| تعريف الكبيرة ج 2 | |
|
+8عازف المزمار أفلاطون الشاعر عاشقة الجنة علا المصرى eslam aaa masood جرح في ملامح إنسانه حمد الفارس 12 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمد الفارس عضو متميز
عدد المساهمات : 288 نقاط : 798 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 24/02/2016 العمر : 44
| موضوع: تعريف الكبيرة ج 2 الأحد 08 مايو 2016, 9:51 pm | |
|
26- أن يُتَوعَّدَ بأنْ يختمَ الله على قلبِه: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ". وظاهر هذا - والله أعلم - أنَّه كبيرةٌ، قالَ القاضي عِياض: العقابُ والوعيدُ والطبعُ والختمُ إنما يكونُ على الكبائرِ.
قال العلماء: الختم: التغطية على الشيء والاستيثاق من أن لا يدخله شيء، والختم على القلب: أن لا يفهم شيئا ولا يخرج منه شيء، فلا تعقل القلوب، ولا تعي شيئا. وقيلَ في معنى الخَتْمِ في هذا الحديثِ: إعدامُ اللطفِ وأسبابِ الخيرِ، وقيلَ: هو خَلْقُ الكفرِ في قلوبِهم، قالَ القاضي رحمه الله: وهو قولُ أكثرِ مُتَكلِّمي أهلِ السنةِ، وقيلَ: هو عَلامةٌ جعلَها الله في قلوبِهم لِيَعرفَ بها الملائكةُ الفرقَ بين من يجبُ مدحُه وبين من يجبُ ذمُّه، فالله أعلمُ [31].
27- ما قيل في من الذنوب: "لا تسأل عنه" - أي عن عقوبتِه: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ لاَ تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ..". والظاهر - والله أعلم - أنَّ هذا زجر شديدٌ، وهو دالٌّ على أنَّ هذا الذنبَ من الكبائر.
قالَ العلماءُ: معناه: لا تسألْ عن كيفيةِ عقوبتِهم فهي من الفَظَاعةِ بحيث لا يحتَملُها السَّمعُ.
وقيلَ: لا تهتمَّ بهم ولا تسألْ عنهم فهم أحقَرُ من أن تعتنِيَ بشأنِهم، وتشتَغِلُ بالسؤالِ عنهم. وقيل: لا تسألْ الشفاعةَ فيهم؛ فإنَّهم هالِكون [32].
28- ما قيل فيه أنَّ فاعلَه يُكَلَّفُ يومَ القيامةِ بما لا يستطيعُه: ومن هذا قولُه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ". وهذ- والله أعلم - وعيدٌ ليس باليسير، وتكليفُ العبدِ بما لن يستطِيعَه من التعذيبِ له، وهذا دالٌّ على أنَّ هذا الفعلَ من الكبائرِ.
قال العلماء: أُلزِم بذلك ولا يقدرُ عليه، وليس مقصودُ هذا التكليفِ طلبُ الامتثالِ، وإنَّما مقصوده تعذيبُ المُكَّلف، وإظهارُ عجزِه عمَّا تعاطَاه مبالغةً في توبيخِه، وإظهارُ قبيحِ فعلِه. قال الصنعاني رحمه الله: وهو وعيدٌ شديدٌ [33]. قلت: وفي بعض الروايات الصحيحة أنهم يُعذَّبون حتى يفعلون ما كُلِّفوا به، ولن يستطيعوا فعلَ ذلك.
29- ما قيل فيه أنَّ الله تعالى أو رسولَه صلى الله عليه وسلم خصيمُ من فعله يوم القيامة: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ..". وهذا - والله أعلم - وعيدٌ شديدٌ، وهو دالٌّ على أنَّ هذا الذنبَ من الكبائر.
قال العلماء: الله تعالى خَصمُ كلِّ ظالمٍ، إلّا أنَّه خصَّ الثلاثةَ لِعظَم جُرمِهم. قال ابن التِّين: هو سبحانَه وتعالَى خَصْمٌ لجميعِ الظالمين، إلّا أنَّه أرادَ التَّشديدَ على هؤلاءِ بالتَّصْريحِ [34].
30- أن يُوصَفَ فاعلُ الذنبِ بأنَّه من أشرِّ الناسِ منزلةً عند الله: وهذا كقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا". وهذ الوصفُ - والله أعلم - دالٌّ على أنَّ هذا الفعل من الكبائر.
31- أن يُعاقَبَ فاعلُ الذنب ببعض العقوباتِ في الآخرةِ: ورد في بعضِ الذنوبِ أنَّ فاعلَها يُعاقَبُ يوم القيامةِ ببعض العقوباتِ، هذا والله - أعلم - من الوعيدِ الشديدِ، وهو دالٌّ على أنَّ هذا الذنبَ كبيرةٌ.
