موسوعة الثقافة الجنسية س و ج { 48 }
س 935 : ما المقصود بالحياء الصادق والحياء الكاذب ؟
هذان النوعان موجودان في كل مجالات الحياة بما فيها التعليم مثلا(وأنا أستاذ بالمناسبة).إن التلميذ الذي يجد حرجا في أن يسأل معلمه عما لم يفهم,لا يعتبر متصفا بالحياء,بل الذي عنده هو خجل وحياء كاذب ليس إلا!.لكنني أركز الجواب هنا عن الحياء في مسائل الجنس.إن هناك وهمًا كبيرًا قد أحاط بمعنى الحياء أدى إلى بناء سد منيع هائل بين المسلم وبين معرفة ما يقوله دينه في جانب خطير من حياة كل إنسان رجلاً كان أو امرأة،وهذا الجانب يشمل كل ما له صلة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية.لقد وردت عن رسول الله-ص-أحاديث عديدة ترفع من شأن الحياء ومن قيمته,منها ما ورد عن النبي-ص-أنه مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله-ص-: "دعه فإن الحياء من الإيمان"رواه البخاري ومسلم.والحياء السوي الذي يجله الإسلام،ويأمر به كل مسلم ومسلمة،هو ذلك الخلق الذي يبعث على اجتناب القبيح من الفعال،وهو غير الحياء الأعوج.والأفضل أن نسمي هذا الحياء الكاذب:الخجل المرضي،حتى يظل لفظ الحياء له جلاله الذي يسبغه عليه الإسلام ولا يختلط بأوهام خارجة تمامًا عن معناه الشرعي. هذا الخجل المرضي هو الذي يحول بين الفرد رجلاً كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف، أو يصرفه عن فعل الخير في موقف آخر،وذلك لأدنى ملابسة عارضة يحيط بها هذا الموقف أو ذاك،كأن يكون هناك حشد كبير أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور أو يكون أصغرهم سنًا أو مكانة،أو يكون الحضور بعضهم أو كلهم من الجنس الآخر،أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر،أو أن يكون الموضوع نفسه له صلة بالثقافة الجنسية أو ما إلى ذلك من ملابسات ضئيلة الشأن في ميزان الحق والواجب.فإذا حدث أي من هذه الملابسات فينبغي أن نسميه ضعفًا عن فعل الواجب،أو جبنًا عن قول الحق.وهكذا نسمي الأشياء بأسمائها ونميز الحياء الشرعي عن الخجل المرضي،ولننظر الآن كيف صحح أنس رضي الله عنه فهم ابنته للحياء الشرعي:عن ثابت البناني قال:"كنت عند أنس وعنده ابنة له.قال أنس:جاءت امرأة إلى رسول الله-ص-تعرض عليه نفسها،قالت:يا رسول الله،ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس:ما أقل حياءها!! واسوأتاه, واسوأتاه.قال:"هي خير منك،رغبت في النبي-ص-فعرضت عليه نفسها".رواه البخاري.
س 936 : ما الذي يجوز للزوج أن يفعله مع زوجته إذا لم يجدها بكرا ليلة الدخول عليها كما هو متفق عليه من قبل الزواج ؟
إذا وجد الرجلُ(ليلة الدخول) المرأةَ على خلاف ما حصل عليه الاتفاق عند عقد الزواج ،فإن له الخيار عند كثير من العلماء فيما إذا اشترطها بكراً فبانت ثيباً بجماع :له الخيار في أن يمسكها أو يطلقها.وإنما يثبت الخيار للزوج في هذا كله بشرط أن لا يكون له علم سابق قبل العقد بأنها على خلاف ما اشترط.
س 937 : ألا يمكن أن تسعد فتاة جنسيا بزواجها من رجل يكبرها ب 15 أو 20 سنة؟
في الغالب يكون الفارق الأقل من 10 سنوات هو الأحسن والأفضل,ومع ذلك يمكن أن تسعد فتاة جنسيا بزواجها من رجل يكبرها ب 15 أو 20 سنة,وذلك كأن يتزوج رجل متقدم في السن-كهلا ودون أن يكون شيخا-في سن الأربعين مثلا فتاة في سن العشرين أو الخامسة والعشرين مثلا.إن زواجهما يمكن جدا أن يكون موفقا,لأن العروس لن تعرف إلا الاتصال المعتدل الذي يرضيها ويريحها,كما أن في استطاعة الزوج أن يستمر معها في هذا الجماع المعتدل لسنوات كثيرة دون أن يرهق نفسه.
