الغابات الاستوائية المطيرة
الغابات الاستوائية المطيرة
تنمو في أوغندا وفي مناطق حارة ورطبة أخرى. ومعظم الأشجار عريضة الأوراق
تكون دائمة الخضرة، وعلى الرغم من تشابه الأشجار إلا أنها تنتمي إلى عدة
أنواع مختلفة.
تنمو غابات عريضة الأوراق ورائعة في المناطق الاستوائية ذات المناخ
الحار الدائم والأمطار التي تسقط بانتظام في جميع أشهر العام. وتتشابه
كثير من الأشجار في هذه الغابات الاستوائية، وهي أشجار عالية، ويصل ارتفاع
الكثير منها إلى أكثر من 45 م، أوراقها جلدية خضراء داكنة. ومعظم الأشجار
دائمة الخضرة، لأنها تستقبل أمطارا طوال العام، ولذا قد تتشابه الأشجار،
لكنها تنتمي لأنواع عديدة. وتنمو أنواع نخيل كثيرة بين الأشجار العريضة
الأوراق في الغابات الاستوائية.
وتوجد أكبر الغابات الاستوائية في كل من أمريكا الجنوبية، وأمريكا
الوسطى، ووسط إفريقيا، وجنوب شرقي آسيا. تتعرض الغابات الاستوائية في كثير
من الأقطار في هذه المناطق إلى عمليات إبادة من أجل سد متطلبات العالم من
الأخشاب، ولتهيئة الأرض للزراعة والتعمير. كانت الغابات الاستوائية في
نهاية الثمانينيات من القرن العشرين تغطي مساحة تقدر بـ 10,000,000كم²
تقريبا، يباد منها مايقرب من 100,000كم² كل عام. تسبَّب قطع الأشجار بغرض
التجارة ـ أي قطع الأشجار لبيعها كأخشاب ـ في دمار بيئي كبير، ويتسبب قطع
الأشجار الأكبر حجمًا ـ أيضًا في دمار الأشجار الأصغر حجمًا ـ كما أن
الآلات الثقيلة المستعملة في القطع تتسبَّب في قطع ماتبقى من الغطاء
النباتي.
وكانت الأشجار الاستوائية تُقطَّع لتوفير البدائل لأخشاب المناطق
المعتدلة القيمة مثل الزان والبلوط والجوز. وللأخشاب الصلدة الاستوائية
أيضا خصائص إنشائية وتجميلية تتوفر لدى أشجار المناطق المعتدلة.
تتعامل تجارة الأخشاب مع عدد قليل من أنواع الأشجار الاستوائية.
ففي غابة الأمازون مثلا، يُستعمل 50 نوعا فقط (من عدة آلاف من الأنواع).
وفي إفريقيا توفر 10% فقط من الأنواع المتاحة 70% من جملة صادرات الأخشاب.
أما جنوب شرقي آسيا فصادراتها من تجارة الأخشاب تركز على 12 نوعا من
الأشجار. وتعتمد الجابون، أحد أقطار غربي إفريقيا في 90% من صادراتها على
نوع واحد من الأشجار هو الأُكومي.
تهدد عملية قطع أشجار الأخشاب الصلدة، بانقراض بعض الأنواع.
والأنواع المعرَّضة لهذا الخطر أنواع مألوفة من الأخشاب الصلدة الاستوائية
القيّمة مثل التيك وبدائل التيك وبدائل الزان والماهوجني والأخشاب
الاستوائية الحمراء الأخرى.
ويعتبر التيك أحد أفضل الأشجار الاستوائية المعروفة وأعلاها قيمة؛
فهو مع قوته ومتانته التي تعادل قيمة ومتانة البلوط، فإنه يمكن أن يُشكَّل
بسهولة، وقد استُعمل عبر القرون لبناء السفن والقوارب. وتزداد ندرة التيك
هذه الأيام، في مواطن انتشاره الطبيعي، وهي غابات مناطق الرياح الموسمية
بجنوب شرقي آسيا، ولكنه يزرع الآن في مزارع تجارية.