فمن ذلك: أنَّ من فرقَّ بين والدةٍ وولدِها في السًّبْي فرَّق الله بينه وبين أحبَّتِه يوم القيامة، ومن كانتْ له زوجتان فلم يعدِلْ بينهما جاءَ يومَ القيامةِ وشِقُّه مائلٌ.
32- أنْ يُتَوعَّدَ فاعلُه بألَّا يدخلَ الجنَّةَ: وهذا كقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ""لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" "، وقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ". قال العظيم آبادي رحمه الله: وهذا تشديدٌ وتهديدٌ. قلت: وقد أنَّ أكثر أهل العلم يقولون في تعريف الكبيرةِ: كل ذنبٍ توعد صاحبه بألا يدخل الجنة.
وقد ذهب عامَّة أهل السنةِ والجماعةِ إلى أنَّ هذه الأحاديثِ التي فيها نفي دخولِ الجنة عمَّن فعلَ هذه الذنوب، وأوَّلوا هذه الأحاديث: 1- فقيلَ: هذا محمولٌ على من يستحلُّ هذا الذنبَ، فهذا كافرٌ لا يدخلُها أصلًا. 2- وقيلَ: لا يدخلُها وقتَ دخولِ الفائزين إذا فُتِّحتْ أبوابُها لهم، بل يُؤخَّرُ، ثم قد يُجَازَى وقد يُعْفَى عنه فيدخلُها أولًا. 3- وقيلَ: لا يدخلُ الجنةِ دونَ مجازاةٍ وعقابٍ [35].
33- أن يعاقب بأن يحرم من الاستمتاع به لو دخل الجنةِ: ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ". قال ابن عبد البر رحمه الله: وهذا وعيدٌ شديدٌ. وقال ابن العربي رحمه الله: استعجلَ ما أُمِرَ بتأخيرِه، ووُعِدَ به؛ فحُرِمَه عند ميقاتِه؛ كالوارثِ؛ فإنَّه إذا قتلَ مورِّثَه يُحرَمُ ميراثَه لاستعجالِه.
قال العلماء: وليس معنى هذا الحديث أنه يُحرَمُ دخولَ الجنةِ، وإنما أوَّلوا هذه الأخبار: 1- فقالَ بعضُهم: يُحرَمُ من ذلك في الجنةِ وإن دخلَها.
2- قيل: إنه ينسَى شهوتَه لهذا الأمرِ؛ لأنَّ الجنةَ فيها كلَّ ما يُشتَهَى، قيلَ: لا يشتَهيه وإن ذكرَه، ويكون هذا نقصُ نعيمٍ في حقِّه تمييزًا بينه وبين من أطاعَ أمرَ ربِّه.
3- وقيلَ: لا يدخلُ الجنةَ جزاءً له وعقوبةً، بل يُعذَّبُ ويُعاقَبُ إن شاءَ الله ذلك، أو يُغفَرُ الله له ذنبُه إنْ شاءَ الله ذلك، ثم بعد ذلك يدخلُ الجنَّةَ إن شاء الله، ولا يُحْرُمُ من شُربِها حينذاك.
4- وقيلَ: إنه يُحبَسُ عن الجنةِ ويُحرَمُها مدةً إذا أرادَ الله عقوبتَه، ويكونُ إمَّا من أصحابِ الأعرافِ وأهلِ البرزخِ، وإمَّا أن يُحرَمَ الجنةَ بالكليَّةِ، فالله أعلم [36].
34- أنْ يكون في الذنب لعنٌ: قال العلماء: اللَّعنُ من اللَّه تَعَالَى: الطرد، والإبعاد عن الخير، ومِن الخَلْقِ: السَّبُّ، والدُّعاءُ [37]، فما كان من الذنوبِ فيه لعنٌ لفاعلِه فإنما ذلك لِعظَمِ هذا الذنب.
وقد قال القاضي عياض رحمه الله [38]: استدلوا لما جاءت به اللعنة أنه من الكبائر. وقد أنَّ أكثر أهل العلم يقولون في تعريف الكبيرةِ: ما كانَ فيه لعنٌ لفاعلِه.
قال ابن حجر رحمه الله [39]: وَالْمُرَادُ بِاللَّعْنِ هُنَا الْعَذَابُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ عَلَى ذَنْبِهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ، وَلَيْسَ هُوَ كَلَعْنِ الْكَافِرِ.
35- أنْ يُتَوعَّدَ فاعلُه بالخسف في الآخرة، أو يُخْسَف به في الدنيا: وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ". وهذا من أشدَّ العقابِ والوعيدِ، فالظاهرُ - والله أعلم - أنَّه يدلُّ على أنَّ هذا الفعلَ كبيرةً.
