوي الانفصال عام 1961.
طرأت الدهشة علي وجهه قائلا: مش فاهم! ما الذي يجمع بين هذا الحدث وذاك وكل منهما له طبيعة مختلفة تماما عن الاخري.
لم أجب علي سؤاله مباشرة، بل دافعت أولا عن ثورات الربيع العربي قائلا: انت يا صاحبي تدافع عن انظمة مستبدة جرت الويلات علي شعوبها.. حكم حافظ الاسد وابنه بشار في سوريا والقذافي في ليبيا ومبارك في مصر ويجمع الثلاثة الديكتاتورية وحكم الفرد وبالروح والدم نفديك يا ريس، فتلك العقلية هي السبب في خراب هذه الدول، والاطاحة باولئك بالثورات الشعبية كانت ضرورة بعدما سدت كل ابواب التغيير السلمي!
ولو كانت هناك ديمقراطية تحكم تلك البلاد لما رأينا انفصال سوريا عن مصر عام 1961، لكنه حكم القائد الملهم الذي اودي بنا إلي التهلكة!! وكان السبب كذلك في ابشع كارثة حلت بالعالم العربي بعدها بسبع سنوات اقصد هزيمة عام 1967 علي يد العدو الصهيوني وهي مصيبة كبري اعتبرها انصار عبدالناصر مجرد «نكسة» مع انها بلوي لم نعرفها من قبل.
وأخيرا لفت نظر محدثي ان الطابع الطائفي للديكتاتورية في سوريا كان من الاسباب الاساسية لتمزق هذا البلد حيث ان بشار الاسد وزمرته ينتمون إلي الطائفة العلوية وهم اقلية بين الشعب السوري صاحب الاغلبية السنية وتحكم تلك الاقلية في بلاد الشام، واحتكارهم لخيراتها والمناصب الكبري ادي إلي هذه الحرب الاهلية التي اهلكت الحرث والنسل ودفعت ملايين السكان إلي الهجرة في مشهد لم تره الدنيا من قبل!!