"الفهد الصياد" أسرع حيوان في العالم
الفهد الصياد حيوان مفترس فريد يعتبر أقل خطورة من الأسود والنمور لكنه مع هذا من أمهر الحيوانات في صيد الفرائس وقتلها لسرعته الفائقة التي لا تنافس . وهو مخادع وذكي وحساس يحب الخصوصية والحرية ولا يفوت فرصة الانقضاض على أي حيوان انحرف عن مسار مجموعته في البراري . للاطلاع أكثر على عالمه وأسرار تصرفاته يقدم بعض الخبراء في السطور الآتية معلومات عن منشئة وسلوكه وصفاته الشكلية والفسيولوجية وطباعه الغريبة .
يوضح مارك بريستون، خبير حيوانات ومدير الأنشطة في حديقة الحيوان بأبوظبي، الأماكن التي يعيش فيه الفهد الصياد وصفاته الشكلية، وأهم مميزاته، يقول: يعيش الفهد في المناطق ذات المساحات الشاسعة من الأراضي المفتوحة كالبراري، حيث الفرائس وفيرة، ويمكن العثور عليه في مناطق الغطاء النباتي الكثيف كالأراضي العشبية والسافانا، وفي التضاريس الجبلية أيضاً، كما يغطي جسد الفهد، ما عدا البطن بقع سود مستديرة قياسها من 2 إلى 3 سم ولونه أبيض، وهذا الشكل يساعده في عملية التمويه أثناء الصيد، ويتصف برأسه الصغير وعينيه السوداوين كبيرتي الحجم وبوجود غدد دمعية تسيل الدمع من
زاوية العين إلى جوانب الأنف حيث تحمي الدموع عينيه من ضوء الشمس
وتساعده على رؤية المسافات الطويلة وعلى الصيد، ولأن هيئة جسمه تتصف بالهشاشة يتمكن الصيادون من قنصه برشقات نارية من مسافات قصيرة .
ويبين بريستون مراحل النضج لدى الفهد الصياد كاشفاً أن الإناث تصل إلى مرحلة النضج في 20-24 شهراً، والذكور في اثني عشر شهراً(على الرغم من
أنها لا تتزاوج عادة حتى على الأقل ثلاث سنوات من العمر)، ويحدث التزاوج على مدار السنة ولا يوجد موسم معين وتحمل الإناث فترة من 90-98 يوماً وتلد
تسعة أشبال تقريباً، يتراوح وزنها عند الولادة بين 150 حتى 300 غرام . ويقول: أول ثمانية عشر شهراً من حياة الشبل هي المهمة، وبعدها تترك الأشبال الأم بين ثلاثة عشر وعشرين شهراً بعد الولادة لأنها يجب أن تتعلم دروساً كثيرة في الاعتماد على نفسها وبقائها حية ومعرفة كيفية اصطياد فريسة الأنواع البرية،
وتجنب الحيوانات المفترسة الأخرى، ويشكل الأشبال الأشقاء مجموعة واحدة لمدة ستة أشهر، لكن الإناث تغادر المجموعة ويبقى الذكور معاً مدى الحياة،
كما أن للفهود بعض الأصوات والإشارات التي تصدرها في بعض الحالات الشعورية، فمثلاً يصدر الفهد صوتاً كالنقيق وفي هذه الحالة هو يحاول العثور
على فهد آخر، أو أم تبحث عن مكان أشبالها، وصوت آخر أشبه بالتأتأة، وهو يعبر عن دعوة فهد آخر إلى الاجتماعات مع فهود أخرى أو تعبيراً عن الاهتمام، وصوت
الهدير يترافق في حالة انزعاج أو عند مواجهة الفهد لخطر ما، والعواء درجة أعلى من الهدير عندما يشعر بخطر محدق وكبير، ويرافقه ضربات المخلب بقوة على الأرض .
الفهود الصيادة هي حيوانات آكلة اللحوم، ووجباتها المفضلة هي الغزال وحمار
الوحش والأرانب البرية، وعن فترات الصيد وطريقة قتل الفريسة يقول بريستون:
هذا الحيوان يصيد في النهار عادة إما في ساعات الصباح الأولى، ويطارد فريسته ويقتلها في أقل من دقيقة، فهو سريع جداً وعندما يعدو ترتفع درجة حرارة
جسمه وقد يحتاج إلى راحة لمدة نصف ساعة إذا كانت الفريسة صعبة المنال، لكنه ليس قوياً كفاية لكسر رقاب معظم الفرائس، وينقض على الجانب السفلي
من الرقبة ويثقب شريان الرقبة الحيوي لقتل الفريسة على الفور، وعلى سبيل المثال في سهول شرق إفريقيا الفريسة المفضلة للفهد هي غزال طومسون
علاقة وطيدة
تعود جاسم علي سالم، مدرب حيوانات مفترسة، على لقاء الفهد وجهاً لوجه بلا أية حماية لأنه على علاقة وطيدة بهذه الحيوانات التي ألفها وأحبها لدرجة كبيرة . ويتحدث عن صفات الفهد الصياد الذي يمتلكه وبعض المعلومات حوله قائلاً: هو من أسرع الحيوانات على وجه الأرض، وتعد تربيته سهلة نوعاً ما من الحيوانات المفترسة الأخرى كالأسد أو النمر، وكذلك ترويضه وتدريبه على الاصطياد لسرعة تعلمه وقوة تركيزه، ومع أنه يعرف صاحبه ولا يؤذيه، يشكل خطراً على الإنسان خصوصاً الأطفال لحجمهم الصغير الذي يوحي للفهد أن أمامه فريسة سهلة، كما أنه يشم رائحة الخوف ويشعر بمن حوله .
