التدخين: ملف شامل: {{ 8 }}
تقول كيلاي ليندورف مديرة السياسات بوحدة مكافحة التدخين: في الماضي استهدفت صناعة التبغ المدخنات بإعلانات توحي بأن التدخين فاتن أو مساير للعصر. ومما يؤسف له فان هذه الحملات النشطة لتجنيد إناث مدخنات ترجمت الآن إلى وفيات أعلى بسرطان الرئة. وللمرة الأولى جرى تشخيص أكثر من 100 ألف إصابة جديدة بالسرطان في أستراليا في 2005 ومن المتوقع أن يزيد العدد بأكثر من 3 آلاف حالة إضافية سنوياً في الفترة من 2006 إلى 2010 فيما يرجع بشكل أساسي إلى زيادة عدد المسنين بين سكان أستراليا.
يقول إيان أولفير الرئيس التنفيذي لمجلس الأورام في استراليا: الشيء المؤلم هو أنه في حين هناك القليل الذي يمكن عمله للوقاية من سرطان الثدي، فان سرطان الرئة يمكن الوقاية منه بشكل كامل من خلال السيطرة على التدخين.
في أمريكا.. سرطان الرئة الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى
تشير أحدث إحصائية أمريكية أن سرطان الرئة هو الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان الأخرى في الولايات المتحدة، ويفوق ضحاياه أولئك ممن يقضون جراء الإصابة بسرطان الثدي، والبروستات، والقولون، والكبد، والكلى وسرطان الورم الفتاميني، مجتمعين.
ويقول تقرير "هيلسي دي نيوز" إن سرطان الرئة يفتك بـ85 في المائة من مرضاه، بعد خمس سنوات من تشخيص الإصابة به، وأن التدخين هو المسبب الرئيسي للمرض، ويقف وراء إصابة تسعة من بين كل عشرة مصابين به!!
وأودى سرطان الرئة بحياة 169390 شخصاً عام 2007، أي بمعدل 439 وفاة في اليوم في المتوسط، وحمَّل "معهد السرطان القومي الأمريكي" التدخين مسؤولية 90 في المائة من حالات الوفيات تلك، وقال د. جيمس مولشين، بروفيسور الطب الداخلي بجامعة راش بشيكاغو: "التدخين ليس سوى النشاط الأكثر شرعية وفتكاً في مجتمعاتنا."
صورة لرئة مدخن (السوداء) وأخرى لرئة طبيعية، انظروا إلى الفرق الكبير بينهما! ولذلك يعكف الباحثون حالياً على إيجاد وسائل أفضل لرصد سرطان الرئة، والعثور على مؤشرات تحذيرية جينية تساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة به. إلا أن الأطباء أشاروا إلى محاربة التدخين كأكثر الأسلحة فعالية في مواجهة المرض.
يقول الدكتور مايكل سون، من "جمعية السرطان الأمريكية: في هذه المرحلة، التقدم المحرز في خفض معدلات الوفيات جراء سرطان الرئة، يعود بشكل مطلق إلى إقلاع الرجال عن التدخين منذ مطلع التسعينيات. إن معدلات الوفيات بين الرجال جراء المرض تراجعت من 90.6 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص عام 1990 إلى 69.4 حالة وفاة بين ذات الشريحة، في 2005.
إلا أن المعدل بلغ ذروته بين النساء سنة 1998، ليصل إلى 41 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص، وظل المعدل عند مستواه وحتى اللحظة. وأردف الخبير قائلاً: "تراجع معدل الإصابة بين الرجال منذ عام 1991 مع بدء إقلاعهم عن التدخين.. إلا أن النسبة بين النساء بقيت عند مستوياتها، نظراً لبدء تلك الشريحة التدخين في مرحلة متأخرة في مجتمعاتنا، كما أنهن يجدن صعوبة في الإقلاع عن العادة."