تشافي هيرنانديز
على غرار الكثير من نجوم كرة القدم العالمية يقترب لاعب برشلونة الإسباني تشافي هيرنانديز من الانتقال إلى فريق السد القطري. فما هو السر، الذي يدفع نجوم كرة القدم الكبار إلى إنهاء مشوارهم الكروي في دول الخليج؟
لا يمكن الحديث عن فريق برشلونة لكرة القدم دون أن يتبادر إلى الذهن صانع الألعاب تشافي هيرنانديز (35 عاما)، الذي لم يحمل قميص فريق آخر غير قميص الفريق الكاتالوني.
تشافي التحق ببرشلونة منذ أن كان عمره 11عاما ولعب في مختلف الفئات العمرية قبل أن ينضم للفريق الأول عام 1998. كما فاز هذا اللاعب الذي اختير مرارا كأحسن لاعب خط الوسط في العالم بالكثير من الألقاب مع ناديه بدأ من الدوري الإسباني (7 مرات) ودوري أبطال أوروبا (3 مرات) حتى كأس العالم للأندية (مرتين).
لكن يبدو أن لحظة الفراق مع الفريق الأم بدأت تلوح في الأفق. فبالرغم من أن عقد تشافي لا يزال ممتدا حتى 30 يونيو/ حزيران 2016، تحدثت تقارير صحفية عن اقتراب تشافي من اللعب لفريق السد القطري، بل إن صحيفة "آس" الإسبانية ذهبت إلى أن اللاعب الإسباني اتفق مع مسؤولي الفريق القطري على بنود العقد، والذي بموجبه سيلعب بدوري نجوم قطر لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد عاما آخرا، مقابل أجر سنوي يبلغ عشرة ملايين يورو.
وحسب ما أشارت إليه صحيفة "آس" فإن عقد انتقال تشافي لفريق السد يتضمن أيضا إشرافه على تكوين لاعبين ناشئين في أكاديمية التفوق القطري في الدوحة وتحضيرهم لبطولة كأس العالم 2022 التي ستحتضنها قطر.
تشافي على خطى راؤول و جوارديولاتشافي ليس أول لاعب دولي مشهور يتجه لإنهاء مشواره الكروي في دوري نجوم قطر، فقد سبقه إلى ذلك نجوم عالميون آخرون، أبرزهم الألماني شتيفان ايفنبرج، الذي لعب لنادي العربي، والإسباني بيب جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الحالي الذي لعب للأهلي القطري، والأرجنتيني جابريل باتيستوتا (العربي)، والبرازيلي جونينهو برنامبوكانو (الغرافة) وأخيرا معشوق جماهير ريال مدريد ومنتخب الماتدور راؤول جونزاليس، الذي انضم إلى السد القطري عام 2012 قبل أن يغادره هذا الموسم إلى فريق نيويورك كوزموس الأمريكي.
وتعول إدارة السد القطري على تشافي لتعويض الفراغ الذي تركه راؤول في خط وسط ميدان الفريق.
ويشبه الكثيرون مشوار تشافي الكروي بمشوار بيب جوارديولا، فكلاهما يلعب في نفس المركز ولديه نظرة شاملة للملعب ويتميز بالتمريرات الدقيقة، والمحكمة. لذلك يتنبأ المراقبون بأن يعود تشافي بعد إنهاء مسيرته الكروية إلى عالم التدريب عبر بوابة فريقه الأم برشلونة، مثلما فعل جوارديولا، الذي سبق أن لعب لنادي الأهلي القطري بين 2003 و2005 قبل أن يتسلم قيادة الفريق الأول بالنادي الكتالاني في موسم 2008.
لماذا يفضل نجوم كرة القدم العالمية إنهاء مشوارهم في الخليج؟يرى المحلل الكروي الجزائري، المقيم في قطر، عبد العالي اريدير أن الامتيازات المالية التي توفرها الدوريات الخليجية لهؤلاء اللاعبين هي الحافز الأكبر في انتقالهم للعب في تلك الدوريات. "فمع اقتراب انتهاء مشوارهم الكروي يبحث أغلب اللاعبين عن تأمين حياتهم المادية بشكل أفضل."
لكن الخبير الجزائري يؤكد أن هذا الأمر لا يقتصر على دول الخليج وإنما موجود أيضا في الدوري الأمريكي للمحترفين، الذي أنهي فيه عدد كبير من اللاعبين الدوليين مسيرتهم الكروية، وعلى رأسهم أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه.
ويضيف اريدير في مقابلة مع DW عربية أن الأندية الخليجية، وخاصة القطرية، تستفيد بدورها من هؤلاء النجوم من خلال الصورة التي يقدمونها للاعبين المحليين حول الانضباط سواء داخل الملعب أو خارجه.
ويضيف: "لقد تابعت شخصيا مردود راؤول مع نادي السد، كان أداؤه جيدا ولم يكن يتهاون في مساعدة الدفاع كلما ضاعت الكرة كما كان يركض ويسجل مثل لاعب في العشرينيات من العمر."
وحسب الخبير الجزائري المقيم في قطر فإن الأندية القطرية التي يلعب فيها نجوم كبار تنظم زيارات للمدارس، تعرف من خلالها بمسيرات هؤلاء النجوم، الذين يقدمون بدورهم للتلاميذ دروسا في الانضباط والطموح. ليصبح دورهم مزدوجا يجمع بين الدور الفني داخل الملعب والدور التربوي خارجه.
والآن يتبادر إلى الذهن سؤالان هما : هل سينجح تشافي هيرنانديز في تجربته الجديدة في قطر؟ وإذا تم له ذلك، فهل ربما نراه مدربا للمنتخب القطري لكرة القدم في مونديال 2022؟ خصوصا وأن هناك أنباء تفيد بأن المسؤولين عن الكرة في قطر يخططون لإسناد هذه المهمة لتشافي ومواطنه راؤول، الذي يعرف خبايا الكرة القطرية بسبب تواجده في فريق السد في المواسم الماضية.