ظل يقول: خليهم يتسلوا.فدفع الثمن !!!
سألنى ما هى معايير اختيار الوزراء؟!.. وهل يتم الاختيار على أساس الكفاءة، أم يتم على أساس الثقة، أم على أساس المحسوبية؟.. وهل دمج وزارة، وإلغاء وزارة يعتبر تجديداً؟!.. هل أثّرت فينا الثورات؟!.. هل ترى من تغيير؟!.. هل أنت راضٍ عما يحدث الآن فى مصر؟!.. وأخيراً: هل تغيير الأسماء هو الحل؟.. وهل تتفق معى أن النظام هو النظام، مع اختلاف اللون والأسماء؟!
لا أعرف كيف أجيب . ولا أعرف الإجابة حقيقة، إن كنا نختار على أساس الكفاءة والنزاهة، أم على أساس المحسوبية؟.. ما أعرفه أننا نختار على أساس العناد مع الناس.. هذه القاعدة توارثناها منذ عهد مبارك ومازالت سارية للأسف.. ولذلك نغيّر الأسماء ولا نغيّر السياسات.. وبالتالى فإن تغيير الأسماء ليس حلاً.. وتغيير الأسماء أحياناً يكون كارثة، عندما يكون بلا مبرر!
ودعنى أشرح أكثر . هناك أربعة وزراء يعطلون اليمين الدستورية.. منهم وزراء الاستثمار والثقافة والتعليم والصناعة.. على عهدة «المصرى اليوم».. لماذا يخرج هؤلاء؟.. ما هى الأهداف التى تم تكليف كل وزير بها؟.. ثم يأتى السؤال الثانى: هل أنجز الأهداف، أم أن التغيير للتغيير؟.. أتوقف عند أى وزير منهم.. ثم أخص وزير الثقافة الذى عمل منذ ثلاثة أشهر فقط.. على أى أساس تم تعيينه، لكى نُقيله؟!
هل تعلم أن وزارة الثقافة مرّ عليها تسعة وزراء فى أربع سنوات؟.. مستشار وزير الثقافة للسينما، قال: بغض النظر عن أسباب التكليف والإقالة، من يستطيع أن يعمل فى هذا المناخ؟.. السؤال الأهم: متى يعمل؟.. بعض الوزراء تم تعيينهم أسبوعين.. الأخير اشتغل ثلاثة أشهر.. فما هى الفلسفة التى تحكم التعيين والإقالة؟.. أى منطق يحكم التغيير؟!
نأتى إلى نقطة شديدة الحساسية.. إذا أراد رئيس الوزراء المكلف تغيير وزير ما، ثم استبْقاه لأى سبب.. ولتكن الاعتذارات أو الأوامر الرئاسية، أو لأن هناك ضغوطاً شعبية.. كيف يعمل هذا الوزير بنفس راضية مع رئيس الوزراء؟.. كيف يستمر العمل والوزير كان يعرف أن رئيس الوزراء لا يريد بقاءه فى حكومته؟.. كيف يعمل معه بذمتك، وهو يعرف أنه بقى رغم أنفه، لأسباب ذكرتها سابقاً؟!
من يقول لرئيس الوزراء، هذا الوزير يبقى أو يرحل؟.. هل هى تعليمات رئاسية أم رقابية؟.. أم أنها كيمياء بين رئيس الوزراء والوزير؟.. لا أصدق أن أى رئيس وزراء يمكن أن يأتى ليطيح بهذا أو ذاك، إلا إذا كان سياسياً، أو جاء بشروطه.. وهى مسألة لا تتوافر فى حالة شريف إسماعيل.. فلم يأتِ لأنه صاحب رؤية سياسية، ولم يأت لأنه جاء بشروطه.. تكليف عادى جداً.. وربما كان صدمة للرجل نفسه!
العناد لا يصنع ديمقراطية حقيقية.. سواء كان فى تغيير الحكومات أو تعديل الدستور. العناد بداية لطريق وعر.. لا ينبغى أن نسير فيه شِبراً.. مبارك كان نموذجاً للعناد.. حتى اللحظات الأخيرة كان يقول: خليهم يتسلوا.. الشعب رفض كل أنواع التسالى.. مبارك دفع الثمن ومصر أيضاً.. «مصر الجديدة» حاجة تانية خالص!