حكايات أهل الفن .. حقائق قد لا تعرفها عن شخصيات عربيّة الشهيرة ( 2 )
محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي
علاقة أثمرت عن أغنيات من أعظم ما قُدِّم بتاريخ الموسيقى العربية غير أن البداية التي حظى بها الاثنان معًا كانت غريبة للغاية ولا تُبشِّر بالارتباط القوي الذي حدث بينهما بعد ذلك!
الحكاية كالتالي: بعد مجهودات ووسائط وافقت عائلة عبد الوهاب أخيرًا على تركه يُغنّي فالتحق بفرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي مقابل 3 جنيهات شهريًا، وفي أحد العروض حضر الشاعر أحمد شوقي وما أن سمع عبد الوهاب حتى توجه إلى حكمدار القاهرة يُطالبه بمنع عبد الوهاب من الغناء بسبب صغر سنه، ولكن لأن ما مِن قانون يوافق على ذلك توجه أحمد شوقي للفرقة وأخذ تَعَهُّد عليهم بعدم سماحهم لعبد الوهاب بالعمل معهم.
في 1924 أُقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية أحياه عبد الوهاب وكان أحمد شوقي من الحضور فطلب مقابلة عبد الوهاب بعد نهاية الحَفل والذي لم يكن نَسي ما فعله شوقي من قبل فعاتبه ليكتشف أنه ما فعل ذلك إلا خوفًا على صوته وصحته.
منذ ذلك اليوم تبناه أحمد شوقي ليقضي معه عبد الوهاب 7 سنوات اعتبرها من أهم مراحل حياته الفنية لما كان لشوقي من فضل كبير عليه حيث قام بتعليمه طريقة الكلام والأكل والشرب كما أحضر له مُعلمًا للغة الفرنسية وكذلك كان هو من قدمه لرجال الصحافة مثل طه حسين والعقاد ورجال السياسة مثل أحمد ماهر وسعد زغلول. وقد لحن عبد الوهاب العديد من قصائد أحمد شوقي مثل: دمشق، النيل نجاشى، مضناك جفاه مرقده.
************************************************
كوكب الشرق أم كلثوم
هرم مصر الرابع وصاحبة الصوت الذي لم ولن يتكرر والتي لم يقتصر دورها الفني على أغنياتها الخالدة، كما لم تكُن الأغاني الوطنية هي الطريقة الوحيدة التي عبرت بها عن حُبها لوطنها مصر.
لعبت أم كلثوم دورًا هامًا ومؤثرًا بعد نكسة 67 رافعًة شعار الفن من أجل المجهود الحربي فبذلت قصارى جهدها في توفير السلاح للجيش المصري كما قدمت العديد من الأغنيات الوطنية لإزالة مرارة الهزيمة من حناجر المصريين وكذلك صممت على إحياء حفلات للجنود علي جبهة القتال.
كان ذلك هو دعمها المعنوي أما عن الدعم المادي فقد تبرعت بمجوهراتها، كما قدمت العديد من الحفلات بهدف الدعم والتي بدأت بدمنهور ليحضر 3500 فرد ويتم جمع مبلغ 39,000 جنيه بالإضافة إلي بعض الشيكات والذهب الذي تبرع به أهل البحيرة ليصل المبلغ إلى 80,000 جنيه.
أقامت بعدها حفل بالإسكندرية بلغ إيراده 100,000 جنيه، وهكذا استمرت حفلات الدعم فذهبت أم كلثوم للمنصورة وطنطا ثم باريس والتي بلغت حصيلة حفلاتها وحدها 212,000 جنيه إسترليني. واكتملت المسيرة بحفلات قُدمت بالوطن العربي بمختلف أقطاره لينتهي عام 1967 بأم كلثوم وقد جمعت ما يقرب من 3 مليون دولار لدعم المجهود الحربي.