الشاعر
ابن حزم الاندلسي
هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي العدناني العربي الاصيل.
ولد ب(قرطبة )في اليوم الثلاثين من رمضان سنة\ 384 هجرية – السابع من نوفمبر (تشرين الثاني ) سنة\ 994 ميلادية .
عاش حياته الأولى في كنف ابيه و صحبة أخيه أبى بكر، الذي يكبره بخمس سنوات، في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر من بعده. وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جواري القصر الذي كان مقاما في الشارع بجوار النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار الخليفة المنصور بن أبي عامر و كان والد ه يحضى بمكانة عالية لدى المنصور بن أبي عامر حتى جاوره في السكن.
ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من افاضل العائلات بالأندلس في عهد الحكم المستنصر، ونجحت في امتلاك قرية بأسرها (منت ليشم ) ولعل مدى ذكاء هذه الاسرة الذي انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده اثر كبير .
يعتبر أحمد بن سعيد أحد مشاهير هذه الأسرة ومؤسس ملكها بعقله الراجح وخلاله الفاضلة ودهائه الواسع ومعرفته الكثيرة ورجولته الحازمة وعمق ولائه لامرائه وخلفائه من البيت الاموي فلما اصبح المنصور بن ابي عامر خليفة استوزره واعتمد عليه وبلغ من شدة ثقته به أنه كان يستخلفه على المملكة أوقات غيابه عنها، وصير خاتمه في يده .
وكان لأحمد بن سعيد مجلس يحضره العلماء والشعراء، مثل أبى عمر بن حبرون، وخلف بن رضا وكان له باع طويل في الشعر ومشاركة قوية في البلاغة والأدب حتى إنه ليتعجب ممن يلحن في مخاطبة أو يكتب لفظة قلقة في مكاتبة فكان لهذا أثره البالغ على ولده
ابن حزم في تمكنه من اللغة والشعر واهتمامه و حتى أن بلاغته كان
لها من التأثير االبالغ على مجامع القلوب وتنفذ إلى أعماق النفوس في أسلوب سهل ممتنع رقيق يخلو من الاستطرادات ويتسم بطول النفس وجمال النكته وخفة الروح .
سكن ابن حزم وأبوه ( قرطبة ) ونالا فِيهَا حظا واسعا وجاهاً عريضاً فكان أبوه أحمد بن حزم من وزراء الحاجب المنصور بن أبي عامر من أعظم حكام الأندلس، فارتاح باله من كد العيش والسعي وراء الرزق، وتفرغ للدراسة وتحصيل العلوم والفنون، فكتب طوق الحمامة في الخامسة والعشرين من عمره. وقد رزق ذكاءً مفرطًا وذهنًا سيالاً. وقد ورث عن أبيه مكتبة زاخرة بالنفائس والكتب الثمينة و اشتغل هو في شبابه بالوزارة في عهد (المظفر بن المنصور العامري) ثم ما لبث أن أعرض عن الرياسة وتفرغ للعلم وتحصيله.
ثم استوزره المرتضى في (بلنسية) ، ولما هزم المرتضى سنة \ 409 هجرية وقع ابن حزم في الأسر ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة ثم ولي الوزارة لصديقه ( عبد الرحمن ) المستظهر في رمضان سنة \412 هجريه، الا انه لم يبق في وزارته هذه الا شهرا ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها وسجن ابن حزم وثم عفي عنه.
ثم تولى الوزارة أيام هشام المعتد منذ سنة \ 418 هجرية وحتى سنة \422 هجرية.
ابن حزم احد اساطين العربية واساتيذهتا مجتهد مطلق، وإمام حافظ، واديب بارع وكاتب مجيد وشاعر ملهم . ومؤرخ حاذق . اعتمد ابن حزم ما يعرف عادة بالمذهب الظاهري وهو مذهب يرفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو من السنة لتثبيت حكم ما، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى أنه كان صاحب مشروع كامل لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه . وكان يدعو الى التمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، فلا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن. يمكن أن نقلّص من حدّة الخلاف بينه وبين الجمهور حول مفهوم العلة وحجيتها، إذا علمنا أن كثيرًا من الخلاف قد يكون راجعا إلى أسباب لفظية أو اصطلاحية وهو ما أشار إليه ابن حزم بقوله:
يقول ابن حزم :
(والأصل في كل بلاء وعماء وتخليط وفساد، اختلاط الأسماء، ووقوع اسم واحد على معاني كثيرة، فيخبر المخبر بذلك الاسم، وهو يريد أحد المعاني التي تحته فيحمله السامع على غير ذلك المعنى الذي أراد المخبر، فيقع البلاء والإشكال )
.