36- أنْ يُتَوعَّد فاعلُه بالعذاب في قبرِه، أو في الآخرةِ، أو أنْ يدخلَ النارَ: توعُّدُ فاعلَ الذنبِ بدخول النار، أو العذاب فيها، أو العذاب في القبر وعيدٌ شديدٌ، وهو دالٌّ على أنًّ هذا الذنب كبيرةٌ، والله أعلم.
عن سَعِيد بْن جُبَيْرٍ قَالَ: "كُلُّ ذَنْبٍ نَسَبَهُ اللَّهُ إِلَى النَّارِ فَهُوَ مِنَ الْكَبَائِرِ" [40].
وقال ابن حزم رحمه الله [41]: كلّ ما توعد الله عليه بالنار فهو من الكبائر. وقد سبق أنَّ أكثر أهل العلم يقولون في تعريف الكبيرةِ: كل ذنبٍ توعَّد الله فاعلَه بالعذاب في النار.
وقال النووي رحمه الله [42]: كُلّ مَا جَاءَ مِنَ الْوَعِيدِ بِالنَّارِ لِأَصْحَابِ الْكَبَائِرِ غَيْرَ الْكُفْرِ يُقَالُ فِيهَا: هَذَا جَزَاؤُهُ، وَقَدْ يُجَازَى، وَقَدْ يُعْفَى عَنْهُ، ثُمَّ إِنْ جُوزِيَ وَأُدْخِلَ النار فلا يخلد فيها، بلْ لابُدَّ مِنْ خُرُوجِهِ مِنْهَا بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَحْمَتِهِ، وَلَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مَاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ.
37- إلحاقُ الذنبِ بذنبٍ كبيرٍ: ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ". والظاهر لي - والله أعلم - أنَّ هذا علامةٌ على كون هذا الذنب كبيرةٌ.
| |
|
| |
جرح في ملامح إنسانه [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1290 نقاط : 1465 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 03/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الأحد 08 مايو 2016, 10:08 pm | |
| جميل جدا كل اللى بتقدموه روعة تسلموا يارب ومانتحرم من ابداعك
| |
|
| |
masood [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 922 نقاط : 1081 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 13/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الإثنين 09 مايو 2016, 5:58 am | |
| شكرااااااااا عالمجهود الرائع تحياتى وودى | |
|
| |
eslam aaa عضو متميز
عدد المساهمات : 1207 نقاط : 1346 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/07/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الإثنين 09 مايو 2016, 6:05 am | |
| مجهود رائع لحصرتك يسلم زوئك واختيارك
| |
|
| |
علا المصرى الـمـؤ سس
عدد المساهمات : 22760 نقاط : 30252 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 15/12/2013
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الإثنين 09 مايو 2016, 1:32 pm | |
| جزاكِم الله كل خير عالأنتقاء الرائع دمتم بهذا التألق الدائم | |
|
| |
عاشقة الجنة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 3226 نقاط : 3793 المزاج : السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/10/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الإثنين 09 مايو 2016, 3:20 pm | |
| شكرا على الموضوع القيم و الطرح الرائع الجميل و بارك الله فيكم و فى مشاركتكم القيمة فى انتظار جديدكم المميز | |
|
| |
أفلاطون الشاعر [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1740 نقاط : 2060 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 06/08/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الثلاثاء 10 مايو 2016, 7:35 am | |
| شكراااااااااا عالموضوع والاختيار الجميل | |
|
| |
عازف المزمار عضو متميز
عدد المساهمات : 3630 نقاط : 4222 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 07/09/2015 العمر : 41
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الثلاثاء 10 مايو 2016, 7:49 am | |
| تسلم ايدك ع الابداع فى انتظار كل جديد ورائع دومت متميز مع الشكر | |
|
| |
5alek fakrny عضو متميز
عدد المساهمات : 980 نقاط : 1084 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 04/06/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الأربعاء 11 مايو 2016, 5:11 pm | |
| شكراااااااااا عالموضوع والاختيار الجميل | |
|
| |
شهووودة [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1308 نقاط : 1555 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 21/07/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الأربعاء 11 مايو 2016, 7:17 pm | |
| اجد الابداع والتواصل الجميل في اختياركم الراقي لكم مني باقات من الورود | |
|
| |
Dr.Lina [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 1345 نقاط : 1587 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/06/2014
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الأربعاء 11 مايو 2016, 7:28 pm | |
| أبداع بكل معنى الكلمة احترامي وورودى | |
|
| |
شهد الملكة [ عضو ذهبى ]
عدد المساهمات : 3995 نقاط : 4491 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 23/03/2015
| موضوع: رد: تعريف الكبيرة ج 2 الخميس 12 مايو 2016, 3:00 pm | |
| ينحني الشكر امام كلماتك وموضوعك الراااائع لكم كل الشكر.. دمتم بهذا الابداااع | |
|
| |
| تعريف الكبيرة ج 2 | |
|