سياسيون ,, سلطان بن عبد العزيز
سلطان بن عبد العزيز
(1928م ـ…)
سلطان بن عبد العزيز * ولد الأمير سلطان في مدينة الرياض في 5 يناير (كانون الثاني) 1928، ونشأ في كنف والده الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، ولقي عناية والده كغيره من أفراد بيت الملك عبد العزيز، فتربي تربية صالحة وتعلم القرآن الكريم والعلوم العربية على يد كبار المعلمين والعلماء، ثم واصل تعليمه فكان لهذه التنشئة الدينية أثرها الكبير في أخلاقه وتصرفاته وبالتالي في حياته العامة وعلاقته مع الناس وإدارته وتسييره أمور الوظائف العديدة التي أسندت إليه، ولقد كان لملازمته لوالده الملك عبد العزيز بالغ الأثر في إكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية، كما كان ملازما لأخيه الملك فيصل بن عبد العزيز في جميع رحلاته الخاصة والدولية، فكان لهذا أثر واضح في النهج الذي تبناه الأمير سلطان في ممارسة أعباء المهام التي تولاها وحمله للمسؤوليات، ومارس العمل العام في مقتبل حياته وكان باستمرار في قلب السياسة السعودية داخليا وخارجيا. ولقد أولى والده الملك عبد العزيز آل سعود ابنه سلطان ثقته فعينه أميرا على الرياض في 22 فبراير (شباط) 1947، وساهم مع والده في إقامة نظام إداري متين مبني على العدالة الاجتماعية وتطبيق شريعة الإسلام، وعند تشكيل أول مجلس وزراء في المملكة عُين الأمير سلطان وزيرا للزراعة في 24 ديسمبر (كانون الأول) 1953، وكان أهم المشروعات التي عني بها، إذ ذاك هو مشروع توطين البدو ومساعدتهم في إقامة مزارع حديثة وهو مشروع يعتبر أحد التوجهات الأساسية للدولة في خطواتها التطورية، وفي 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1955، عين الأمير سلطان بن عبد العزيز وزيرا للمواصلات حيث ساهم في إدخال شبكات المواصلات البرية الحديثة والاتصالات السلكية واللاسلكية وطريق السكة الحديد بين الرياض والدمام، وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1962، عُيّن الأمير سلطان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع والطيران ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن شهدت القوات المسلحة بكامل فروعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي تطورات واسعة، إلى جانب ذلك أشرف الأمير سلطان بن عبد العزيز على تطوير الطيران المدني وترأس مجلس إدارة الخطوط السعودية، ويوليها جل اهتمامه لكي تكون في مصاف الخطوط الجوية العالمية. وفي 13 يونيو (حزيران) 1982 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير سلطان بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وخلال فترة توليه لوزارة الدفاع والطيران وقعت أحداث خطيرة كان له دور بارز ومباشر فيها، وفي عام 1967، عندما نشبت الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها سارعت القوات المسلحة السعودية بإعلان التعبئة العامة وتحركت القوات البرية الضاربة بأسلحتها المساندة الكاملة واحتلت المواقع الأمامية على طول ساحل خليج العقبة واتخذت مراكزها العسكرية المقررة لمساندة أشقائها العرب. وعند اندلاع حرب أكتوبر 1973 صدر أمر التعبئة للقوات المسلحة السعودية وتحركت القوات السعودية في اليوم التالي 7 أكتوبر 1973 إلى الجبهة السورية واستمر تدفقها على الجبهة بضعة أيام بلياليها واتخذت مواقعها في الجبهة واشتبكت مع العدو فور وصولها وصدت هجوما كان العدو قد شنه في القطاع الذي تمركزت القوات السعودية فيه ظنا منه أنه خال من القوات العربية، وعندما وقع العدوان العراقي على الكويت في 2 أغسطس (اب) 1990، سارعت القوات السعودية لإعلان الطوارئ واتخاذ خادم الحرمين الشريفين القرار التاريخي بطلب المساندة من الدول الشقيقة والصديقة للمملكة العربية السعودية تجاه العدوان العراقي، وتم تشكيل قيادة للقوات المشتركة ومسرح العمليات برئاسة الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز وتضم هذه القوات قوات من المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة وتم التنسيق بينها وبين القوات الأميركية والأوروبية حتى تم تحرير الكويت. وقد ترأس الأمير سلطان ولفترة طويلة اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم واللجنة العليا للإصلاح الإداري ومجلس القوى العامة ويرأس في الوقت الحاضر الهيئة العليا للدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية والهيئة الوطنية لحماية البيئة الفطرية وإنمائها واللجنة الوزارية للبيئة واللجنة السعودية ـ اليمنية المشتركة المشرفة على المشاريع التي تنفذها المملكة العربية السعودية في اليمن، إلى جانب ترؤسه لمجلس إدارة الخطوط السعودية ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي والهيئة العليا للسياحة والمجلس الاقتصادي الأعلى. كما ترأس مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية. وينفق الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود على مشروع الموسوعة العربية العالمية من أمواله الخاصة خدمة للعالمين العربي الإسلامي ومساهمة منه في نشر العلم والمعرفة. وأسس الأمير سلطان مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لتقديم خدمات إنسانية واجتماعية وثقافية، وهو الرئيس الأعلى للمؤسسة ورئيس مجلس أمنائها.