وقد تعرض في زمن المعتضد بن عباد أمير ( اشبيلية ) للعقوبة جراء صدقه وغزير علمه الواسع ومناظراته للعلماء فاغروا هؤلاء المعتضد حاكم اشبيلية فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده (منت ليشم )من ناحية لبلة فبقي في الاقامة الجبرية حتى وفاته . فتالم كثيرا واثرذلك في نفسيته العالية الطموحة وخاصة حرق كتبه ورسائله الكثيرة في كل علم .
وفي ذلك يقول:
إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يقيم معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغد
وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلاّ فعدو ا بالكتاتيب بدءة
فكم دون ما تبغون لله من ستر
كذاك النصارى يحرقون إذا علت
أكفهم القرآن في مدن الثغر
وكانت هذه الامور كقارعة تقع فوق راس هذا العالم الجليل والاديب البيلغ والشاعر المجيد لتقربه لوفاته. وقد رثى ابن حزم نفسه قبل وفاته بايام قلائل وكأنه يرى ان اجله قد قرب فقال :
كأنك بالزوار لى قد تبادروا
وقيل لهم أودى على بن أحمد
فيارب محزون هناك وضاحك
وكم أدمع تزرى وخد محدد
عفا الله عنى يوم أرحل ظاعنا
عن الأهل محمولا إلى ضيق ملحد
وأترك ما قد كنت مغتبطا به
وألقى الذي آنست منه بمرصد
فواراحتى إن كان زادى مقدما
ويانصبى إن كنت لم أتزود
توفي ابن حزم بمسقط راسه في ارض اهله في قرية ( لبلة ) من نواحي مدينة (ولبة ) الواقعة غربي الاندلس في في 28 شعبان سنة \ 456هـجرية – الخامس عشر من آب ( اوغسطس سنة \ 1064 ميلادية
ابن حزم الشاعر شاعر بليغ متمكن قال الشعر فاجاد وابدع . قال الشعر في اغلب فنونه واخص منها المدح والفخر و الغزل والوصف والحكمة والرثاء ونقد الحياة وكل ما لاحظه وقال رايه فيه .
يقول في الحكمة :
أراك إذا حاولت دنياك ساعيــــا
على أنها باد إليك ازورارهــــــــا
وفي طاعة الرحمن يقعدك الونـــى
وتبدي أناة لا يصح اعتذارهـــــــا
تحاذر إخوانا سنفنى وتنقضـــــي
وتنسى التي فرض عليك حذارهـا
كأني أرى منك التبرم ظاهـــــــرا
مبينا! إذا الأقدا ر حل اضطرارهـا
هناك يقول المرء من لي بأعصـــــر
مضت كان ملكا في يدي خيارهــا
. ومن شعره الغزلي وهو اقرب للحكمة :
كذب المدعي هوى اثنين حتمــــا
مثل ما في الأصول أكذب مــاني
ليس في القلب موضع لحبيـبي
ولا أحدث الأمور بثانـــــــي
فكما العقل واحد ليس يــــــدري
خالقا غير واحد رحمـــــــــــان
فكذا القلب ليس يهـــ ـوى
غير فريد مباعد أو مــــــــــدان
هو في شرعة المودة ذو شـك
بعيد من صحة الإيمــــــــــــان
وكذا الدين واحد مستقيــــــــــم
وكنوز من عنده دينـــــــــــــان
ويقول ايضا:
يعيبونها عندي بشقرة شعرها
فقلت لهم: هذا الذي زانها عندي
يعيبون لون النور والتبر، ضلّة
لرأي جهول في الغواية ممتدّ!
وهل عاب لون النرجس الغضّ عائبٌ
ولون النجوم الزاهرات على البعد؟
وأبعدُ خلق الله من كل حكمة
مفضّلُ جرمٍ فاحمِ اللون مُسودّ
به وصفت ألوان أهل جهنم
ولبسة باكٍ مثكل الأهل محتدّ
ومذ لاحت الرايات سوداً تيقّنت
نفوس الورى أن لا سبيل إلى الرشد
وقال الحميدي عنه :
(ما رأينا مثله مما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه قال أنشدني لنفسه:
لئن أصبحت متحلا بجسمي
فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى
له سأل العاينة الكليم )
ويقول فيه ايضا :
(وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه وشعره كثير، ومنها في الاعتذار عن المدح لنفسه :
ولكن لي في يوسف خير أسوة
وليس على من اتسى بالنبي ذنب
يقـول وقـال الحـق والصدق إننـي
حفيظ عليم ما على صادق عتـب
وقال ايضا :
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا
وما يغني المشوق وقوف ساعه
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع
إذا ما شتت البين اجتماعه
وقال ابن العماد الحنبلي فيه :
( كان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسؤدد والرياسة والثروة وكثرة الكتب )
ومن اقوال ابن حزم :
(إذا حضرتَ مجلسَ علمٍ فلا يكن حضورُكَ إلا حضور مُستزيد علمًا وأجرًا، لا حضور مُستغنٍ بما عندكَ، طالبًا عثرة تشيّعها أو غريبة تشنِّعها؛ فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلمِ أبدا.
