جنكيز خان وغزو المغول
سبب غزو المغول لبلاد الاسلام
هذا الغزو الذي افنى شعوب باكملها ، حتى يقول المؤرخون انه كاد ان يقضى على الاسلام لولا ان حماه الله ، كان السبب المباشر لاجتياح المغول الوثنيين مملكة خوارزم شاه هو طمع والي أحد ثغورها على نهر سيحون في أموال جماعة من التجار المغول كانوا قد جاءوا إلى هذا الثغر سنة 615هـ ومعهم أموال طائلة من غنائم الغزو المغولي لبلاد الصين ليتاجروا بها .
وقد تذرع الوالي للاستيلاء على أموال هؤلاء التجار باتهامهم بالتجسس لحساب جينكيزخان وكتب إلى شاه خوارزم بذلك فأمره بقتلهم وكانوا نحو أربعمائة كما أمره بالاستيلاء على ما معهم من التجارة وكان شيئا كثيرا فنفذ أمر الشاه واستولى على تلك التجارة وباعها لتجار بخارى وسمرقند وقبض ثمنها.
ولما بلغ ذلك جينكيزخان استشاط غضبا وأرسل رسولا إلى خوارزم شاه يطلب إليه تسليم هذا الوالي ليقتص منه فارتكب خوارزم شاه غلطة أخرى وقتل رسول خان المغول .
وبذلك أتاح لجنكيزخان فرصة مهاجمة أملاكه ودفع الغرور بخوارزم شاه إلى البدء بالعدوان فجمع جيشه وهاجم حدود المغول مما يلي مملكته، ولم يكن على حدود بلاد المغول حامية قوية لأن جينكيزخان وجيشه كانوا في مهمة داخل الأمبراطورية، ولم يكن على الحدود سوى عدد قليل من النساء والأطفال ومع ذلك لم يتمكن ذلك المغرور من التغلب عليهم وعاد بخفّي حنين .
أدرك خوارزم شاه خطأه وأحس أنه عرَّض دولته لخطر الغزو المغولي وأتاح لجينكيزخان الطامع في التوسع فرصة لاجتياح مملكته واستولى عليه الفزع فأمر سكان المدن القريبة من الحدود بالجلاء عنها خوفا من بطش المغول وكانت هذه المدن من أخصب بلاد الدولة وأكثرها حدائق وبساتين فهجرها سكانها وتركوها قفرا موحشة ولم يدر أنه بعمله هذا قد أخلى الطريق أمام الغزاة ومهد لهم سبيل الوصول إلى داخل مملكته.
ولما بلغ جينكيزخان خبر هجوم خوارزم شاه على أطراف أمبراطوريته عاد على رأس جيشه مسرعا إلى حدود الدولة الخوارزمية وأعد العدة لغزوها في أواخر سنة 616هـ وعبر نهر سيحون واجتاز الحدود بسهولة وواصل سيره نحو الغرب حتى وصل إلى أبواب مدينة بخارى وكانت حاميتها عشرين ألفا فلم تقو على الصمود في وجهه وولت مدبرة فدخلت جموع المغول المدينة وأسلمتها للنهب وفرّ من أمكنه الفرار من أهلها ومن لم يتمكن من الفرار ضرب عنقه.
وقد اتخذ جينكيزخان من مساجد بخارى التي كانت عامرة بالتقى والعلم والأدب مرابض لخيله ووصف نفسه بأنه لعنة الله سلطها على خلقه عقوبة لهم على خطاياهم .