الغجر والنازية
يحتل الغجر مرتبة متدنية في الترتيب العرقي للنظرية النازية،فهم عرفوا على حسب قانون نورمبيرج لعام 1935م بأنهم شعوب غير آرية،وبالتالي يمنع عليهم الزواج من ألمانيات،كما وصفوا بأنهم مجموعات منغلقة على نفسها في قانون 1937م،وهي تهمة جنائية يعاقبون عليها حتى وان لم يرتكبوا أي جريمة،وكان أن يتم حبس 200 من الغجركل مرة في معسكرات التركيزوبحلول عام 1938م،أنشأ الفوهرر هيملرمكتبا مركزيا لمكافحة خطر الغجر،وكانت الوظيفة الأساسية لهذاالمكتب هي فرزالغجر الأنقياء من الغجرالمختلطين،وقد تمت العديد من الممارسات العنصرية ضدهم في ذلك العهد،حتى وصل بهم الحال إلى وضعهم في زرائب ذات سياج كماتوضع البهائم.
كان قانون 1943م يمنع ذكر الغجر بسبب عدم توقع استمرارهم في الحياة،ثم أمر هتلر بترحيل الغجر إلى (اوسشفيتز)،ولكنه لم يسمح بقتلهم إلا في عام 1944م،حيث قتل العديد منهم في المعسكرات الأخرى بسبب الجوع والمرض والتعذيب،وبسبب استخدامهم كمادة للتجارب،وفي نهاية الحرب العالمية الثانية مات خمسة عشرألف غجري من أصل عشرين ألفاً كانوا يعيشون في ألمانيا،ومثلت هذه الحادثة أقسى عمليات إبادة عرقية في تلك الفترة التي لن ينساها العالم
المعتقدات والتقاليد
من معتقدات الغجر أن الإنسان خلق من أصول ثلاثة،وأن أجداد البشرية ثلاثة رجال أحدهم أسود وهو جد الأفارقة،والآخر أبيض وهو جد الأوروبيين وأمثالهم من البيض، والأخير هو جد الغجر،وان هذا الجد يسمى (كين)،وقد قتل شقيقه وعوقب من الله بأن جعله هائما في الأرض هو وذريته من بعده.
هناك رواية أخرى تقول إن سبب الشتات في الأرض والتنقل هوأن الجد الغجري قد أسرف في الخمر وثمل ولم يستطع الدفاع عن المسيح،ورواية أخرى تقول إن الجد الغجري قد صنع المسمارفي الصليب الذي أراد أعداء المسيح صلبه عليه.كل هذا الأشياء تعطي الانطباع بأن الغجردائما يقفون في صف مناقض للمسيحيين،وقد تبدو هذه المواقف أحد مبررات الكراهية ضدالغجرمن قبل الأوروبيين.
مهن متوارثة
كان الغجر يمتهنون التقاط الطعام والصيد إضافة إلى خبرتهم في الحيوانات والمعرفة التقليدية بطب الأعشاب.في السابق كان يمكن تمييز الغجرسهلاً بسبب أنماط لبسهم الغريبة،ولغتهم الخاصة،فقد كان النساء يلبسن الملابس الفضفاضة المزركشة،ويتخذن زينة من الحلي المختلفة بشكل كثيف ولافت،ويضعن على آذانهن حلقات كبيرة من الفضة تنعكس عليها أشعة الشمس مكونة بريقا يضفي على الغجرية مسحة جمالية خاصة،مع تزيين الوجه وإسبال الشعرالأسود على جانبيه،أما الرجال فيلبسون الملابس المبهرجة متعددة الألوان إضافة إلى وضع لفافة حول الرقبة.
خيمة وعربة وحصان
كان الغجر في الماضي يستخدمون العربات التي تجرها الخيول والبغال والحمير،ولكن تحت وطأة الضغوط الاقتصادية واكتشاف المحركات التي تعمل بواسطة البترول تركوا مركباتهم تلك،فقط 6% من الغجرالآن يعيشون على العربات من النمط القديم،غالبا ما يعيش الغجر في الخيام،أوعلى ظهورعرباتهم (ربما أصبح ذلك من الماضي)،ومن عاداتهم تزيينها برسومات مختلفة، ولتلك المناسبة أسطورة تحكي أن أحد الغجرقد هام حبا بفتاة،وعند زواجه بها طلبت منه أن يزين لها بيت الزوجية،وقد استجاب الفتى لذلك، ووضع كل ما أمكنه من تصميمات فنية في تلك العربة،وتمضي القصة لتحكي أن الغجرية أصيبت بداءعضال سبب وفاتها،الأمر الذي أحزن الفتى الغجري كثيرا،ثم قام برسم وجهين في عربته،الوجه الأول لرجل داكن البشرة يمثله هو والآخر لفتاة ذات شعر أحمر تمثل عروسه،وسار الناس على العادة وصاروا يزينون عرباتهم بنفس الطريقة، ويخصص الغجري ربع مساحة العربة لزوجته مع إحداث فتحة في الأعلى للتمكن من إشعال النار بداخلها.