بابٌ عظيمٌ من أبواب العقل والرَّاحة؛ وهو اطِّراحُ المبالاة بكلام النَّاس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عزَّ وجلَّ بل هذا بابُ العقل كلِّه والرَّاحة كلِّها.
من قدّر أنه يسلم من طعن الناس، وعيبهم فهو مجنون .
لا آفة على العلوم وأهلها أضرُّ من الدُّخلاء فيها وهم مِن غير أهلها فإنّهم يجهلون ويظنُّون أنهم يعلمون، ويُفسدون ويقدرون أنهم يصلحون
لا تحقر شيءًا مِن عمَل غدٍ أن تحقّقه بأنْ تعجله اليوم وإن قَلّ؛ فإنّ من قليل الأعمال يجتمع كثيرها وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل، ولا تحقر شيءًا مما ترجو به تثقيل ميزانكَ يوم البعث أن تعجله الآن وإن قَلّ؛ فإنه يحطُّ عنكَ كثيرًا لو اجتمع لقذف بكَ في النار.
من ساوى بين عدوه وصديقه في التقريب والرفعة لم يزد على أن زهد الناس في مودته، وسهل عليهم عداوته، ولم يزد على استخفاف عدوه له، وتمكينه من مقاتله، وإفساد صديقه على نفسه، وإلحاقه بجمله أعدائه.
اما مؤلفاته وكتبه فكثيرة وفي كل علم في الدين والفلسفة واللغة والادب والشعر ومنها :
- الفصل في الملل والنحل .
- المحلى .
- طوق الحمامة .
- الإحكام في أصول الأحكام .
- مداواة النفوس .
-التلخيص لوجوه التخليص .
-الرسالة الباهرة .
- ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل .
- الإيصال إلى فهم كتاب الخصال.
-الخصال الحافظ لجمل شرائع الإسلام.
- ما انفرد به مالك وأبو حنيفة والشافعي.
- اختلاف الفقهاء الخمسة مالك وأبي حنيفة والشافعي ، وأحمد ، وداود.
- التصفح في الفقه.
-الإملاء في شرح الموطأ.
- در القواعد في فقه الظاهرية.
- الإجماع.
- الرسالة البلقاء في الرد على عبد الحق بن محمد الصقلي.
- الرد على من اعترض على الفصل.
- اليقين في نقض تمويه المعتذرين عن إبليس وسائر المشركين.
- الرد على ابن زكريا الرازي.
- الرد على من كفر المتأولين من المسلمين.
- مختصر في علل الحديث
- التقريب لحد المنطق بالألفاظ العامية.
- الاستجلاب.
- نسب البربر.
- نقط العروس.
