التدخين: ملف شامل: {{ 10 }}
التدخين يسبب 50 مرضاً مؤكداً: في مقالة نشرتها الديلي ميل أكد الباحثون أن التدخين قد يسبب أكثر من خمسين مرضاً خطيراً، منها سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الفم، واضطرابات عمل القلب وارتقاع ضغط الدم والجلطة الدماغية. وقد كشفت الدراسة الجديدة وجود علاقة بين التدخين وسقوط الشعر أو الصلع المبكر! وتؤكد الدراسات أن هناك دليلاً علمياً قاطعاً على أن التدخين السلبي يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة وقائمة بأمراض أخرى. وطالب التقرير بتخصيص مبان وأماكن عامة خالية تماما من التدخين، مشيرا إلى أن تخصيص أماكن للمدخنين لا يؤمن الحماية الكاملة لغير المدخنين.
حقائق جديدة عن التدخين
تقول منظمة الصحة العالمية:في كل عام يقتل الدخان خمسة ملايين مدخن! ويقول العلماء إن دخان السيجارة يحوي أربعة آلاف مادة كيميائية منها مادة تشكل خطراً وأضراراً على الإنسان، ومنها مادة تسبب السرطان.
وتقول المنظمة: في كل عام يموت 600000 إنسان غير مدخن بسبب التدخين غير المباشر، أي بسبب تعرضهم لدخان سجائر المدخنين من حولهم. ونسبة كبيرة من الوفيات بسبب التدخين السلبي (غير المباشر) تكون في صفوف الأطفال (40 %).
ويسبب دخان السيجارة أو النرجيلة أكثر من مئة مرض على رأسها أمراض القلب وتصلب الشرايين مروراً بأمراض الرئة والكولون وانتهاء بالسرطان. وتقول دراسة جديدة إن خطر النرجيلة لا يقل عن خطر السيجارة، فالنرجيلة ضارة جداً وخطورتها تكمن في أن المدخن يستنشق كمية كبيرة من الدخان دون أن يشعر!
ومن أحدث الدراسات تبيّن أن حظر التدخين يساهم بشكل كبير في تحسين صحة المجتمع، فالمدن التي طبقت نظام منع الدخان يتمتع أفرادها بصحة نفسية وجسدية أفضل من غيرهم. ولذلك يقول العلماء: إن أفضل طريقة لتجنب أضرار الدخان الاقتصادية والجسدية، أن يتم منعه وتحريمه.
وسبحان الله! إن الإسلام حرّم التدخين بأنواعه، وهناك شبة إجماع بين فقهاء المسلمين (وفتاوى صادرة عن المجمع الفقهي الإسلامي) تقول بتحريم الدخان، إذاً المدخن يضرّ نفسه ويضرّ من حوله، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال: (لا ضرر ولا ضِرار).
وهكذا يأتي الإسلام مطابقاً للعلم، يقول تبارك وتعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]. وأختم هذه المقالة بمعلومة مؤكدة وهي أن التدخين مجرد عادة، وكل إنسان يمكنه ترك الدخان بسهولة بشرط أن يتوكل على الله، ويترك هذه العادة من أجل الله، ويتذكر دائماً وكلما خطرت السيجارة بباله، يتذكر قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه).
خطوات عملية لترك التدخين
1- التغيير هو أهم خطة تتخذها لترك الدخان، فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11]. فينبغي عليك أن تغير نظرتك للدخان فتعتبره وباء ومرضاً لابد من التخلص منه.
2- الدعاء بإخلاص: وهذا ما حدث عندما أقلعت عن التدخين، فقد كنتُ أدعو الله بإخلاص أن يعينني على ترك الدخان، وسبحان الله، بدأتُ حينها أكره هذا العمل وهذه كانت البداية على طريق ترك الدخان. فقد كنتُ أعلم يقيناً أن كل شيء بيد الله، وهو القائل: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الأنعام: 17]. فهذا الضر لن يكشفه إلا الله تعالى.
3- محاولة الابتعاد عن المدخنين قدر المستطاع، مع محاولة الإقلاع نهائياً وتكرار المحاولات لأن بعض المحاولات قد تفشل فلابد من الاستمرار بالمحاولات ولا تقل حاولت وفشلت، بل قل سأستمر في المحاولة حتى يُذهب الله عني هذا الشر.
4- الإدمان مجرد وهم! فلا تتخيل أنه ليس باستطاعتك أن تقلع عن هذه العادة السيئة، بل إن أسهل شيء هو أن تترك التدخين، ولكن مع التوكل على الله والبدء بحفظ القرآن وتدبره وتأمله والإكثار من قراءته، وتذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه). وهذا ما حدث معي فقد كنتُ ذات يوم من المدخنين وعندما نويت تركه لوجه الله، أبدلني الله خيراً منه ألا وهو القرآن، فهل هناك أجمل من أن يكرمك الله بحفظ كتابه!
تعليق إيماني
والآن يا أحبتي تأملوا معي تعاليم ديننا الحنيف حيث نهى عن كل ضرر، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، ومن هديِه أيضاً أنه نهى عن الأذى، والتدخين هو نوع من أنواع الأذى للنفس ولمن حولك ولأطفالك وهو تلويث للبيئة أيضاً. ومما لا شك فيه أن التدخين من الخبائث التي أمرنا الله باجتنابها، وهو من عمل الشيطان، ففيه إسراف وتبذير للمال، وفيه إهلاك للنفس، وفيه الرائحة الكريهة، وفيه المواد السامة والعوامل المسرطنة، ولو ذهبنا نعدد أضرار التدخين فسوف نحتاج لمجلدات... فما الذي يمنع المؤمن من الإقلاع عن هذه العادة السيئة؟