وزار الأمير سلطان عددا من الدول العربية والإسلامية والصديقة، حيث أسهم في إرساء عرى الأخوة والمحبة بين المملكة وتلك الدول وحضر العديد من المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية، فترأس الوفد السعودي في اجتماع هيئة الأمم المتحدة في 1985، وألقى خطابا هاما بهذه المناسبة كما ترأس وفد المملكة الذي شارك في احتفال الأمم المتحدة بعيدها الخمسين في أكتوبر عام 1995.
ومن الصعب حصر كل أعمال ومساهمات الأمير سلطان وحضوره اللافت والمميز وكل ذلك يحتاج إلى صفحات فحياته حافلة بالعطاء. برزت في الأمير سلطان منذ كان طفلا سمات النبوغ والتفوق والحصافة والفصاحة حتى أصبح رمزا للشجاعة والكرم وسرعة البديهة. وتشكلت خلال عمره المديد خصال عظيمة لا يستطيع المتابع أن يحصيها فقد اشتهر عنه منذ صغره وحتى الآن ابتسامته الدائمة وقلبه الكبير الذي حمل حبا للناس وبادلوه نفس المشاعر كما تميز الأمير سلطان بحبه للبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين ليكون «سلطان الخير» صفة أطلقت عليه وهي إحدى خصاله.
وسجل الأمير سلطان حضورا في مختلف المجالات، ففي مجال الأعمال الخيرية والإنسانية تم اختياره لجائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002، تقديرا لدوره في الأعمال الخيرية والإنسانية، وهي الجائزة التي منحت له من قبل مركز الشيخ راشد آل مكتوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء هذا الاختيار تقديرا لدوره الحيوي في الأعمال الخيرية والإنسانية على المستويين الإقليمي والعربي، حيث حصل على أكثر من خمسة آلاف ترشيح محايد ضمن ترشيحات بلغت عشرة آلاف ترشيح.
وتوج الأمير سلطان بن عبد العزيز أعماله وجهوده الخيرية في تبني مشروع كبير وهو مشروع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية التي أنشئت في 21 يناير (كانون الثاني) 1995 بهدف تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية داخل السعودية وحول العالم.
وتتألف مشاريع المؤسسة من أربعة أقسام رئيسية لتقديم الخدمات الطبية والعلمية والتقنية والتربية الاجتماعية من خلال مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، ومركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للتربية الخاصة، وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعربية.
ويعتبر تعيين الأمير سلطان في عام 1962 وزيرا للدفاع والطيران ومفتشا عاما أهم مرحلة في تاريخ القوات المسلحة السعودية مما يمكن وصفه بالعصر الذهبي لهذه القوات بفروعها الأربعة حيث انتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة.
ويؤكد الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي لعب دورا في تحديث القوات المسلحة السعودية ورفع مستواها على أن المدن العسكرية في المملكة ليست فقط حاميات عسكرية ترابط في أرض صحراوية ـ بل هي مدن للصحة والعلم والتعليم والتربية وتدريب الأجيال الذين يسهمون في تقدم الأمة بإعطائها دفعة إلى الأمام في المجالات العسكرية. وساهم الأمير سلطان بن عبد العزيز بحسن إدارته وتوجيهاته ومتابعته لكل جديد في تطوير الصناعات الحربية السعودية، ونجح النائب الثاني في تحويل المصانع الحربية إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية يشرف على توجيهها مجلس إدارة يرأسه الأمير سلطان نفسه، وخلال العقود الأربعة الماضية تمكنت البلاد من خلق بيئة صناعية حربية وإنتاج العديد من المستلزمات الصناعية وإجراء البحوث اللازمة لتحسين وسائل الإنتاج.
