كأس العالم >> كأس العالم 1958
كأس العالم 1958
البطولة السادسة هي البداية الحقيقة لانتشار كرة القدم في العالم وأكثرها استقطابا لأنظار المشاهدين في شتى بقاع المعمورة نظراً لأنها شهدت ولأول مرة نقل المباريات على الهواء مباشرة، وفوق ذلك فبطولة السويد عام 1958 شهدت أيضاً ميلاد أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق بيليه ابن السابعة عشرة عندها.
أكد الإنجليزي جورج رايونير والذي كان يشرف على فريق البلد المضيف بأن فريقه سيصل إلى المباراة النهائية قبل انطلاق البطولة والواقع أن الجميع أخذ يسخر من هذا القول بما فيهم الجماهير السويدية نفسها استناداً إلى عطاءات المنتخبات الأخرى وقدرات لاعبي المنتخب السويدي إذا ما قورنت بالبرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين، ولكن توقعات المدرب الإنجليزي لم تذهب أدراج الرياح وكان يعي تماماً كل كلمة تلفظ بها لسانه وبالفعل نجح في الوصول إلى النهائي عن طريق البوابة الألمانية الصلبة فقد تخلف المنتخب السويدي في البداية بهدف انتهى به الشوط الأول ومضت به (30) دقيقة من الشوط الثاني عندها طرد المدافع الألماني جوسكويك ليأذن بانفراج الأزمة السويدية ليسجلوا ثلاثة أهداف متتالية.
أما الطرف الآخر في النهائي أي البرازيل فقد واجه المنتخب الفرنسي واستطاع أن يتخطاه بخمسة أهداف مقابل هدفين سجل منها المعجزة (الصغير) بيليه (3) أهداف في (20) دقيقة فقط.
سرقت الكأس التي كانت تحمل اسم الفرنسي جول ريميه في عام 1956 أي سنتين قبل بجاية المونديال السادس.
سجل في هذه الكأس اللاعب "جوست فونتين " الفرنسى 13 هدفاً في هذه البطولة و حمل لقب هداف هذه البطولة هذا الرقم لم يحطمه أي هداف لبطولة كأس عالم أتت بعد ذلك حتى يومنا هذا.
شهدت هذه البطولة أول حالة تعادل سلبى في تاريخ بطولات كأس العالم حيث تعادل البرازيل مع إنجلترا 0ـ0 في الدور التمهيدي.
الدول المشاركة: 16
ـ الدولة المستضيفة: (السويد).
ـ حاملة اللقب: (ألمانيا الغربية).
ـ أوروبا: (يوغسلافيا ـ فرنسا ـ الاتحاد السوفياتي ـ ويلز ـ النمسا ـ المجر ـ اسكتلندا ـ إنجلترا ـ تشيكسلوفاكيا ـ إيرلندا الشمالية).
ـ أمريكا الجنوبية: (البرازيل ـ الأرجنتين ـ البراغواي).
ـ أمريكا الشمالية والوسطى: (المكسيك).
قسمت الفرق إلى 4 مجموعات:
المجموعة الأولى: ألمانيا الغربية ـ إيرلندا الشمالية ـ تشيكسلوفاكيا ـ الأرجنتين.
المجموعة الثانية: فرنسا ـ يوغوسلافيا ـ اسكتلندا ـ البراغواي.
المجموعة الثالثة: السويد ـ المجر ـ المكسيك ـ ويلز.
المجموعة الرابعة: البرازيل ـ إنجلترا ـ الاتحاد السوفياتي ـ النمسا.
المباراة النهائية:
جرت المباراة النهائية في 29 حزيران/يونيو على ملعب رازوندا" في ستوكهولم بإدارة الحكم الفرنسي موريس غيغ وتحت أنظار49737 مشجعاً.
وكان العالم اكتشف موهبة بيليه ابن السابعة عشر ربيعاً و8 اشهر بعد أن سجل هدفه الأول في مرمى ويلز في ربع النهائي، ثم ثلاثية في مرمى فرنسا في نصف النهائي، وأدرك الجميع أن البرازيل تملك الأسلحة اللازمة لإحراز لقبها الأول.
لم يبق أمام المنتخب البرازيلي سوى تخطي عقبة نظيره السويدي صاحب الأرض والجمهور وهي مهمة لم تكن سهلة لأن المنتخب المضيف قدم عروضا جيدة بقيادة غوستافسون وغرن ونيلز ليدهولم الذين احترفوا فيما بعد في ميلان وروما الإيطاليين ومرسيليا الفرنسي. وخدم الحظ منتخب السويد منذ بداية البطولة لأنه أوقعها في مجموعة سهلة نسبياً ففازت على المكسيك 3ـصفر، وعلى المجر 2ـ1، قبل أن تتعادل مع ويلز سلباً.
