مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل ( 46 ) يتبع
ينقسم إلى ثلاث مراحل:-
المرحلة الأولى:-
مرحلة العلوم فيها يدرسون الهندسة والفسيولوجيا والفلك (هذه الدراسة لتنمية ملكات الاستدلال والملاحظة والنظام).
المرحلة الثانية:-
دراسة الفلسفة وأقوال الفلاسفة وتفسيرها.
المرحلة الثالثة:-
مرحلة دراسة العلوم اللاهوتية وكان المنهج الجدلي هو المنهج المتبع في دراسة اللاهوت. هكذا كان لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية أهمية خاصة حتى أن الإمبراطور ثيؤدسيوس قال مرة "أن الذي يهرب من هذه المدرسة يعد كافرًا"!
----------------------------------------------
مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي:-
كان عمل المدرسة الرئيسي هو شرح كلمة الله بطريقة روحية وإعلان ما تحمله من أعماق داخلية وراء الرموز.
و كانت مدرسة الإسكندرية التعليمية أشهر معهد في العالم المسيحي الأول وكان اهتمامًا مُنصبًا على دراسة الكتاب المقدس وقد ارتبط اسمها بالتفسير الكتابي.
--------------------------------------------------
دور المدرسة في حياة الكنيسة وآثارها على طلبتها وخريجيها وأساتذتها:-
كانت المدرسة جزءًا لا يتجزأ من الحياة الكنسية وقدمت ضوءًا على أهمية العلم والتعليم بوجه عام كما خلقت قادة في الفكر وفي العمل الكنسي الرعوي على المستوى المحلي والمسكوني.
1- اهتمام المدرسة بالفلسفة اليونانية تنزع عنها أي نظرة ضيقة نحو المسيحية كتراث إقليمي يرتبط بجماعة محلية وثقافية خاصة وبهذا ربحت الكنيسة نفوس كثيرة للسيد المسيح من عينات مختلفة على كافة المستويات الفلسفية والفكرية ووصف "شان" قدرة المدرسة على الكرازة بين الفئات المتباينة خلال اتساع نظريتها قائلًا "كانت من جهة حصنًا للكنيسة ضد الأشرار... ومن جهة أخرى كانت جسر للعبور من العالم إلى الكنيسة".
2- هذا الاتجاه جعل من أساتذة المدرسة رجالًا مسكونيين (أمثال إكليمنضس واريجانوس) وفي القرون التالية حمل رجالها أمثال القديس أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير مسئوليات كنيسة على مستوى مسكوني وجاء من تلامذتها قادة فكر مسيحي أمثال القديس غريغوريوس أسقف نيصص الذي يفتخر دومًا بمعلمه القبطي العلامة أوريجانوس.
3- استطاعت المدرسة أن تروى ظمأ المسيحيين بالإسكندرية نحو المعرفة الدينية وتحثهم على الدراسة والبحث وبهذا ساهمت في إنشاء أول نظام للدراسات اللاهوتية في العالم وكانت بحق مهد اللاهوت المسيحي منها خرج رجال قادرون على الرد على أمثال اكليمنضس وأوريجانوس والدفاع ضد الأريوسية مثل القديس أثناسيوس وضد نسطور مثل القديس كيرلس الكبير.
4- قيام هذه المدرسة أعطى إمكانية للحصول على التعليم الذي تقدمه المدرسة الوثنية العظمي لكن بواسطة معلمين مسيحيين.