تهمة الحلم الحرام !!!!!
بعد يوم حافل بأحداث العنف وإراقة الدماء، كما هو معتاد مع يوم مرهق فى العمل وجدت نفسى ما أن وصلت إلى المنزل راحت عيناى فى نوم عميق، وتفتحت عيناى على خبر فى كل الصحف وفى الميديا، أن الإعجاز المصرى أبهر العالم، فأدركت على الفور أنها مزحة، ولكنها لم تكن مزحة إنها الحقيقة ورحت أسترسل فى القراءة،
فوجدت أن الإخوان قد تنازلوا عن حكم مصر وقدموا اعتذارا على عدم مقدرتهم على إدارة البلاد وقد انتخب رئيس جديد شاب فى منتصف الثلاثينيات وكانت أهم مميزاته أنه شاب حالم له رؤية واضحة، متطلع ومنفتح على العالم، وملم بكافة ظروف البلاد، متدين الدين الإسلامى الوسطى الجميل،
وكانت أهم وأول قراراته أنه أنشأ لجنة على أعلى مستوى فى شتى المجالات للبحث عن أهم المشاريع والأفكار التى من الممكن البدء فيها فورا،
كما أنه أصدر قرارا بتمليك أراضى الدولة للباحثين عن وظيفة بشرط تعميرها فى حد أقصى ثلاث سنوات، مع توفير الدعم لهم، فى كل احتياجاتهم،
كما أنه أصدر قرارا بانتشار ما هو مسمى بالكتاتيب الأخلاقية وهى أماكن يتلقى فيها النشء مكارم الأخلاق وآداب المعاملة مع الناس، وجعلها مرتبطة بالدراسة العملية فى المدارس فلا يجتاز الطالب المراحل التعليمية إلا إذا اجتاز هذه الدراسة الأخلاقية مما غير فى شكل مصر، وأصبحت مصر ولأول مرة منذ زمن طويل بلد نظيف وجميل، وهذا لأن الأولاد علموا أهاليهم الأخلاق الحميدة وأصبحت مصر بلا ضوضاء،
كما أدت الإدارة الحكيمة من الحكومة الشابة الواعدة إلى خلق مدن جديدة على أعلى مستوى خدمى، وأعادت توزيع السكان بشكل أعطى مصر سهولة فى الحركة المرورية، كما أدى تطور التعليم فى مصر لحصول أبناء مصر على العديد من جوائز نوبل فى العلوم والأدب وغيرها من المجالات،
وأصبح الحديث العالمى لا ينقطع عن الإبهار البشرى المصرى، مما جعلنى أنتفض من الفرحة ورحت أهتف بأعلى صوتى تحيا مصر.. تحيا مصر
لم يوقفنى عن الهتاف سوى ذلك الصوت المزعج لسرينة شرطية القادمة من بوكس غريب عليه شعارات الإخوان وما لبست حتى سمعت صوتا خارقا نتج عن كسر باب شقتنا بالعنوة، ولم أدر بشىء غير أننى ملقى فى البوكس بتهمة الحلم الحرام، وهذه جريمة مستحدثة من قبل الإخوان تصل عقوبتها إلى الإعدام.
فى هذه الآونة أيقنت أننى كنت أحلم حلما رائعا وسألت نفسى هل ممكن أن يتحقق الحلم؟