وفي ربع النهائي تغلبت على الاتحاد السوفياتي بهدفين نظيفين، قبل أن تتفوق على ألمانيا الغربية حاملة اللقب 3ـ1 في نصف النهائي.
أما البرازيل فبلغت النهائي بسهولة تماما بقيادة مهاجمها فافا واكتشافها الجديد بيليه.وصب الطقس الماطر وسوء أرضية الملعب في مصلحة المنتخب السويدي الذي افتتح التسجيل بعد خمس دقائق بواسطة ليدهولم الذي تخطى المدافعين البرازيليين أورلاندو وبيليني قبل أن يسدد كرة خدعت الحارس الشهير جيلمار. وكانت المرة الأولى التي يتخلف فيها المنتخب البرازيلي فكان الجميع ينتظرون ردة الفعل.
وبالفعل رد البرازيليون التحية بعد أربع دقائق فقط عندما اندفع غارينشا الجناح الأيمن بالكرة ومررها إلى زميله فافا فأودعها مرمى السويد محرزاً هدف التعادل. وبعد دقيقة واحدة سدد بيليه في القائم.
وانقذ ماريو زاغالو مرماه من هدف أكيد لسكوغلوند عندما شتت الكرة قبل أن تدخل المرمى (27)، قبل أن ينجح فافا في تسجيل الهدف الثاني في منتصف الشوط الأول في سيناريو مشابه لهدفه الأول لأن غارينشا الذي كان يطلق عليه لقب "عصفور الجنة" تلاعب بمراقبه كما شاء ومرر كرة عرضية تابعها فافا داخل الشباك (32) لينتهي الشوط الأول بهدفين في مقابل هدف لمصلحة البرازيل.
في بداية الشوط الثاني سجل بيليه هدفاً رائعاً في مرمى السويد عندما تلقى الكرة من فافا فمرر الكرة بحركة فنية رائعة من فوق الحارس السويدي الذي خرج لملاقاته قبل أن يسدد داخل المرمى (55).
وبدل أن يرتد لاعبو البرازيل إلى الدفاع للمحافظة على النتيجة واصلوا ضغطهم على مرمى سفنسون حارس السويد، وأثمر ضغطهم هدفاً رابعاً سجله ماريو زاغالو مستغلاً سوء تفاهم بين الحارس ومدافعه برغمارك (68).
لكن السويديين لم يستسلموا أمام الاجتياح البرازيلي وشنوا هجوماً مضاداً أتاح لسيمونسن أن يسجل هدفهم الثاني، واختتم بيليه مهرجان التهديف بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية من زاغالو والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن يطلق الحكم الفرنسي صفرة طويلة معلناً فوز البرازيل للمرة الأولى بكأس العالم.
وبات بيليه بالتالي أصغر لاعب يحرز كأس العالم وهو إنجاز لم يحطم حتى اليوم. وتسلم قائد المنتخب البرازيلي بيليني الكأس من ملك السويد غوستاف أدولف قبل أن يطوف به في الملعب وسط التصفيق حتى من الجمهور المحلي الذي اعترف بأحقية البرازيل باللقب وتمتع بفنيات لاعبيه طوال البطولة.
كما كسر المنتخب البرازيلي العرف التقليدي بأن القارة التي تنظم البطولة هي التي تحرز الكأس كما حصل في النسخات الخمس السابقة.
إحصائيات البطولة:
ـ أعلى نتيجة في مبارايات كأس العالم هذه كانت 7ـ3 حيث انتهى لقاء فرنسا و البراغواي في الدور التمهيدى 7ـ3 أى تم إحراز 10 أهداف في هذه المباراة.
ـ استمرت البطولة 22 يوم من 8 يونيو 1958 حتى 29 يونيو 1958.
ـ حقق لقب الهداف في هذه البطولة الفرنسي جوست فونتين برصيد (13) هدفاً أعقبه البرازيلي بيليه بـ (6) أهداف.
ـ أسرع هدف جاء في الثانية (90) عن طريق اللاعب البرازيلي فافا في مرمى المنتخب الفرنسي.
ـ أعلى نسبة أهداف سجلها المنتخب الفرنسي حيث بلغت مجموع أهدافه خلال هذه البطولة (23) هدفاً.
ـ مجموع الأهداف في الدورة السادسة لكأس العالم بلغ (126) هدفاً في 35 مباراة أي بمعدل (6،3) أهداف في كل مباراة.
ـ إجمالي الحضور في هذه البطولة قدر بحوالي (868000) مشجع أي بمعدل (24800) مشجع في كل مباراة.