مآل ومصير مرضى الفصام
تأثير الأعراض المرضية على المرضى :-
تتفق معظم الدراسات أن التحسن فى مرض الفصام يكون فى المريض الذي يتسم بالصفات الآتية أثناء المرض :-
يشعر ويستطيع التعبير عن أحاسيسه وعواطفه .
يتمسك بقوة بالمعتقدات والأفكار الخاطئة ويكون شكاكاً بطريقة مرضية .
لا يظهر عليه أي اضطراب بالفكر (أي تستطيع أن تفهمه بسهولة) .
ألا يكون منطوياً أو منسحباً من الحياة .
يبدوا مرتبكا أثناء النوبات الحادة
لديه الكثير من الهلاوس
لا يشعر أو يعانى من الإحساس بالعظمة
وقد لوحظ أن وجود بعض الأعراض المرضية مثل وجود أعراض التخشب الكتاتونى أو الهياج الكتاتونى - بالرغم من أنها تحدث فى المراحل الحادة للمرض - إلا أنها تختفي سريعاً ولا تترك عادة أعراض مرضية بعد تحسن المرض .
تأثير الإنجازات الاجتماعية السابقة على مآل المرض
إذا كان المريض قبل المرض ذو شخصية ناضحة واستطاع اكتساب مهارات اجتماعية جيدة ولديه الكثير من الأصدقاء والهوايات واستطاع الحصول على درجة دراسية مناسبة واستطاع الاستمرار فى العمل فإن هذه العوامل كلها تشير إلى مآل جيد للمرض بعد الشفاء وإذا كان المريض لديه عمل قبل المرض فإن ذلك يشير إلى سهولة حصوله على العمل بعد المرض .
تأثير السن على مآل المرض
كلما بدأ المرض الفصامى فى سن متأخر كلما كانت فرصة التحسن والاستقرار أفضل.
تأثير جنس المريض على مآل المرض :-
الفصام يصيب النساء فى سن متأخر ، ويكون انتكاس المرض ودخولهم المستشفى أقل ، واستجابتهم العقاقير المضادة للذهان أفضل ،وتكون نوبات الهياج وميلهم لإيذاء الذات أقل منها عن الرجال .
وجود تاريخ أسرى مرضى للفصام وتأثير ذلك على مآل المرض
من غير المعروف حتى الآن علاقة وجود تاريخ أسرى للفصام - (أي أصابه أحد أفراد الأسرة الآخرين بالفصام) وتأثير ذلك على شدة أعراض المرض. وحيث أن الفصام والاضطرابات الوجدانية يصعب التفريق بينهم لوجود علامات مرضية متشابهة فى المرضين ، وحيث أن وجود تاريخ مرضى فى الأسرة لمرض الاضطراب الوجدانى يشير إلى فرصة تحسن جيدة لمريض الفصام .لذلك فمن الصعب الجزم بان التاريخ المرضى الأسرى للفصام يؤثر على مآل المرض .
تأثير وجود أعراض عصبية على مآل المرض
المرضى الذين يعانون من إصابات بالمخ نتيجة الإصابة أثناء الولادة أو أولئك الذين يعانون من إصابات عصبية بسبب الإدمان أو بسبب الأمراض العصبية المعدية يعانون من أنواع شديدة من الفصام .
تأثير الذكاء والمستوى الاجتماعى على مآل المرض
ارتفاع مستوى الذكاء والمستوى الاجتماعي يلعبان دوراً هاماً فى الوقاية من المرض فى المجتمعات المتقدمة .
وعلى الجانب الآخر فإن مرض الفصام يكون ذو تأثير أقل فى دول العالم الثالث عنها فى الدول الصناعية المتقدمة . وأسباب ذلك غير واضحة ولكن تلعب الأسرة دوراً هاماً فى ذلك حيث أن الترابط الأسرى ، والأسرة الممتدة التى تحوى الآباء والأبناء تلعب دوراً وقائياً هاماً فى هذا المجال ، كذلك فإن ضغوط الحياة تكون أقل فى الدول النامية.
