{ > منقول من واقع تجربة أحدى الأخوات < }
قال عبد الله بن محمد : " خرجت الى ساحل البحر مرابطا ، فلما انتهيت إلى الساحل إذا أنا بخيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه ، وثقل سمعه وبصره ، وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول : اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ ، وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلا ، فقلت : والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنّى له هذا الكلام ، فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت : سمعتك وأنت تقول اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا ، فأيّ نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها !؟ ، وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها !!؟ ، قال : أوما ترى ما صنع ربي!! والله لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتني ، وأمر الجبال فدمّرتني ، وأمر البحار فغرّقتني ، وأمر الأرض فبلعتني ، ما ازددت لربى إلا شكرا ؛ لما أنعم علي من لساني هذا....الخ ((إن معرفة الله تكفي للعيش برضى))
مع تزاحم المسؤوليات اليومية والمهام لدى الإنسان ينبع إحساس بأن أربعا وعشرين ساعةفي اليوم أصبحت مدة غير كافية لتنفيذ المهام اليومية ونرى في وسط ذلك كله الكثير منالمسؤوليات والمهام المبعثرة أو الملغاة والمؤجلة وكل ذلك على حساب مسؤوليات ومهامأخرى من هنا تأتي فكرة ترتيب وإدارة أولويات الحياة ويأتي مبدأ خلق توازن بين المسؤولياتوالأهداف في الحياة بحث لا يطغى شيء على الآخر أو تهمل مسؤولية على حساب هدف والعكسصحيح،
إن ترتيب أولويات الحياة هيسلوك منظم للفرد كي يستطيع أن يبتعد قدر الإمكان عن المشكلات والتوتر في حياته وهذاالترتيب يتطلب إعادة تنظيم السلوك من جديد وتدريب على كيفية التأقلم والتكيف معه،إضافة إلى ذلك فهو يتطلب الكثير من الصبر والوقت والجهد.
وفي النهاية أستطيعالقول بأن وقوف الإنسان مع نفسه والوعد بالتغيير للأفضل وإعادة ترتيب أولوياتالحياة واتخاذ مبدأ حياتي منظم يكفل حق كل جزء من حياة الإنسان لهو الضمان والحلالأمثل لكي ينعم الإنسان بحياة سعيدة هانئة طوال عمره . لحياة نفسية مثالية يجب علينا أن نرتب أولوياتنا التي جميعنا نشترك في ترتيبها بهذا الشكل المثالي على هذا النحو:
أولاً : أن أعتقد بوجود ربي وأنا على قيد الحياة فإن هذا يكفيني لأعيش بسعادة عظيمة فهو الذي يرزقني ويربيني ويتدبر جميع اموري, وأنا اعبده وادعوه والجأ إليه بجميع حاجاتي فهو الواحد الذي يقدر على تحقيقها لي بأفضل مما اتمناه. وليس بحياتي غيره ولا احتاج سواه. علمني الطريقة التي يلبي بها جميع احتياجاتي اصلي قيام الليل ادعوه واتوب اليه واسأله فهو يناديني كل ليلة عنده اجد اطمئنان لقلبي وروحي اصلي سنة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها وصلاة الفجر المحببة إلى قلبي و الموصى عليها بحرص اقرأ اذكار الصباح التي تحميني و اذكر الله الى شروق الشمس قيد رمح واصلي صلاة الاستشراق التي تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم اقرأ وردي من القرآن اصلي صلاة الضحى التي بها اتصدق عن جميع مفاصلي اصلي سنة الظهر الطويلة التي بعدها الدعوة مستجابة اصلي العصر وسنته التي من مات ليلته دخل الجنة باذن الله اصلي المغرب وسنته الحبيبة اصلي العشاء واوتر كفضل قيام الليل . اتوضأ لكل صلاة وضوءا كاملا اغسل به أدراني مع سيئاتي ادعو الله ان يبيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه واعوذ به ان يسود وجهي واساله ان يسلمني كتابي بيميني . افعل طيبات الامور بيميني وقضاء حاجاتي بشمالي اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ليحسب لي الاجر في كل وقت وحين.