يتزوج الغجري بالغجرية في سن مبكرة جدا وذلك الزواج يتبع التقاليد الغجرية بصرامة من حيث طريقة الاحتفال،ففي البدء يعطي الغجري البنت التي يختارها للزواج لفافة عنقه،وإذا ما ارتدت البنت تلك اللفافة فهذايعني أنها قبلت الزواج به وإلا فلا،والطلاق نادر الحدوث بين الغجر.وهناك عادة قفزالزوجين للمكنسة،وعادة أخرى غريبة للزواج، وهي أن يتصافح الزوجان ثم تكسر قطعة من الخبز وتسكب عليهاقطرات من الدم من إبهاميهما،ثم يأكل كل واحد منهما القطعة التي فيها دم الآخر،ثم يكسرما تبقى من قطعة الرغيف على رؤوسهما،وبعدها يغادران مكان الاحتفال،ولايحضران إلافي اليوم التالي للمشاركة في الغناء والرقص وبذلك يتم الزواج.
عادات الولادة
تعتبر المرأة الحامل عند الغجرغير طاهرة،وبالتالي تعزل في خيمة منفصلة بعيدة عن العربة،وعند قدوم ميقات وضع الطفل تذهب الأم المرتقبة بعيدا بمفردها إلى شجرة حيث تضع مولودها هناك،أو تضع مولودها في خيمة أخرى،وتستمر فترة العزل للمرأة بعد الولادة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين،بعدها تمارس حياتها العادية اليومية بصورة طبيعية، ولايلمس والد الطفل ولده إلا بعد أن يتم تعميده (حسب التقاليد المسيحية).الآن تغير هذا الوضع وأصبح بمقدورالغجرية أن تذهب للمستشفى لإجراء عملية الولادة،ويستطيع الزوج أن يزور زوجته وهو في كامل أناقته.
عادات الوفاة
تعتبر عادات الوفاة من أكثر العادات القديمة التي دامت عند الغجر،وأيضا تلعب العربة دوراظاهرافي تلك العادات،فبعد وفاة أحد الغجر تحرق عربته وفي الأوقات العصيبة يقومون ببناء خيمة وتدميرهاعوضا عن إحراق العربة قبل دفن الغجري المتوفى لا يتناول الغجرالطعام ولاالشراب،ويقوم ثلاثة من الغجر بحراسة المتوفى من الأرواح الشريرة،وقداستمرت هذه العادات حتى عام 1915م،وعادة مايكون الكفن واسعاً لاحتواء ممتلكات المتوفى إلى جانبه،ويقومون بإلباسه احسن الأزياء لديه،أماالمرأة فتدفن معها جميع ممتلكاتها الثمينة،إلافي حالة أن يكون لديهابنات من دم غجري خالص،عندها يرثن تلك الممتلكات.
الغجر والعشق
قصص العشق عند الغجر نارية وأشبه بالخيال.فلسفة العشق لديهم وحدة جسدية وروحية بين المعشوقين.فكل فتاة وشاب يدمي يديه ويمزج دمه بدم الآخر
ولكن لايسمح للغجرية بالعشق من خارج محيطهافهي مراقبة على مدارالساعة,وإذا عشقت من خارج محيطها فلا يسمح لها بممارسة الجنس مع معشوقها أومرافقته إلابعد مساومات وعقد صفقة بمبالغ طائلة لأن العشق لديهم بالنسبة للرجل كارثة اقتصادية خصوصا إذاكانت العاشقة المرأة الشغالة في ميدان الرقص أوالبغاء ولماعرف من تضحية في سبيل معشوقها,فهي تبذل في سبيله الغالي والنفيس وقد تحول إليه ماتحصل عليه من نقودلكي يتمكن من دفع النقود إلى زوجها أوللمرأةالمراقبة حتى يتمكنا من ممارسة الجنس أوالفوز بلحظات سمر.وإذا ما اكتشفت تلك العلاقة فإنها تلاقى شتى صنوف العذاب.أما إذا هربت معه فإنهم يبحثون عنها في كل مكان دون ملل ولفترات طويلة ولا يهدأ لهم بال حتى يعثرون عليها ويرجعونها إلى حضيرتهم لتلاقي عقابهاحسب قوانينهم.ومنها وضعها في خيمةمنعزلة بعيداعن التجمع وتسمى (الصاروخ), ليمارس معها الجنس أكثرمن شخص,وبعدها يتزوجها أي شخص من العشيرة الغجرية قليل الحظ لتكون رادعا لغيرها ويستخدمها زوجهابالطريقة التي يرغب فيها
إذا عشق غجري من عشيرةغجرية أخرى وتزوجها أوسرقها دون علم أهلها ويسمى حين ذاك(الجودر)يؤدي ذلك إلى نشوب حرب بين العشيرتين ويؤخذ من الحشم غرامة كبيرة قد تصل إلى مصادرة زوجته أو أخته.المرأة عند الغجركل أيامها تضحية وعطاءولا ينظرإليها أكثرمن انها موردا اقتصاديافلذلك تخضع للرقابةالشديدة ولسلطة الرجل.المطلقة وإذا تطلقت منه عليها أن تترك أطفالها ويحق للزوج إرجاعهاإلى بيت أبيها واسترجاع المهر الذي دفعه