الأشجار في مجال المحافظة على البيئة
تساعد الأشجار في المحافظة على التربة والمياه، ففي المناطق المكشوفة
تعمل الأشجار مصدَّات رياح وتمنع الرياح من تعرية التربة. كما تمنع جذورها
انجراف التربة مع الأمطار الغزيرة. وقد ساعدت أنواع كثيرة من الأشجار على
إيقاف انتشار الصحاري. ومن هذه الأنواع الكزورينا بأستراليا بفائدته
المتميزة والمتمثلة في سرعة نموه في الرمال. وقد زرعت مساحات شاسعة من
الأراضي القاحلة بأشجار السنط والينبوت التي تنتمي للفصيلة البقولية،
فبالإضافة إلى أهميتها في تماسك مكونات التربة بعضها ببعض تساعد أيضًا على
تثبيتها ومنعها من الانجراف، فهي أيضًا تنتج أعدادا كبيرة من الأزهار التي
تجذب إليها نحل العسل، ولها ثمار قرنية تتغذى بها الماشية. تساعد جذور
الأشجار أيضا على تخزين المياه في الأرض. وفي المناطق الجبلية تحول
الأشجار دون الانزلاق السريع للثلوج المتراكمة.
توفر الأشجار أيضا مصدرا مهمًا لغذاء ومأوى الحيوانات البرية.
وتتغذى الحشرات بكل أجزاء الشجرة من الأوراق والقلف إلى الجذور. وتعتمد
الطيور ـ مثل نقار الخشب ـ على الأشجار في الحصول على الحشرات التي تتغذى
بها ولبناء عشها في تجاويف داخل الأشجار. وفي الغابات الاستوائية تعيش
مجتمعات متكاملة من الحيوانات في ظلال الأشجار العالية.
تساعد الأشجار أيضًا في الحفاظ على توازن الغازات ونقائها في
الجو؛ إذ تمتص أوراق الأشجار غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وهي أيضا
تنتج غاز الأكسجين وتطلقه في الجو. وهاتان العمليتان ضروريتان لبقاء
الإنسان. ولايمكن أن يعيش الناس في جو ترتفع فيه نسبة ثاني أكسيد الكربون
أو تقل فيه نسبة الأكسجين عن الحد المعقول.