التوازن الاقتصادي وسيلة لدعم خطط التنمية
نجحت السعودية في تحقيق إنجازات ملموسة بإيجاد قدرات ذاتية لها في مجالات وتقنيات حيوية وهامة مثل الطيران والفضاء والالكترونيات ونظم الحاسبات إضافة إلى مجالات حيوية أخرى بهدف المساهمة في توسيع القاعدة الصناعية وفرص الاستثمار والعمل للمواطن وذلك من خلال تطبيق أسلوب التوازن الاقتصادي الذي يعتبر وسيلة فعالة لدعم أهداف خطط التنمية في البلاد. ويرأس الأمير سلطان بن عبد العزيز اللجنة الوزارية للتوازن الاقتصادي وقد بادرت الحكومة السعودية ممثلة في وزارة الدفاع والطيران إلى ابتكار أسلوب جديد لتطبيقه ليتلاءم مع احتياجات المملكة، وترتكز فكرة هذا الأسلوب على استخدام التوازن الاقتصادي كوسيلة لجذب الاستثمارات الأجنبية ونقل التقنية المتقدمة إلى السعودية وتوطينها وذلك بإلزام الشركات الأجنبية المنفذة لعقود المشتريات الحكومية الكبيرة باستثمار جزء معين من قيمة هذه العقود في تأسيس شركات مشتركة بالمساهمة بين شركات أجنبية مالكة للتقنية والقطاع الخاص الوطني. وقد نشأ برنامج التوازن الاقتصادي اعتبارا من عام 1984، عندما طبق التوازن الاقتصادي على عقد مشروع درع السلام الخاص بالقوات الجوية الملكية السعودية. ويهدف برنامج التوازن الاقتصادي إلى المساهمة في توسيع القاعدة الصناعية وتنويع مصادر الدخل، ونقل التقنية المتقدمة إلى المملكة وتوطينها وتدوير جزء من تكاليف المشاريع الحكومية الضخمة في الاقتصاد الوطني والمساهمة في زيادة فرص الاستثمار والفرص الوظيفية للمواطنين والمساهمة في تعزيز دور القطاع الخاص في جهود التنمية الوطنية، واستطاع الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي يرأس مجلس إدارة الخطوط السعودية منذ أكثرمن 40 عاما مضت أن يجعل من الخطوط السعودية مؤسسة وطنية شامخة يشار إليها بالبنان ويضرب بها المثل في حسن التخطيط والمثابرة والعمل الهادئ المنظم حتى صارت «السعودية» أكبر شركة طيران على مستوى العالم طبقا لتصنيف «الاياتا».
إنسانية سلطان
* كان مشهدا مؤثرا ذلك الذي عرضته إحدى الوكالات الإخبارية قبل عقد لصورة امرأة مسنة في صحراء النيجر تحفر بيوت النمل لتحصل منها على ما ادخرته من حبوب لتأكلها مع أولادها من شدة الجوع. الكثيرون الذين شاهدوا هذه الصورة هزوا رؤوسهم واكتفوا بالقول: «يا الله إلى هذه الدرجة يصل الجوع بالإنسان ليسرق قوت النمل ويسد به رمقه؟!»، لكن الأمير سلطان عندما شاهد الصورة تأثر تأثرا بالغا بالمشهد وأمر على الفور بتشكيل فريق لتقصي الحقائق ومعرفة ما يمكن فعله تجاه هذه المرأة وأمثالها، فكان ذلك الموقف هو ميلاد لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة، حيث أمر بتكوين هذه اللجنة لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لمتضرري المجاعة في النيجر ثم توسعت نشاطاتها لتغطي عدة دول أفريقية وتقدم المساعدات والبرامج الإنسانية وتشارك المحتاجين أفراحهم وأحزانهم.
