زمن الصعاليك

موضوع: زمن الصعاليك الجمعة 13 فبراير 2015, 2:14 pm

الشاعر الصعلوك الذى يعيش اليوم بيومه، أضناه البحث طوال الليل عن صديق أو محب يقرضه بعض النقود لعشائه وأجرة مواصلاته، لكن لم يجره أى صديق ممن التقاهم فى تلك الليلة، فمنهم من ادعى أنه فى رحلة بحث عن مقرض كريم، ومنهم من أقسم بأنه لا يمتلك غير نقود المواصلات، ومنهم ما إن لمحه تفاداه وانزوى فى شارع جانبى، وأدرك الشاعر أن هذه ليلة سوداء كتب عليه فيها أن يجوب الشوارع حتى الصباح فى هذا الصقيع، وكانت مخيلته تدفع أمام عينيه بصور لمقاهٍ ليلية سبق أن تردد عليها، لعله يختار أحدها ويقنع جرسونه بالصبر عليه بضعة أيام أخرى، لكن عقله حذره من الأفكار الرومانسية لمخيلته، وذكره بغباوة هؤلاء الجرسونات الذين بمجرد رؤيته يطالبونه بالحساب القديم ولا يستمعون لمبرراته ولا يأبهون لظروفه ويجرسونه ويطردونه ويتطاولون عليه أحيانا.

قرر صاحبنا التوجه إلى محطة السوبر جيت بميدان رمسيس، ليجلس مع منتظرى الباصات إلى الإسكندرية، ويتظاهر بأنه مسافر ويقضى الليل فى مسامرتهم ويدخن سجائرهم حتى الصباح، وفى الطريق إلى هدفه مر على «بار» صغير، وتطلع من شباكه فوجد أحد المبدعين الكبار الذين نالوا جائزة ضخمة من الخليج منذ عدة أشهر فائتة، فشعر صاحبنا بأن حظه يحالفه وقرر الدخول، دون أن يدرى أن كاتبنا هذا منذ حصوله على هذه الجائزة الضخمة وقد تغير تغيرًا بشعا، بسبب أنه صار هدفا للمقترضين والمتظاهرين بحب إبداعه الذين ينهون مدحهم بشرح ظروفهم الصعبة، ثم يطلبون منه قرضا حسنا،

وقد زهق صاحبنا منهم واختفى من الأماكن التى يترددون عليها، وظن بهذا أنه قد نجا، وعندما دخل عليه الشاعر تغير وجهه وأضمر فى نفسه ألا يعطيه جنيها واحدا، وظل يسمع الشاعر وهو يمتدحه وطلب له زجاجتى بيرة وراقبه وهو يمسح طبق الجبنة وينسف طبق الترمس، وعندما طلب الشاعر القرض ادعى الكاتب أن المبلغ الذى حصل عليه وضعه فى وديعة، وليس بحوزته غير حساب المشروبات، وظل الشاعر ينزل بسقف طلباته حتى وصل إلى مبلغ ٢٠ جنيها فقط تساعده على البقاء لعدة أيام قادمة، وزهق الكاتب من الإلحاح فدفع الحساب وخرج، والشاعر يتأبطه حتى لا يتعثر وفى الوقت نفسه يكرر الموال، ووصلا إلى محل لبيع السجائر واشترى الكاتب علبة ثمنها أيامها ١٠ جنيهات، ودفع خمسين جنيها وترك الباقى للبائع نكاية فى الشاعر، ومازال الشاعر يظنه يمزح حتى أشار الكاتب لسيارة تاكسى واستقلها وتركه، اغتاظ الشاعر لبضع ثوان، ثم تماسك وعاد مسرعا إلى بائع السجائر وهو يلطم خديه ويخبر البائع بأن الرجل الذى اشترى السجائر هو والده السكير وأن أمه كلفته بمتابعته لأنه يضيّع نقوده ولا يترك جنيها واحدا فى البيت، وفى لحظة تعاطف البائع مع الشاعر الصعلوك وناوله باقى النقود.

لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل

شكرا جزيلاً
بانتظار المزيد

بارك الله فيك
امتنانى

مجهود رائع يستحق كل تقدير
تسلم ايدك ويدوم عطائك المميز
تحياتى لكم بكل الود

بارك الله فيك
امتنانى

تسلم الايادى طرح مميز منك

ومجهود اكتر من رائع

موضوع: رد: زمن الصعاليك السبت 18 أبريل 2015, 5:13 am

شاكرا التواجد الدائم
امتنانى