س 938 : هل زواج الإنسي من جنية والجني من إنسية ممكن باتفاق العلماء ؟
لا! بل خالف في ذلك كثير من العلماء قديما وحديثا.نعم!لقد قلت من قبل بأن زواج الإنسي من جنية جائز عند المالكية,وعكسه (أي زواج الإنسية بجني)غير جائز لئلا تقول المرأة إذا وُجدت حاملاً بأنها حامل من زوجها الجني,فيكثر الفساد.ولكنني أضيف الآن إلى ما قلت بأن تحكيم العقل والتجربة والدين و..يقودني إلى القول بأن الإمكان في حد ذاته,أي إمكان الزواج(لا الجماع)لإنسي بجنية أو لجني بإنسية مستبعد جدا, وهذا لتباين الجنسين واختلاف الطبعين،إذ الآدمي جسماني والجني روحاني وهذا من صلصال كالفخار وذاك من مارج من نار،"والامتزاج مع هذا التباين مدفوع،والتناسل مع الاختلاف ممنوع"كما قال الماوردي رحمه الله.
س 939 : هل زواج المسيار متفق على جوازه أم لا؟
لأنه لا يسلم من مؤاخذات،خاصة بعد وفاة الزوج من المشاحة والمشاحنة في الحقوق والإرث وغير ذلك،فإن البعض من أهل العلم منعوه ولم يجوزوه.لكن مادامت المسألة خلافية فلا حرج على من أقدم عليه وراعى كل شروطه وأركانه.وقد يظن البعض أن زواج المسيار زواج مؤقت بوقت وليس كذلك،بل لو وُقت بوقت محدد لكان باطلاً وكان متعة.
س 940 : ما المقصود بالزواج العرفي ؟
الزواج العرفي غالباً ما يطلق على الزواج الذي لم يسجل في المحكمة.وهذا الزواج إن اشتمل على الأركان والشروط وعدمت فيه الموانع فهو زواج صحيح، لكنه لم يسجل في المحكمة أو في البلدية.وقد يترتب على ذلك مفاسد كثيرة إذ المقصود من تسجيل الزواج في المحكمة صيانة الحقوق لكلا الزوجين وتوثيقها وثبوت النسب،ورفع الظلم أو الاعتداء إن وجد.وربما تمكن الزوج أو الزوجة من أخذ الأوراق العرفية وتمزيقها وإنكار الزواج,وهذه التجاوزات تحصل كثيراً.
س 941 : هل الزواج العرفي حرام أم حلال ؟
سواء كان الزواج عرفياً أو غير عرفي لا بد أن تتوفر فيه الأركان والشروط كي يكون صحيحاً.أما الأركان فأهمها الإيجاب والقبول.وأما الشروط فأهمها الولي،والشاهدان،والصداق (المهر).ومن هنا فإننا ننصح إخواننا بالبعد عن الزواج العرفي،والحرص على الزواج الصحيح الموثق.
س 942 : ما الحكم في الذي يتزوج امرأة بالطريقة الآتية: يلتقي الرجل بالمرأة ويقول لها:"زوجيني نفسك"فتقول:"زوجتك نفسي"،ويكتبان ورقة بذلك،ويعاشرها معاشرة الأزواج بحجة أنهما متزوجان زواجاً عرفياً)؟
هذه الصورة ليست زوجاً لا عرفياً ولا غيره،بل هي زنا لأنها تمت بدون وجود الولي والشاهدين.وعلى من فعل ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا أراد الزواج فليتزوج وفق الضوابط الشرعية المعتبرة في الزواج كما تقدم.
س 943 : لماذا هذا التفريق بين الرجل والمرأة في استجابة الواحد للآخر إذا طلبه للفراش؟
هو تفريق تمت فيه مراعاة الشرع للفروق الأساسية بين طبيعة الرجل وطبيعة المرأة.ومعلوم أن طبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة في الناحية الجنسية لأن رغبته في الجنس أكبر بكثير من رغبتها فيه،ومن هنا نص الفقهاء على أن الواجب على الزوجة تمكين زوجها من وقاعها في كل وقت رغب في ذلك،ولو كانت في شغل شاغل،وعلى أي هيئة كانت,طبعا ما لم يضرها أو يشغلها عن فرض.أما الرجل،فإنه لا يجوز له ترك فراش الزوجية وقتاً طويلاً يضر بالمرأة.
س 944 : ما أنواع اكتئاب ما بعد الولادة ؟
هناك 3 صور :الأولى: يحدث فيها الاكتئاب بصورة فجائية بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة,وتشعر الأم بالكآبة والرغبة في البكاء.وبعد بضعة أيام تتحسن حالتها النفسية فجأة.وهذا النوع يحدث في حوالي 50 % من الحالات.ولا يحدث هذا للمرأة إلا مرة واحدة بعد الحمل الواحد.الثانية:قد يحدث بعد الولادة مباشرة أو بعد انقضاء بضعة أسابيع من الشعور بالسعادة,وتستمر هذه الحالة لشهور أو سنة ثم تعود المرأة إلى حالتها الطبيعية.وتحدث في حوالي 10 % من الحالات.الثالثة:وقد يحدث فجأة وبعد الولادة مباشرة حيث تشعر المرأة باكتئاب شديد,وقد يظهر عليها بعض التخاريف أو التوهمات كادعائها بأن شخصا يتربص بابنها ويحاول قتله أو تسميمه.وكثيرا ما يستدعي هذا النوع من الاكتئاب إدخال الأم إلى مستشفى الأمراض النفسية.وهذه الحالة نادرة الحدوث, إذ تحدث في حوالي 3 % من الحالات.