وفاء متبادل
* استوقفت الكلمة الارتجالية التي ألقاها الأمير سلطان بن عبد العزيز مساء الثلاثاء الحادي عشر من يوليو (تموز) 2004، أثناء استقباله لعدد من المسؤولين العرب والسعوديين والمواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بالشفاء والاطمئنان على صحته من العارض الصحي الذي أصابه، استوقفت هذه الكلمة الحضور ومتابعيها عبر التلفاز لما حملته من معان عبرت عن الوفاء الذي يكنه الجميع للأمير سلطان ومشاعر الحب المتبادلة بين القيادة والشعب ترجمتها زيارة فقيد الأمة الملك فهد بن عبد العزيز لأخيه الأمير سلطان في المستشفى وما تركته من صدى عنده وعند الشعب السعودي، إضافة إلى الزيارات اليومية التي كان يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد، لأخيه الأمير سلطان في المستشفى، ولعل أجملها وأكثرها وقعا على نفس الأمير سلطان تلك الزيارة التي قدم فيها الملك عبد الله له العلاج بيده.
ويحمل الأمير سلطان رؤى واضحة للأوضاع المحلية والعالمية وما يكتنف دول العالم اليوم من مظاهر العنف، لافتا إلى أن ما عاشته المملكة من حالات عنف لم تؤد إلى ما توقعه الآخرون من أنها ستكون مزعجة ومستمرة أو أن تؤدي إلى بعض الانفصام الاجتماعي، مشددا على أن ذلك لم يحدث لأسباب أرجعها إلى أن عناصر العنف لم تلتفت إلى أنها تمارس إرهابها في الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق نهج السلوك الإسلامي المعتدل وليس فيها أي إشهار لسلوكيات تتنافى مع الإسلام.
ولخص الأمير سلطان هذه الرؤية بقوله: «مظاهر العنف ليست بجديدة على خارطة العالم. جميعنا يذكر ما اجتاح أوروبا في بؤر معينة من عنف ما لبثت أن تراجعت بحزم المتابعة ولم تكن لها أسباب إسلامية. وجميعنا يذكر أيضا ما تعرضت له بعض الدول العربية من حالات عنف حادة أربكت الأوضاع الأمنية في أمد محدود، لكن ما لبث الحزم الأمني أن تمكن من القضاء عليها لأنها لم تكن تملك وجهات نظر مقبولة في الاعتراض وفي نفس الوقت لم تكن لها أهلية في الحوار. وما عاشته المملكة من حالات عنف توقع الآخرون أنها ستكون مزعجة ومستمرة أو أن تؤدي إلى بعض الانفصام الاجتماعي، ذلك لم يحدث لأسباب وجيهة أهمها أن عناصر العنف لم تلتفت إلى أنها تمارس إرهابها في الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق نهج السلوك الإسلامي المعتدل وليس فيها أي إشهار سلوكيات تتنافى مع الإسلام، ما هي وجاهة العنف، إسلاميا أو اجتماعيا، من ذا يقبل أن تهدد حياته أو تدمر علاقات بلاده أو تتراجع مستويات اقتصاد وطنه، الكل رفض ذلك لأن الكل ليس في حاجة لمن يعلمه كيف يكون مسلما في بلد يرعى المؤسسات الإسلامية ويساند مجتمعات العالم الإسلامي في نموها. والعالم قد لاحظ كيف أمكن محاصرة عناصر العنف والقضاء على معظم مخابئها، ماذا تعني بالانفصام الاجتماعي، نحن لا نحارب أفكارا إسلامية أو سلوكيات إسلامية وإلا كنا نحارب أنفسنا لقد حددنا توجيه الاتهام وتنشيط المتابعة ضد من مارسوا الإرهاب وهو أمر كسب إعجاب العالم ليس فقط في نجاح المطاردة، ولكن أيضا في قيادة وحدة اجتماعية هي في الواقع من نسيج واحد ومن مارس الإرهاب هو غريب عليها».
الحوار الوطني تكريس للوحدة الوطنية
يعتبر الأمير سلطان بن عبد العزيز أن الحوار الوطني تكريس للوحدة الوطنية، وأن الدولة تسعى إلى تطوير شامل للمجتمع كله مع ضرورة مراعاة مدى تقبل المجتمع وتأهيله لذلك، وأنه لن يتم القفز على واقع المجتمع لكن سيتم بالحوار خدمة مصالح ومتطلبات أمتنا، كما اعتبر أن التفاف الناس حول القيادة وتقديرهم للإنجازات التي تحققت على المستويين الأمني والسياسي في ما يخص مواجهة الفئة الضالة هو التفاف حول المكاسب الوطنية للبلاد وتميزها الإسلامي والشرق أوسطي الخاص، مشددا على قدرة بلاده على قيادة وحدة اجتماعية في مواجهة الفئة الضالة الغريبة على المجتمع السعودي وتقاليده.
