تطور مفهوم ودراسة علم المناخ
تطورات الدراسات الطقسية والمناخية مع النهضة الأوربية
وتطورت الدراسات الطقسية والمناخية مع النهضة الأوربية والتي رافقها نقل الكتب والمؤلفات العربية وترجمتها اولاً ، فضلا ًعن اختراع الآلات والأجهزة التي توفر إمكانيات رصد عناصر الطقس والمناخ والظواهر الجوية ثانياً ، بحيث بدأت هذه الدراسات تخطو خطوات واسعة وسريعة .
وانتقل الإنسان من مرحلة الوصف لعناصر الطقس والمناخ والظواهر الجوية إلى مرحلة القياسات المباشرة بعد توفر أجهزة القياس هذه والتي تم اختراعها ووفق ما يلي :
1- استطاع العالم جاليلو Galileo عام ( 1593 )م من اختراع الثرمومتر Thermometer لقياس درجة الحرارة .
2- تمكن العالم تورشلي Evan gelisra Torricelli عام (1643)م من اختراع جهاز الباروميتر Barometer والذي اخذ يستعمل في قياس الضغط الجوي .
3- أنشأت عام ( 1664) م أول محطة رصد في باريس والتي تحتفظ الآن باطول مدة لتسجيل الحرارة في العالم ، ثم أعقبتها تأسيس محطات رصد في ايطاليا وألمانيا وبريطانيا وروسيا .
4- في عام ( 1667 )م تمكن العالم (هوك) من اختراع مقياساً لقياس سرع الرياح .
5- عام ( 1668)م تمكن العالم (آدموند هالي) Edmund Halley من اكتشاف ما يؤكد قاعدة باسكال حول الضغط الجوي والتي عرفت بخلايا (هادلي ) ، ووصف فيها الدورة العامة للرياح The general circulation والتي ركز فيها على الرياح التجارية والموسمية .
6- وتمكن العالمين (فهرنهايت) والعالم (سيليز) Fahrenheit عام (1714)م و Calicoes عام ( 1715 )م من وضع المقياسين الفهرنهايتي والمئوي ( سيلز ) ، واللذان سميا باسميهما.
7- في ( 1783- 1784 )م تمكن (بنجامين فرانكلين) من التوصل إلى ان انظمة الطقس في امريكا الشمالية تتحرك من الغرب الى الشرق .
8- عام ( 1783 )م وضع العالم (دي سواسور) مقياس درجة الرطوبة Hygromete .
9- عام ( 1787 )م ظهر مقياس المطر Rain gage والذي تمكن من خلاله توفير احصاءات واقعية عن المطر .
10- عام ( 1806 )م وضع العالم (فرانسيو بيوفورت) تصنيف سرع الرياح.
11- عام ( 1845)م تمكن العالم (بيرجهاوس) Burghous من وضع أول خريطة للامطار .
12- عام ( 1854 )م ظهرت الى الوجود اول محطة للارصاد الجوية في بريطانيا والتي اخذت على عاتقها جمع البيانات الجوية عن الدول المجاورة وتسجيلها يومياً والتي اقتصرت على طبقات الجو السفلى .
13- استطاع العالم (اسبي)Espy من توضيح حركة وتطور العواصف والكتل الهوائية . واوجد العالم (كوريولس) Caspard Coriolis ما يعرف بقوة كوريولس وهي : ( تنحرف الرياح الى يمين اتجاهها في النصف الشمالي والى يسار اتجاهها في النصف الجنوبي ، والذي ربط فيه بين اختلاف الضغط الجوي واتجاه الرياح نتيجة لدوران الأرض من الغرب إلى الشرق .
14- عام ( 1857 ) م اكتشف العالم (بايز – بايلوت) Buys – Ballot قانونه المعروف حول سرع واتجاه الرياح حسب قيم الضغط الجوي .
15- عام ( 1860 )م بدأ العالم (روبرت فيرو ري) بدراسة المناخ في انكلترا ، وبدات توقعاته عن حالة الطقس وانتشارها .
16- وتمكن العالم (دوف Dove) ايضاً عام ( 1862 )م من وضع خريطة مثل فيها المعدلات الشهرية للحرارة في العالم ، كما يعد بانه اول من حدد مفهوم الكتل الهوائية Air masses وتاثيرها على الخصائص المناخية ، فضلاً عن دوره الكبير في وضع معادلة رياضية للموازنة الاشعاعية Radiation Budget ، وفي نفس العام وضع العالم رينو Renou خريطة للتوزيعات الضغطية في غرب اوربا .
