الجمال والقبح ...

الله جميل يحب الجمال، وأظن أن القبح مهما بلغت شدته قد يُستخرج منه جمال ما. فمجموعة من العناصر القبيحة قد تُكون شكلاً جميلاً، لأن الجمال الكامن فى كل جزء سيظهر بدافع من عملية «التناسق»، فعين «الجاحظ» وأنف «بينوكيو» وأذن «ميكى ماوس» وفم «إسماعيل يس» قد تُكوّن وجهاً جميلاً متناسقاً! بينما عناصر مستقاة من أيقونات الجمال الأنثوى مثل: شعر «مارلين مونرو»، وشفاه «أنجلينا جولى»، وأعين «آن هاثواى»، وأنف «ناتالى بورتمان»، لن تُكون وجهاً أجمل كثيراً من وجه أى فتاة عادية.

ورغم أن الجمال، مثل الحق والخير، قيمة مطلقة، لا يختلف عليها اثنان، فإن هذا يحدث كثيراً لأن للجمال نوعين: الأول مادى ندركه بالحواس، فنختلف عليه، والثانى معنوى لا تخطئه الفطرة السليمة، ولكن قد نتناوله من زوايا مختلفة فنختلف أيضاً! فـ«مايكل شوماخر»، بطل العالم فى سباق السيارات، يقود بمهارة بكل تأكيد، ولا خلاف على ذلك، لكن إذا وضع أحدهم الهدوء والسرعة المنخفضة معيارين وحيدين للمهارة فسيجعل من قيادة «شوماخر» الأسوأ فى العالم. ولذلك يرى البعض ومنهم الفيلسوف الاسكتلندى «ديفيد هيوم» أن الجمال لا ينبع من الأشياء بل من العقل الذى يتأملها، وهذا يتقاطع مع قول شاعر لبنان «إيليا أبوماضى»: (كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً).

وقد حاولت أن أكون جميلاً قدر الإمكان، وأنا أنظر إلى مصر الآن وجدت نسبة أمية حوالى ٤٠% (٣٦ مليون مواطن)، ومثل هذا الرقم أمية مقنعة من أنصاف المتعلمين الذين حصلوا على شهادات ولم يحصلوا على ثقافات. ووجدت نسبة فقر حوالى ٣٠% (٢٧ مليون مواطن)، والباقون ليسوا أغنياء بالطبع، لكنها مستورة والحمدلله. أما «فيروس سى» فيترعرع فى جسد حوالى ١٥% من المصريين (١٣ مليون مواطن)، وأخوه الصغير «فيروس بى» مستوطن أجساد حوالى ٤% (٣.٥ مليون مواطن). كما أن ٦٠% من الأسر المصرية بها فرد واحد على الأقل مصاب بالأنيميا. كل هذا بالإضافة إلى غياب المؤسسات التى تحولت لركام غير قابل للإصلاح، فضلاً عن تحول ظواهر سلبية إلى حقائق واقعة يبقى لها قانون لينظمها مثل الرشوة.

كل هذه العناصر لم تُكوّن عندنا للأسف أى لوحة جميلة، والأسوأ أننا، فى واحدة من نكات التاريخ، نضيف لها الديمقراطية بمعناها الإجرائى فقط لا غير، فنحن نبحث عن العلاج فى الديمقراطية التى تتقدم المجتمعات فتصل إليها، بينما المجتمع البدائى لا يستخدمها للتقدم، لأنها ببساطة غير مصممة لذلك، فهى ليست علاجاً سحرياً، لكنها بمعناها الإجرائى عندنا مجرد مسكن موضعى يزول أثره بعد عودة الأنذال لكراسى المجلس.

العلاقة وثيقة بين الجمال والديمقراطية، فإن كان البعض يحصر مقاييس الجمال فى عدة سمات مثل التناسق والانسجام، فإن المنظر العام لمصر ليس متناسقاً أو منسجماً خصوصاً مع إضافة الديمقراطية التى تبدو كالكرافتة على فانلة حمالات مقطعة ومبقعة. جربوا الحوكمة دون خجل.

تسلم الايادى والاختيار الجيد للمواضيع المميزة لك تحياتى وشكرى العميق

بارك الله فيك
و جزاك خيرا
شكرا لك

اشكرك جزيل الشكر
ممنون

مجهود رائع يستحق كل تقدير
تسلم ايدك ويدوم عطائك المميز
تحياتى لكم بكل الود

بارك الله فيك
امتنانى

اشكرك جزيل الشكر على الموضوع الرائع والقيم بما يحمل
وفقك الله والله يعطيك الف عافية دائما مواضع مميزة ورائعه
شكرا جزيلا لك ولك مني اجمل تحية وود وافر لشخصك
الجمال والقبح ... Z

شكرا لتواجدك

امتنانى

تسلم الايادى مجهودك وتميزك رائع جدا

شاكرا التواجد الدائم
امتنانى

» >>> روح الجمال ...
» غرائب وعجائب الجمال.. 10 عادات غريبة تعتبر من علامات الجمال ,, وجه القلب
» غرائب وعجائب الجمال.. 10 عادات غريبة تعتبر من علامات الجمال ,, البدانة
» غرائب وعجائب الجمال.. 10 عادات غريبة تعتبر من علامات الجمال ,, الأسنان المائلة والمعوجة
» غرائب وعجائب الجمال.. 10 عادات غريبة تعتبر من علامات الجمال ,, الضمادة الجراحية على الأنف