العنف الشائع في زواج الأطفال
فقدان طفولة الفتيات والمشاكل الصحية المتعلقة بالحمل المبكر ليست هي فقط المخاطر التي تواجه الزوجات الشابات.
على الرغم من أن بعض الآباء والأمهات يعتقدون أن الزواج المبكر سيحمي بناتهم من العنف الجنسي، فإن العكس هو الصحيح في أغلب الأحوال، وذلك وفقاً لدراسات الأمم المتحدة.
الفتيات الصغيرات اللاتي يتزوجن قبل عمر 18 عاماً هن الأكثر عرضة للوقوع ضحايا لعنف الشريك الحميم مقارنة باللواتي يتزوجن في سن أكبر. هذا صحيح خاصةً عندما يكون فارق السن كبيراً بين العروس الطفلة والزوج.
" زواج الأطفال يصادف في كثير من الأحيان مقدمة مفاجئة وعنيفة للعلاقات الجنسية"، هكذا تقول كلوديا غارسيا مورينو، الحاصلة على درجة الدكتوراه، من منظمة الصحة العالمية وهي خبيرة بارزة في مجال العنف ضد المرأة. "إن الفتيات الصغيرات عاجزات عن رفض ممارسة الجنس ويفتقرن إلى الموارد أو الدعم القانوني والاجتماعي للابتعاد عن الإساءة الزوجية."
قضية معقدة ذات جذور عميقة
زواج الأطفال، الموجود منذ قرون، هو مسألة معقدة، وعميقة الجذور في عدم المساواة بين الجنسين، والتقاليد، والفقر. هذه الممارسة أكثر شيوعاً في المناطق الريفية والفقيرة، حيث تكون تطلعات الفتيات محدودة. وفي كثير من الحالات، يرتب الآباء هذه الزيجات ولا يكون للفتيات أى خيار في ذلك.
الأسر الفقيرة تزوج بناتها الصغار للحد من عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى الطعام والكساء والتعليم. وفي بعض الثقافات، يكون الحافز الرئيسي هو المهر الذي يدفعه الزوج المحتمل لقاء العروس الصغيرة.
يمكن للضغوط الاجتماعية في المجتمع أن تدفع الأسر للإقدام على زواج الأطفال. على سبيل المثال، في بعض الثقافات يعتقد أن تزويج البنات قبل سن البلوغ سوف يجلب البركة على الأسرة. وبعض المجتمعات تعتقد أن الزواج المبكر من شأنه أن يحمي الفتيات من الاعتداءات الجنسية والعنف، ويرون أنها وسيلة للتأكد من منع حمل الابنة خارج إطار الزواج وجلب العار للعائلة.
ترى العديد من العائلات أيضاً أن تزويج بناتهم مبكراً هو ببساطة الخيار الوحيد الذي يعرفونه.
"كثير من رجال الدين ومجتمعاتهم يعملون بالفعل لإنهاء زواج الأطفال وغيره من أشكال العنف ضد الأطفال. لكن تغيير السلوك العنيد صعب للغاية، ولذا يجب علينا أن نذهب لأبعد من ذلك نحو التأثير الإيجابي على المعتقدات والممارسات"، هكذا يقول تيم كوستيلو، الرئيس التنفيذي للرؤية العالمية بأستراليا World Vision Australia.