واختم بحثي بهذه القصيدة من شعره :
لَم أشكُ صَدَّا وَلَم أذعَر بِهُجرَان
وَلاَ شَعُرتُ مَدَى دَهري بِسُلوَانِ
أسمَاءُ لَم أدر مَعنَاهَا وَلا خَطَرَت
يَوماً عَلَيَّ وَلاَ جَالَت بِمَيدانِي
لَكِنَّمَا دَائِيَ الأدوَى الذي غَضبَت
عَلَىَّ أروَاحُهُ قِدماً فَأعيَانِي
تَفَرَّقَ لَم تَزَل تَسري طَوَارقُهُ
إلَيَّ بِجَامِع أحبَابِي وَخِلاَّنِي
كَأنَّمَا البَينُ بِي يَأتَمُّ حَيثُ رَأى
لِي مَذهَباً فَهوَ يَبلُونِي وَيَغشَانِي
قَد كُنتُ أحسِبُ عِندَيَ النَّوَى جَلِداً
إذَا عَنَى فِي بَوَادي شَجوهَا العَانِي
فَقَابَلَتنِي بِألوَانٍ غَدَوتُ بِهَا
مُقَابَلاً مِن صَبَابَاتِي بِألوَانِ
بِالله أنسَى أخاً لِي قَد لَهِجتُ بِه
نَفسِي تُحَدّثُنِي أن لَيسَ يَنسَانِي
فَإن يَكُن فِيه ظَنِّي صَادقاً فَلَقَد
عَهِدتُّ ظَنِّي قَديماً غَيرَ خَوَّانِ
هَذَا عَلَى قِسمَة الأيَّام لَيسَ عَلَى
أنِّي أخَافُ عَلَيه طَبعَ نِسيَانِ
قَد كُنتُ ألقَى زَمَانِي مِنهُ مُدَرّعاً
عَلَى تَغَوُّل أيَّامِي وَأزمَانِي
درعاً يَقُولُ الرَّدَى مِن أجلِهَا حَذَراً
ما شأنُكَ اليَومَ يا هَذَا وَمَا شَانِي
فَالآنَ أظلَمَت الدُّنيَا لِغَيبَتِه
فَأللَّيلُ عِندي وَغَيرُ اللَّيل سِيَانِ
وَحُقَّ لِي ذَاكَ إذ فِي كُلّ شَارقَةٍ
كَانَت تَلُوحُ لِعَينِي مِنهُ شَمسَانِ
فَالآنَ أعدَمَنِي أضوَاهُمَا قَدَرٌ
تَجرِي بِأحكَامِهِ فِينَا الجَدِيدَانِ
لَكِنَّني قَائِلٌ قَولاً يُحَقِّقُهُ
كُلُّ البَرِيَّةِ عَن نُورٍ وَبُرهَانِ
عَجِبتُ مِنِّي إذَا أشكُو تَوَحُّشَهُ
وَأَسفَحَ الدَّمعُ سَحَّا غَيرَ ضِنَانِ
وَوَجَهُهُ نُصبَ عَينِي مَا يُفَارِقُنِي
وَطَيفُهُ مُؤنِسِي فِي نِصفِهِ الثَّانِي
وَمُهجَتِي عِندَهُ وَالقَلبُ مَسكَنُهُ
هَذَا وَجَدّكَ عَينُ الحَاضِر الدَّانِي
وَشَخصُهُ مَاثِلٌ فِي نَاظِرِي أبَداً
وَفِي ضَمِيرِي إذَا مَا نِمنَ أجفَانِي
أدعُوهُ دَعوَةَ مُرتَاحٍ لِرُؤيَتِهِ
حَسبَ ارتِيَاحِي لَهُ إذ كَانَ يَلقَانِي
يَا عُذرَ دَهرِيَ مِن مَاضِي إسَاءَتِهِ
وَمِن تَسَاوِي وَلِيِّي فِيهِ وَالشَّانِي
كِلاَهُمَا حَاسِدٌ لِي مِن أخُوَّتِهِ
عَلَى غَلاَ الدَّهرِ مَوصُولاً بِرُضوَانِ
قَد كَانَ مِنكَ فُؤَادِي حَاسِداً بَصَرِي
وَالآنَ يَحسُدُ فِيكَ القَلبَ عَينَانِ
حَتَّى لَقَد صَارَ دَهرِي فِيكَ يَحسُدُنِي
فَبَانَ عَنِّيَ مَغلُوباً وَأنآنِيِ
عَذِرتُ فِيكَ لَعَمرِي كُلَّ ذِي حَسَدٍ
مَن لَيسَ يُحسَدُ فِي دُنيَا سُلَيمانِ
وَحُقَّ لي عُذرُهُم إذ صِرتُ أعرِفُ مِق
دَارَ الذِي مِنكَ كَانَ اللهُ أولاَنِي
لَقَد حَبَانِيَ حَظَّا مِن إخَائِكَ لاَ
يُجزَى بِسِترٍ وَلاَ يُلقَى بِكُفرَانِ
لَو كانت الأرضُ لِي حاشَاهُ مَا غَنِيَت
رُوحِي وَإنِّي بِهِ عَن غَيرِهِ غانِي
شَخصٌ نَفِيسٌ خَطِيرٌ لَو بَدَلتُ بِهِ
نَفسِي أخَذتُ الذِي يَبقَى علَى الفَانِي
ذَاكَ الذِي لَستُ أدرِي مَا أقَابِلُهُ
بِهِ مِنَ الشَكّ فِي سِرّي وَإعلاَنِي
وَاسلَم وَدُم لِيَ فِي عِزّ وَفِي دَعَةٍ
مَالاَحَ فِي اللُّجَّةِ الخَضرَاءِ نَجمَانِ