لقد أدت ندرة التيك وارتفاع أسعاره إلى استعمال أخشاب أخرى ذات
خصائص مشابهة للتيك، ويعتبر البديل الأول للتيك الأفرورموزيا، الذي ينمو
في غربي ووسط إفريقيا. وبعد 40عاما من تصديرها أصبحت هذه الشجرة القيِّمة
مهددة بالانقراض. يُعد الأفرورموزيا نوعًا بطيءَ النمو على النقيض من شجر
التيك.
بـيع نوع آيروكو الذي يتميز بنعومة التعرق والخشب الثقيل في
الأسواق العالمية لسنوات عديدة تحت اسم تيك غربي إفريقيا، وهو الآن من
الأنواع النادرة. وبمعدلات القطع الحالية يتوقع أن تنقرض شجرة آيروكو
بنهاية القرن العشرين.
وهناك نوع آخر من الأخشاب التجميلية، وهو تيك بورنيو وهو عبارة عن
خشب بني محمر داكن، يستعمل في كل من صناعة الأثاث وأطُر النوافذ، وأرضيات
الأماكن المزخرفة (الباركيه). وقد تم استنزاف معظم غابات تيك بورنيو
الطبيعية ماعدا ما وُجد منها في كل من إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة.
اتجه تجار الأخشاب للمناطق الاستوائية بحثا عن بدائل الزان
الأوروبي. وقد تسبب ذلك في انخفاض أعداد الأنواع الشائعة مثل أوبيكي غربي
إفريقيا و رامن الإندونيسي. وقد منعت نيجيريا تصدير الأوبيكي في عام
1975م.
ويُعد الماهوجني الكوبي من الهبات الأصيلة للعالم الجديد، أو
الماهوجني ذو الورقة الصغيرة. وقد عُرف كنوع جيد من الخشب بوساطة الغزاة
الفاتحين، وقد بنيت سفن الأسطول الأسباني الضخمة من هذا الخشب المتين، ضيق
التعرق. ويتسبب اختلاف ظروف النمو في اختلاف الألوان في الخشب، ولكن كل
الماهوجني ـ تقريبا ـ يميل للون البني المحـمر الداكن مع بريق أصــفر.
وبالإضــافة إلى جماله فالماهوجني سهل التشكيل والإعداد ويقاوم التشقق
والالتواء بعد تشكيله وإعداده.
تتعرض كل أنواع الماهوجني الآن إلى التهديد بالانقراض؛ لقد أُبيد
كل الماهوجني الصغير الورقة، الذي ينمو في حالة طبيعية تقريبا. وقد
استخدمت حكومة البرازيل حراسًا مسلحين لمنع إزالة كتل الماهوجني من مناطق
الهنود.
يميل تجار الأخشاب إلى تسمية كثير من الأخشاب المدارية الحمراء
بالماهوجني، على الرغم من أنها ليست بالماهوجني الحقيقي، وهي بصورة عامة
هشة أكثر من أنواع الماهوجني الحقيقي. ويطلق على أنواع الدبتروكارب التي
تمثل غالبية صادرات جنوب شرقي آسيا عدة أسماء محلية. وقد تسمى الأخشاب
نفسها أو أخشاب مشابهة بالماهوجني الفلبيني أو لَوَان في الفلبين، بينما
يُطلق عليها سرايا في إندونيسيا و مَارَنْتي في غربي ماليزيا.
هناك نوع من الخشب، شبيه بالماهوجني يوجد في غربي إفريقيا. ويسمى
خايا أو الماهوجني الأحمر. ظل يباع في أوروبا منذ أواسط القرن التاسع عشر،
وتشبه أوصاف هذا الخشب أوصاف الماهوجني الحقيقي، ولذا يوجد عليه طلب شديد.
لقد أوقفت غانا تصدير خمسة أنواع من الأخشاب لمنع انقراضها، بينما يظل نوع
أكَاجُو، ـ وهو خشب التصدير الرئيسي بساحل العاج ـ مهددا بالانقراض.