مشروعات مساندة للبترول لتطوير الاقتصاد الوطني
* يشدد الأمير سلطان على أن المملكة تحرص على تطوير الاقتصاد الوطني والوصول إلى مشروعات مساندة للبترول، الثروة الرئيسية في المملكة، وأن تطوير صناعة البترول التي تحتل أولوية في البلاد تندرج ضمن مسيرة النهضة الاقتصادية الوطنية، وأن البترول سيبقى إلى مرحلة طويلة يشكل العنصر الأساسي للاقتصاد لكن التحدي هو في كيفية تنظيم هذا القطاع وتطوير وتوسيع مجال الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص في ذلك.
ويرى الأمير سلطان فيما يتعلق بأسعار النفط التي ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بشكل جنوني والدور الذي تلعبه المملكة في تهدئة الأسواق بقوله: «نحن لا نتعامل مع الملف النفطي بطريقة مبسطة فمسؤوليتنا تقتضي العمل على تأمين الاستقرار النفطي في السوق. وهذا دور اضطلعنا به تاريخيا لأن انعكاسات فوضى الأسعار في هذه المادة لا تقتصر على بلد بعينه إنما لها تداعيات عالمية والمملكة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، وبذلك فإن ارتفاع الأسعار له انعكاسات اقتصادية سلبية علينا أيضا وإن كان المردود المالي يمثل مستويات قياسية للمملكة والدول النفطية حاليا إنما التأثيرات السلبية على بقاء عملائنا وزبائننا اقتصاديا تلقى بظلالها على المملكة لأن الاقتصاد العالمي مرتبط عضويا بعضه ببعض. إن ارتفاع أسعار النفط ليست أسبابه الوحيدة الأوضاع غير المستقرة في المنطقة والعراق تحديدا، بل ان الشركات العالمية تتحمل مسؤولية أيضا بالإضافة إلى أن الطلب العالمي يزداد بشكل كبير، وبالتالي لا يمكننا أن نترك الفوضى تعم السوق العالمية فنحن نلبي الطلب العالمي على النفط وهذا ما يفسر زيادة الإنتاج اليومي للنفط في المملكة واستعدادنا لزيادة الإمدادات وفي وسعنا أن ندير على الفور طاقات إنتاجية غير مستغلة تزيد على 1.3 مليون برميل يوميا إذا اقتضت الضرورة، وهدفنا أن نعيد أسعار النفط إلى طبيعتها، أي 30 دولارا للبرميل».
رفاهية المواطن في مقدمة أهدافنا
* يؤكد الأمير سلطان على أن الدولة تضع في مقدمة أهدافها تحقيق الرفاهية والازدهار لأبنائها المواطنين، لافتا إلى أن الفوائض الكبيرة في الميزانية العامة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط في عام 2004 ستنفق كلها على التنمية بما يحقق رفاهية المواطنين، كما سيخصص الجانب الأكبر من هذا الفائض لسداد جزء من الدين العام الذي يؤثر بصورة مباشرة على سمعة الاقتصاد ومتانته. وأوضح الأمير سلطان: «ان الدولة تضع في مقدمة أهدافها العمل المستمر والدائم على تحقيق الرفاهية والازدهار لأبنائها المواطنين وهذه الفوائض الكبيرة هي نعمة من الله ستنفق بما يحقق تلك الأهداف على مختلف مناطق المملكة ومواطنيها بصورة متوازنة وعادلة للجميع».
وجاءت رؤية الأمير سلطان فيما يخص دور القطاع الخاص في مشروعات التنمية والبناء الاجتماعي وكيف يتم إشراكه فعليا بقوله: «ان الدولة تعمل على خلق البيئة المناسبة لمشاركة القطاع الخاص حيث وضعنا البنية التحتية اللازمة لخدمة المستثمرين وتسهيل شؤونهم ورعاية مصالحهم إذا كانت السيولة مرتفعة في أسواق المملكة ونحن نعمل على مشروعات لتنظيم الاستثمار الآمن، فإن للقطاع الخاص دورا رئيسا وهنا أدعو رجال الأعمال إلى الاستثمار في الداخل حيث الأمن والأمان والاستقرار وضمان النجاح وأذكر بأن الدولة تسعى لتسهيل شؤون المستثمرين حيث القروض الميسرة للمشروعات والخدمات مؤمنة على مستوى عال».