السلاح الفاسد لمصر في الحرب ضد داعش ؟؟!!

مصر تضرب ليبيا جوا وبرا وبحرا وتأسر العشرات من الدواعش هناك وتقتل المئات...الطائرات المصرية تحلق فوق مطروح الآن ومن الممكن أن تركن شوية كده في السلوم وبعدين هتطلع علي درنة وإحنا قاعدين بنتابع مع بعض ويا ريت بلاش حد ينام الليلة دي!!!

ناموا ساعتين قبل ما تسمعوا أخبار حلوة من المتحدث العسكري وادعوا لي...المجلس العسكري في حالة انعقاد مفاجئة وسنسمع ما يسر القلب زغرودة يا أم أحمد....فيه 35 مصريا مخطوفين في ليبيا بعد الضربة الجوية المصرية لبؤر الإرهاب في ليبيا ومصر مش هتسكت والجيش كله بيسخن بس إحنا مش عارفين القوات اللي هتنزل في الأراضي الليبية الأول بس خليكوا معانا وإحنا هنقولكم!!!!

هذه ليست نكت جديدة يعدها فريق برنامج تياترو مصر ولا إفيهات سينمائية يجربها محمد سعد قبل إطلاقها في احدث أفلامه بل إنها للأسف الحقيقة المرة التي نعيشها علي مدار الأيام التي تلت الضربة الجوية التي قامت بها مصر ضد دواعش ليبيا بعد تورطهم في قتل 21 مصريا يعملون هناك.

الضربة الجوية كانت إيذانا ببدء مرحلة جديدة من حرب تخوضها مصر منذ فترة ليس قصيرة ضد الإرهاب في سيناء والآن تنطلق مصر لجبهة جديدة لصد هجمة بربرية داعشية علي أبنائنا في ليبيا هجمة ليس لها ما يبررها إلا رغبة هذا التنظيم في التمدد خارج ليبيا باتجاهنا وقبل إقدامه علي الهجوم المباشر علينا بالتعاون مع أنصاره في الداخل من إرهابي بيت المقدس والإخوان وبعض مرتزقة يناير قرر أن يصدر لنا رسالة لإرهابنا بقتل إخوتنا بهذه الطريقة الهمجية التي لم يكن هناك بدا من الرد عليها وفقا للرؤية الإستراتيجية والسياسية والعسكرية للدولة المصرية.

ولأننا لم ولن نمتلك أي قوة إعلامية وصحفية حقيقية ونحن نخوض تلك الحرب علي الإرهاب من البداية وحتى الآن فقد كان من المنطقي أن يواصل الإعلام والكثير من الصحف وجميع مواقع التواصل الاجتماعي دورها في تحويل معركة الوطن للوجود لسلعة بخسة الثمن يتم الاتجار بها مقابل نسب مشاهدة اعلي وبالتالي إعلانات أكثر وبالتبعية اجر اعلي للمذيع أو فرص اكبر للصحفي للتواجد علي الفضائيات ليخرج الخبير العسكري اللي جواه!!!

أما في مواقع التواصل الاجتماعي فحدث ولا حرج عما فعله ويفعله السفهاء منا في مصر أثناء تلك المعركة المصيرية ...فكم الأكاذيب والتخاريف والترهات التي تخرج منها اكبر من الحصر وخارج نطاق أي عقل أو منطق والمثير للشفقة علي مصر أن هذه الأكاذيب والشائعات والضلالات تجد للأسف مردودا لدي الفضائيات والصحف الذي أصبحت تلك المواقع والصفحات الالكترونية مصدرها الرئيسي للأخبار!!!

لذا لم أصدم اليوم عندما سألت سائق تاكسي كنت استقل سيارته عن أخر الأخبار التي سمعها في الراديو حيث لم الحق بنشرة الأخبار ففوجئت به يخبرني بكل ثقة انه تمت بالأمس ضربة جوية أخري قاصمة للدواعش وكانت خسائرهم فيها كبيرة...فسألته بكل سذاجة " ومتي أعلن الجيش ذلك؟؟" فقال "لا الجيش لم يصدر بيانات ده في ناس كبار أوي في الفيس وإعلاميين قالوا الكلام ده."!!!!!

مصر تحولت حربها المقدسة للوجود للعبة الكترونية وإعلامية وصحفية يعبث بها التوافه من البشر ممن لا يقدروا معني و قيمة الوطن أو قيمة أرواح جنود الجيش ...مجموعة سيطرت عليهم شهوة الشهرة والنجومية والنفوذ وأعجبهم دور العالمين ببواطن الأمور حتى العسكرية منها وأخذوا في نقل الأخبار من وكالات إخبارية ليبية اخوانية مع الأسف في اغلبها وصدروها لملايين المرابطين علي الكومبيوترات كحقائق مسلم بها...والسؤال أين الدولة المصرية العميقة مما يحدث أين المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية الحاملة مما يقدم للشعب في بعض الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي؟؟

لقد تحول الكثيرون لمعلقين عسكريين بعد أن تم إيقاف الدوري وبارت مهنة المعلق الرياضي....قديما كنا نقول في مصر مليون مدرب ومعلق ومحلل كروي الآن تحول الأمر وصار لدينا ملايين الخبراء العسكريين والمنظرين لكل ما يخص الشأن العسكري والذين لا يتركوا شيئا إلا ويكشفوا خباياه من وجهة نظرهم المريضة ووفقا لمعلوماتهم التي تنضح بالجهل والغباء والحقد علي المؤسسة العسكرية المصرية...بعض فلاسفة وخبراء الفضائيات والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي لم يتركوا شيئا للصدف كله يحلل ويتم التنظير والتقعير له من صفقة الطائرات رافال حتى الضربات العسكرية التي نوجهها للإرهابيين في ليبيا إعلاميا فقط!!!!

مصر تحارب ولا يوجد إلا مصدر واحد للمعلومات عن هذه الحرب هو المتحدث العسكري باسم الجيش المصري وغير ذلك فلابد أن تتم محاسبة قانونية سريعة وحاسمة لكل من يلعب دوره في السر أو العلانية ...وعلي المؤسسة العسكرية العظيمة أن تظهر العين الحمراء لمن يعبثون في مناطق لا يجوز الاقتراب أو الحديث عنها لا بسوء نية أو بحسن نية....فلا يجب أن يتحول أصحاب النوايا الحسنة للدبة التي قتلت صاحبها ...كما لا يجب أن نمنح أصحاب النوايا الخبيثة وما أكثرهم الفرصة للعبث بالجبهة الداخلية بنشر اخبار ومعلومات مغلوطة ومدسوسة عن عمد!!!

بعض وسائل الإعلام والصحف والكثير من شبكات التواصل الاجتماعي تحولت منذ نكسة يناير لسلاح فاسد ينفجر ويفجر الوطن قبل أعدائه وقد حرصت معظم القوة الإعلامية المصرية المرئية والمكتوبة والمسموعة والالكترونية علي أن تكون دائما في صفوف الأعداء سواء عن جهل أو خيانة لكني أظن انه آن الأوان أن تنتهي هذه اللعبة السخيفة وتتوقف بأي شكل وثمن....فمن لا يدرك معني الحرب فليصمت ومن لا يعرف قيمة الوطن فليرحل عن عالم الإعلام ...ومن يحابي ويناصر الأعداء فلينضم لصفوفهم علانية بدلا من الاندساس بيننا....حمي الله مصر وحفظها ونصرها في اقسي وأصعب حروبها علي مدار تاريخها .

سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع

تحياتى لكم
ودامت طلتكم