وتصنف الفهود، كما يشير الدكتور صابر مظفر، متخصص في الحياة البرية والبيئية بجامعة الإمارات، من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن الحيوانات الضعيفة وتعتبر سلالة الفهود في شمال غرب إفريقيا وفي إيران من الأنواع المهددة بالانقراض وأعدادها آخذة بالانخفاض في جميع أنحاء العالم، فهي موجودة حالياً بنسبة 6% من مداها التاريخي ونشأتها . ويقول: حسب اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض، فإنه من غير القانوني بيع وشراء الفهود، والإمارات من بين الدول الموقّعة على هذه الاتفاقية الدولية وهي ملزمة، لكن للأسف يتم جلب الفهود بطريقة غير مشروعة من محبي وهواة هذا النوع من الحيوانات والتعاطي معها على أنها أليفة وهذه المسألة تثير قلقاً بالغاً لأنها تقلل من عدد هذه الحيوانات وتكاثرها، وتعمل الإمارات في العديد من البرامج للحد من الاتجار غير المشروع بالحيوانات المهددة بالانقراض .
ويشير سلطان علوان وكيل وزارة البيئة المساعد لقطاع الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة بالوكالة، الفهد الصيّاد هو نوع فريد من فصيلة السنوريات يتميز بسرعة فائقة لا ينازعه فيها أحد من أبناء فصيلته ولا أي نوع آخر من الدواب، وبذلك فهو يعتبر أسرع حيوان على وجه الأرض، حيث تصل سرعته القصوى إلى 112 كيلومتراً في الساعة، وذلك في المسافات القصيرة حتى 460 متراً، ويتصف الفهد بجسم قوي رشيق مهيأ للمطاردة وهو ذكي ومخادع ويعتبر من أكثر الحيوانات مهارة في الصيد، وتقتات عادة على الثدييات التي يقل وزنها عن 40 كيلوغراماً مثل الغزلان . ويقول يتميز الوجه بوجود خطين واضحين من العين حتى الفم، وتوجد على جسمه نقاط كبيرة بنية مسودة كما تنتشر على الظهر والأطراف والذيل عدا منطقة البطن فهي بيضاء اللون، وتتراوح مدة الحمل لدى الفهود بين 90 - 95 يوماً، ويمكن أن تضع الأنثى ما بين 1 - 6 أشبال في المرة الواحدة، وتبدأ الأشبال في تعلم مهارات الصيد في عمر 9 - 15 شهراً فقط، إلا أنها لا تصبح ماهرة إلا عندما تبلغ السنتين .
جهود حثيثة تبذلها المؤسسات والجهات على المستوى العالمي في إنشاء عدة برامج تزاوج وإكثار للفهود في عدد من حدائق الحيوان، وتضمنت بعض تلك البرامج اللجوء إلى الحمل الاصطناعي، ويبيّن علوان أن مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية للإكثار بالشارقة من المؤسسات الرائدة في إكثار حيوان الفهد الصياد، وذلك ضمن مجموعة من الحيوانات البرية المختلفة تتعدى 1500 حيوان تمثل أكبر مجموعة من حيوانات شبه الجزيرة العربية المرباة في الأسر علي مستوى العالم . ويقول: المؤسسات التي نجحت في إكثار الفهود في الدولة أيضاً جزيرة صير بني ياس، وذلك ضمن برنامج لإكثار وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، وفي أواخر عام 2008 تم إطلاق 3 فهود في الجزيرة بالتعاون مع مركز شبه الجزيرة العربية للإكثار في الشارقة، حيث بذل جهداً كبيراً ضمن برنامج إعادة التأهيل البري، وذلك بتدريب الحيوانات على الصيد والاعتماد على الذات قبل إطلاقها في منتزه الحياة البرية العربية، وأخذت الفهود تصطاد أنواعاً مختلفة من الطرائد الموجودة على الجزيرة مثل غزال الجبل وفي وقت لاحق تزاوجت الأنثى الوحيدة، وأنجبت 4 جراء وتلعب الفهود دوراً مهماً في منتزه الحياة البرية حيث تساعد على المحافظة على نظام إيكولوجي طبيعي أكثر توازناً بين الحيوانات المفترسة والفرائس، إذ يساعد وجود الحيوانات المفترسة على أن تظل أعداد ذوات الحوافر تحت السيطرة بوسائل طبيعية، فلا تزيد أعداد الحيوانات آكلة العشب في الجزيرة بشكل يؤثر في كمية الغطاء النباتي .
وتؤكد هنا سيف السويدي، رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض التابع للهيئة حيث يعتبر من المراكز الأولى التي تولي اهتماماً وعناية طبية خاصة بالحيوانات المهددة بالانقراض، وذلك تحت إشراف فريق طبي متخصص يضع برنامج الإكثار والرعاية وتطوير القاعدة المعلوماتية عن كل حيوان وتوفير الرعاية الكاملة للحيوانات من خلال الفحوص الدورية وتقديم التطعيمات اللازمة لحمايتها من الإمراض وإجراء العمليات الجراحية لبعض الحالات المرضية وغيرها من الخدمات البيطرية . ويعد الفهد الصياد، حسب السويدي، أول حيوان جرى العمل على إكثاره في المركز عن طريق جلب الأنثى من عمان والذكر من اليمن في أول عملية إكثار له .
والظباء الصغيرة بطيئة الحركة ما يجعلها من الفرائس المناسبة، وبطبيعة الحال الفهود تبحث عن حيوانات انحرفت عن المسار وابتعدت مسافات من جماعتها .
الخميس 29 نوفمبر 2018, 2:24 pm من طرف 
![[ عضو ذهبى ]](https://2img.net/h/im68.gulfup.com/JpXldn.gif "[ عضو ذهبى ]")