وبالرغم من التطور الذي رافق جوانب متعددة من الدراسات المناخية الا ان هذا التطور كان يسير ببطء شديد بسبب قلة البيانات المناخية عن طبقات الجو العليا ولعدم وجود اسس نظرية كافية لتطور العلم ، ويعد ( دليل المترولوجيا ) اقدم كتاب كلاسيكي في العصر الحديث يعالج المناخ باسلوب وصفي ، وهو يتكون من ثلاثة اجزاء : تناول الجزء الاول ( المناخ العام ) ، في حين ركز الجزئين الثاني والثالث على ( المناخ الاقليمي ) . وظهر الكتاب مرة اخرى باسم (( اطلس الميترولوجيا )) للمؤلفين ( بارثلوميو و هربرتسون). اما خلال القرن العشرين فقد تطورت الدراسات الطقسية والمناخية بشكل سريع تماشى مع التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهده العالم والذي تمثل بظهور المدارس على يد عدد من العلماء ومنهم ( بيركنز Berkenze ) الذي اسس مدرسة بيركن Berken بعد الحرب العالمية الاولى عام ( 1917 )م في تحليل خرائط الطقس وتفسير الامواج Waves والدوامات الهوائية ، واسس شبكة كثيفة من محطات الرصد جنوب النروج ، وتمكن من اكتشاف الجبهة الدافئة Warm Front والجبهة القطبية Polar Front بين سنتي ( 1918 و 1919 )م واثرهما في تطور المنخفضات الجوية وتاثيراتها ، وتمكن بعد ذلك العالم ( بيرجرن Bergeron )الذي اكتشف جبهة الامتلاء Eclouded Front في المنخفضات الجوية . وتعد الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين من الفترات التي شهدت تطوراً في الدراسات الطقسية والمناخية لحاجة الدول الى ذلك ، فقد اهتمت الحكومات والعلماء والباحثين في ذلك لحاجتها في الطيران المدني والعسكري فازداد استعمال البالونات والطائرات والاقمار الصناعية والصواريخ والمركبات الفضائية مما ادى الى تطور المعرفة العلمية عن الخصائص المناخية .
وبعد إن أدركت دول العالم أهمية التعاون في مجال الطقس والمناخ وفي دراسة الغلاف الجوي والتنبؤات الجوية ، لذلك بادرت إلى تأسيس المنظمة العالمية للأنواء الجوية WMO ) ) (World Meteorological organization ) عام ( 1956 )م والتي هي أكثر منظمات الأمم المتحدة نشاطاً ومقرها ( جنيف ) في سويسرا .
وحدث خلال السنوات الماضية القريبة تطورات كبيرة في دراسة الغلاف الجوي خاصة من خلال التوسع الذي شهده العالم في عدد المحطات المناخية في الخمسينيات من القرن الماضي والتي وصلت الى ( 10000 محطة ارصاد جوية ) و ( 1000 محطة جوية ) لقياس درجات الحرارة والضغط الجوي والرياح في مستويات مختلفة ، فضلاً عن وجود ( 3000 سفينة مجهزة باحدث الاجهزة المترولوجية ، كما توفرت اجهزة متطورة لقياس الاشعاع الشمسي وجمع المعلومات عن طبقات الغلاف الجوي ونقلها الى محطات الارصاد الجوية وتصنيفها ووضعها بشكل خرائط للطقسWeather Maps تعرف باسم ( Synoptic Chat ) والتي توفر معلومات عن الظروف الطقسية التي يمكن من خلالها التنبؤ بحالات الطقس المتوقعة .
كما شهد العالم تطوراً في صناعة الاقمار الاصطناعية والتي لها دورها الكبير والمميز في تطور الدراسات الطقسية والمناخية ، حيث اطلق اول قمر اصطناعي ( تيروس Tiros ) للرصد الجوي في عام ( 1960 )م وقد احدث طفرة هائلة في مجال مراقبة الطبقات الجوية وما يحدث فيها وارسال ذلك الى محطات المراقبة الارضية ، وازدادت مساحة المناطق التي يتم رصدها ، والعناصر المناخية التي يتم قياسها ، وزودت الاقمار الاصطناعية ومنها قمر (NOAA-5 ) باجهزة تصوير يمكن من خلالها ارسال صور ملونة في غاية الدقة والوضوح لمساحة تصل الى ( 2000 كم2 ) كما انه يحمل آلة تصوير ليلية اخرى ( سبكتروميتر Spectrometer ) تستعمل الاشعة ما دون الحمراء لقياس درجة الحرارة في الغلاف الجوي ، وشهدت السنوات التي أعقبت ذلك وضع برامج للاقمار الاصطناعية اكثر تطوراً ، حيث توج ذلك بصناعة القمر ( نمبوس Nimbus-6 ) والذي زود باجهزة بالغة الدقة يمكن من خلالها تصوير السحب وتحت مختلف الظروف الجوية ، كما يتضمن جهازاً لرصد الاشعة دون الحمراء .