تأثير المناخ الأسرى
أظهرت معظم الدراسات أن الأسر المستقرة – التى لا توجه الكثير من النقد والغضب والتى تكون فيها الروابط العاطفية معقولة ولا يكون الأب أو الأم مرتبطين عاطفياً بشدة بالمريض - تخلق مناخ مناسب يؤدى إلى تحسن مآل المرض . ويقاس تأثير المناخ الأسرى على المريض من خلال قياس تكرار دخوله المستشفى ومدى شدة الأعراض التى يعانى منها .
تأثير الانتظام على العلاج
المرضى الذين يلتزمون بالعلاج الطبى والبرامج العلاجية الموضوعة لهم تكون الأعراض المرضية ونسبة العودة للمستشفى لديهم أقل ويؤدى ذلك إلى حياة مستقرة . والعلاجات المتخصصة (مثل العلاج بالعمل والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ) تؤدى إلى استقرار المريض وتمنع الانتكاس المبكر للمرض
ماذا يستطيع الأقارب أن يقدموه لتحسين مسار المرض ؟
معرفة كل شئ عن المرض – أعراضه ، طرق العلاج ، المسارات المحتملة للمرض – يمكن الأسرة من أن تزيد المقدرة على حل المشاكل واكتساب مهارات التعامل مع الأزمات وبذلك تساعد المريض على التحسن والشفاء .
إرشادات للأسرة والأقارب
تعلم كيف تتعرف على الأعراض المنذرة للمرض .
ابحث عن المساعدة من الأخصائيين مبكراً .
علم نفسك كل شئ عن المرض .
يجب أن يكون لديك توقعات واقعية عن حالة المريض .
أعطى المساعدة المناسبة المطلوبة وأعطى نفسك الراحة عندما تحتاجها .
شجع المريض على أن يراعى نفسه بنفسه وان يكون لديه الثقة فى نفسه.
حاول أن تجعل المناخ الأسرى طبيعى .
كيف تحسن فرصتك فى الشفاء ؟
إذا كنت تعانى من مرض الفصام فإن هناك طرق عديدة يمكن عن طريقها تحسين الفرصة فى سرعة التحسن والشفاء بإذن الله .
من الهام جداً عدم إنكار وجود المرض وإدعاء أن الأعراض هى بسبب المشاكل من الآخرين أو أن انتكاس المرض فى المستقبل هو شئ مستحيل .
ليس من السهل قبولك تشخيص المرض بأنه فصام ، وأنه سوف يؤثر على قدراتك ... ولكن مع قبول الحقيقة فإنك تكون قد كسبت نصف المعركة .
معرفة الحقيقة وأنك عرضه للمرض والانتكاس هو موقف قوة منك لأنك بذلك تستطيع أن تقرأ وتتعلم كل شئ عن مرضك وأن تشارك بإيجابية فى البرامج العلاجية .
كلما ازداد علمك عن الأدوية النفسية كلما كان من السهل عليك وعلى طبيبك المسئول عن العلاج التوصل للعلاج المناسب لحالتك .
كلما ازداد معرفتك بحالتك كلما ازداد مشاركتك وتفاعلك مع الطبيب المعالج وبذلك تستطيع الحصول على أفضل علاج .
توقعاتك لنفسك يجب أن تكون واقعية ... العودة للخلف أو الانتكاس مرة أخرى يجب إلا تؤثر على نفسيتك أو تصيبك بالإحباط واليأس لأن الانتكاس هو جزء من المرض .
الأدوية النفسية فى بعض الأحيان لها بعض الآثار الجانبية المرهقة . تحمل ذلك حتى تستطيع التخلص من الأعراض المرضية ، وهذه الأعراض السلبية للأدوية تختفى مع الوقت ومع تنظيم العلاج .
البرامج التأهيلية قد تبدو أحياناً غير مفيدة لك ... التزام بتلك البرامج لأن تأثيرها لا يظهر ألا بعد مرور بعض الوقت .
لا تخشى أن تطلب وتقبل المساعدة من الأسرة والأصدقاء والفريق العلاجى ... أن دورهم هو المساعدة خصوصاً فى فترات الأزمة وانتكاس المرض وكذلك لجعل الحياة مريحة لك ولها معنى أثناء فترات التحسن .