ثانياً : اهتم بنفسي اقوي ايماني بالطاعات واحارب الشيطان وما يدعو له من المعاصي اغذي عقلي بالعلم النافع , اغذي جسدي بالأكل النافع واهتم بما يتطلبه جسدي. اكل ما يقوم صلبي من طيبات الطعام ولا احرم معدتي ما تشتهيه من ملذات الاكل الحلال , اغذي عقلي بما يقال في مجالس العلم واربيه على ما يقولون من كلام الله ورسول صلى الله عليه وسلم استجم جسدي وعقلي بالتفكر في مخلوقات الله وعظمته وبالاستفادة من ما يزينه , من ألعاب ممتعة ونزهات رائعة. واستفيد من عضلاتي القوية واوظفها لما خلقت له واترك الكسل والخمول والتعذر بأعذار الجو.
ثالثاً : وجود اهلي و اقاربي بجانبي وحولي اتزاور معهم واحكي لهم تفاصيل حياتي واهتم لإخبارهم واحوالهم اساعدهم واقوم بشؤونهم. ولا اقطعهم فإن ذلك يريح البال لان الانسان بطبيعته اجتماعي ويحتاج الى هذا الجانب المهم فالعزلة لا تفيد مع هذه الطبيعة وتمرض النفس.
رابعاً : دراستي اهتم بها واضع بها جل اهتمامي لأنها مستقبلي والتي ستقدر وضعي الاجتماعي والثقافي ومدى طلبي للعلم الذي وصى عليه الاسلام. كلما زاد علمي زاد قدري وزاد كسبي وارتفع مستوى معيشتي وزادت ثقتي بنفسي والدعاء دائما رب زدني علما .
خامساً : اصدقائي الذين اتواصل معهم خارج جميع الاطارات لا أهتم بتصرفاتهم ولا بما يفعلونه ولا اتدخل فيهم ولا بينهم . لأني سأتأذى وسأؤذيهم ولا نستفيد من صداقتنا إلا مجرد العتاب والتعب. لذلك علينا قضاء الوقت الذي يكون معهم بالتسلية والمتعة لا نركز على الانتقاد والتضايق فإن ذلك سيؤذي نفسيات كثيرة.
سادساً : هواياتي الجميلة والتي استمتع بممارستها . ارتاح عندما امارسها واشعر بالبهجة والسعادة.
سابعا: الأشياء الأخرى والطارئة.
يجب علي وضع الترتيب الصحيح لهذه الأولويات كما هي موجودة حسب أهميتها حتى لا يختل التوازن وتسبب لي مشاكل عدة , جميعها نحتاجها .. ويجب أن نتمسك بها ,
واذا فقدنا احداها او جزء من احداها الباقي يهون علينا مصيبتنا وكل مصيبة تهون بالقرب من الله . ولا مصيبة أعظم من البعد من الله.
إذا لم تقدر لنا الظروف ممارسة هواياتنا المحببة فإن وجود الاصدقاء سيواسينا و اذا خاننا الأصدقاء أو أذونا ونسونا فللنظر إلى الأولويات الأكثر أهمية فإن ذلك سيواسينا وينسينا هم فقدان الأصدقاء فالدراسة والعمل أهم من الاصدقاء وإذا لم نستطع الدراسة او العمل وحالت بيننا الظروف فإن وجود الأهل سيكفينا ثم قد نفقد أحد اعضاء الاسرة فإن ذلك سوف يحزننا كثيرا ولكن تبقت لنا أولويات أهم فإنها ستشغلنا بالتأكيد وهي الاهتمام بنفسي ومتطلباتها وتغذيتها بالعلم والعمل قد يأخذ هذا كل اليوم ولا يتبقى لنا وقت للتفكير بالحزن أو ندب الحظ أو غيره وإذا لم يبقى لنا شيء من الدنيا وضاقت الطرق علينا فان الله موجود وأنت على قيد الحياة فإنه حي لا يموت وقادر على كل شيء فإن التقرب منه يشغل العقل والبدن والتفكير .
إذا سار الانسان على هذا المنوال فإنه لن يمل أبدا ولن تقال الكلمة المشهورة التي بلغت قمة الكلمات المتكررة يوميا وهي طفشت زهقت ما فيه شي حلو..
وإذا تعلقنا بالأشياء الأخرى الطارئة والغير مهمة على الاطلاق وجعلناها في المقدمة كالانترنت والجوال أو شخص ما من غير الأهل والاصدقاء ستمرض النفس بالتأكيد.
الخميس 29 نوفمبر 2018, 2:24 pm من طرف 