س 945 : هل العيوب الموجبة للفسخ محدودة أم لا ؟
جمهور العلماء على أنها محدودة ومذكورة بأسمائها,وهي العيوب التي تمنع الوطء وكذا العيوب المنفرة أو المعدية.ومن العلماء من توسع في ذلك كالإمام ابن القيم-رحمه الله-حيث يقول:"والصحيح أن النكاح يفسخ بجميع العيوب كسائر العقود، لأن الأصل السلامة…وكل عيب ينفر الزوج الآخر منه،ولا يحصل به مقصود النكاح من المودة والرحمة فإنه يوجب الخيار".وإذا علم أحد الزوجين بمرضه وأخبر الآخر فرضيه جاز لهما عقد النكاح.
س 946 : ما الحكم إذا تم فحص الزوجين وأثبت الأطباء الموثوقون بعلمهم وأمانتهم أن النسل سيولد مريضاً وراثياً بدرجة لا يستطيع العيش معها حياة عادية,هل يجوز التوقف عن الإقدام على الزواج أو هل يجوز الفراق بعده ؟
إن تم الأمر بهذا الشكل, فحينئذ لا بأس بعدم الزواج قبله،أو الفراق بعده إذا رغب الزوجان أو أحدهما في ذلك.وإن عملا على منع الحمل بالموانع المؤقتة،فلا بأس بذلك,وقد يجد الطب مستقبلاً بإذن الله حلاً لمثل هذه الأمراض. ومنه فإن المرض المنتقل إلى الذرية والنسل هو من العيوب التي يثبت بها خيار فسخ النكاح.
س 947 : هناك صديقان اتفق كل واحد منهما على أن يزوج صديقه أخته مع إسقاط الصداق,هل هذا الزواج صحيح أم لا ؟
هذا هو ما يعرف بصريح الشغار:وصورتها أن يقول الرجل لآخر:"زوجتك موليتي (أخت أو بنت أو..)على أن تزوجني موليتك",ويُسقط كل واحد منهما مهر الأخرى.والنكاح بهذه الصورة باطل عند جميع العلماء من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، واحتجوا بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار".ثم اختلفوا في صحتها لو وقعت على قولين. والذي ذهب إليه الجمهور أن النكاح صحيح مع الإثم،ويلزم فيه مهر المثل الذي يُدفع لكل زوجة.
س 948 : وماذا لو أن الصديق قال لصديقه:"أزوجك أختي بكذا على أن تزوجني أختك بكذا"أي بدون إسقاط الصداق ؟
هذا هو وجه الشغار,أن يقول الرجل:"زوجتك موليتى بكذا على أن تزوجني موليتك بكذا"وهو نكاح فاسد عند المالكية خلافاً لجمهور الفقهاء.ويفسخ عند المالكية قبل البناء (الوطء)ويمضي بعد البناء بالأكثر من المسمى وصداق المثل.وينبغي عدم اللجوء إلى مثل هذه الصور المختلف فيها لما في ذلك من الإضرار بالنساء وتقديم مصلحة الأزواج,وفي هذا ما فيه من الإخلال بالأمانة,ولكن ليعقد على كل امرأة على حدة حسبما تقتضيه مصلحتها هي كما أرشد الشارع إلى ذلك.
س 949 : هل امتناع الزوج عن الجماع بسبب أن زوجته لا تتجاوب معه هو تصرف سليم من الزوج أم لا,خاصة وهو متضرر كثيرا من جراء هذا الامتناع ؟
هو تصرف بعيد عن السلامة.إن الواجب على الزوج أن يسعى مع زوجته من أجل أن تتجاوب معه في الجماع ومن أجل أن تطلب منه ما يطلب منها ومن أجل أن تستمتع به على غرار استمتاعه هو بها,وقد يلجأ بعد ذلك إلى طبيب أو خبير في علم النفس.لكن على الزوج أن يعلم كذلك أن من حقه أن يستمتع بزوجته مؤقتا حتى وإن لم تستمتع به هي ولم تتجاوب معه.إن هذا الاستمتاع من طرف واحد لن يُشبعه الإشباع الكامل لكنه بكل تأكيد أحسن بكثير من الامتناع عن الجماع والاعتذار بالأعذار الواهية.
س 950 : زوجتي باردة جنسيا وتعتبر بأن الجنس قذارة!.والمشكلة أنها لا تعترف بأنها مريضة. ما الذي يمكن أن أُنصح به في تعاملي معها؟
الزوجة مريضة بالتأكيد مهما كانت حسناتها كثيرة,وأول خطوة يجب أن يخطوها الزوج معها هي إقناعها بأنها مريضة بالفعل.فإذا اقتنعت بأنها مريضة سهل العلاج بإذن الله.ويمكن أن يستعين على ذلك بإمام كيس فطن أو بخبير في علم النفس أو بامرأة واعية أو براق مؤمن أو..