أين ذهبت الأخلاق
التي كانت تحكم التعاملات البسيطة
بين الناس في كل مكان
والتي كانت هي الفيصل بين البائع والمشتري
وهي نفسها التي كانت تربط
بين الأب والإبن في البيت..
والطالب وأستاذه في المدرسة أو في الجامعة..
والتي كانت تجبر سائق التاكسي
علي الالتزام بآداب المهنة
حينما كانت لها آداب وأصول؟!
وهل حقا انتحرت الشهامة
التي كانت تميز مجتمعنا علي مر العصور؟
وهل بالفعل هاجرت القيم النبيلة
بتأشيرة خروج بلا عودة؟
وهل صارت الندالة هي الدستور
الذي يحكم العلاقات الاجتماعية
التي تحولت هي أيضا وبقدرة قادر
إلي مرتع للغوغائية والفوضي المرفوضة
حتي لو كانت من نوع الفوضي الخلاقة؟
لقد تحولت القيم الأصيلة من النقيض للنقيض..
فحينما تذهب إلي السوبر ماركت
يقنعك البائع بأن بضاعته مستوردة
وهي في حقيقة الأمر مستوردة
من مصانع بير السلم
التي تضرب الماركات
في غياب الرقابة والضمير أيضا..
وما إن تذهب إلي المدرسة أو الجامعة
حتي تفاجأ بأن التلاميذ والطلاب
هم الذين يربون أساتذتهم
بممارسة كافة أشكال الابتزاز الأخلاقي..
أما العلاقات الأسرية
التي كانت في الحفظ والصون
فقد صارت سيرتها علي كل لسان
ولم تعد البيوت أسرار كما كانت من قبل.
فهل هذه هي أخلاق القرية
التي نشأت وتربت عليها أجيال وأجيال..
أم أنها أخلاق القرية السياحية
بمفرداتها الغريبة والعجيبة
التي ما أنزل الله بها من سلطان؟.
بإنتظار آرائكـــم