استعراف اجتماعي
(بالتحويل من الإدراك الاجتماعي)
Ambox warning pn.svg هذه المقالة بها مصطلحات معربة غير موثقة يجب إضافة مصدرها العربي وإلا لا يؤخذ بها. فضلًا صحّح أي مصطلح خاطئ، وأضف المصدر العربي الموثوق الذي يدعمه. (أكتوبر 2015)
الإدراك الاجتماعي : هو تشفير المعلومات وتخزينها واسترجاعها ومعالجتها في المخ، ويرتبط بـالمناوع (أفراد النوع نفسه). وفي وقت ما، أشار الإدراك الاجتماعي بشكل خاص إلى أحد مناهج علم النفس الاجتماعي حيث تمت دراسة هذه العمليات وفقًا لأساليب علم النفس المعرفي ونظرية معالجة المعلومات. ومع ذلك، أصبح المصطلح يستخدم على نطاق أوسع في علم النفس وعلم الأعصاب المعرفي. على سبيل المثال، يستخدم للإشارة إلى العديد من القدرات الاجتماعية التي يتم تعطيلها في حالة التوحد وغيرها من الاضطرابات. وفي علم الأعصاب المعرفي، يتم بحث الأساس البيولوجي للإدراك الاجتماعي. ويقوم علماء نفس النمو بدراسة تطور قدرات الإدراك الاجتماعي.
التطور التاريخي
اكتسب الإدراك الاجتماعي أهميته مع ظهور علم النفس المعرفي في أواخر فترة الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين، وأصبح الآن النموذج والمنهج الرئيسي في علم النفس الاجتماعي السائد. ومن الأمور المشتركة بين نظريات الإدراك الاجتماعي فكرة تصوير المعلومات في المخ على أنها "عناصر إدراكية"، مثل المخططات العقلية أو أساليب العزو أو الصور النمطية. وكثيرًا ما يتم التركيز على كيفية معالجة هذه العناصر الإدراكية. ومن ثم، فإن الإدراك الاجتماعي يطبق وينشر العديد من الموضوعات والنظريات والنماذج ذات الصلة بعلم النفس الإدراكي، مثلاً في الاستدلال (الوصف التمثيلي الاستكشافي ومغالطة المعدل الأساسي والانحياز التأكيدي) والانتباه (التلقائية وصدارة الانطباع) والذاكرة (المخططات العقلية والأولية والحداثة). ومن المرجح أن علم النفس الاجتماعي كان دائمًا معرفيًا أكثر من علم النفس السائد ليتم البدء به؛ حيث أنه ناقش بشكل تقليدي الحالات العقلية الداخلية، مثل المعتقدات والرغبات، وذلك عندما كانت تسيطر السلوكية على علم النفس السائد.
تعد نظرية المخطط الاجتماعي إحدى نظريات الإدراك الاجتماعي المشهورة، بالرغم من أن هذا لا يمثل الأساس لجميع دراسات الإدراك الاجتماعي (مثلاً، انظر نظرية العزو) وتمت الإشارة إلى أن هناك مبادئ أخرى في علم النفس الاجتماعي، مثل نظرية الهوية الاجتماعية والتمثيلات الاجتماعية التي ربما تسعى إلى تقديم المزيد من التفسير لنفس الظاهرة، مثل الإدراك الاجتماعي، وأنه يمكن دمج هذه المبادئ المختلفة جميعًا في "نظرية واحدة متكاملة ومتماسكة". وقد ظهر نموذج موازٍ في دراسة الفعل، يسمى الإدراك الحركي، وهو نموذج لا يهتم باستيعاب تمثيل الفعل والعملية المرافقة.
المخططات الاجتماعية
تعتمد نظرية المخطط الاجتماعي، بل وتستخدم، مصطلحات من نظرية المخطط العقلي في علم النفس الإدراكي، الذي يصف كيفية تمثيل الأفكار أو "المفاهيم" في المخ وتصنيفها. ووفقًا لوجهة النظر هذه، فإننا عندما نرى أو نفكر في أحد المفاهيم، يتم "تنشيط" التمثيل العقلي أو المخطط العقلي؛ مما يعيد إلى الذاكرة معلومات أخرى ذات صلة بالمفهوم الأصلي عن طريق الترابط. وكثيرًا ما يحدث هذا التنشيط لاشعوريًا. ونتيجة تنشيط مثل هذه المخططات العقلية، تتشكل الأحكام التي تتجاوز المعلومات المتاحة فعليًا؛ ذلك أن العديد من الارتباطات التي يثيرها المخطط العقلي تخرج عن نطاق المعلومات المعطاة. وهذا قد يؤثر على الإدراك الاجتماعي والسلوك، بغض النظر عما إذا كانت هذه الأحكام صحيحة أم لا. على سبيل المثال، إذا تم تعريف أحد الأشخاص على أنه معلم، فربما ينشط "المخطط العقلي للمعلم". ومن ثم، فقد نربط هذا الشخص بالحكمة أو السلطة أو بخبرات سابقة عن المعلمين نتذكرها ونعتبرها مهمة.
عندما يكون أحد المخططات العقلية متاحًا أكثر من غيره، فهذا يعني أنه يمكن تنشيطه واستخدامه بسرعة أكبر في موقف معين. وهناك عمليتان إدراكيتان تسهمان في زيادة إتاحة المخططات العقلية، هما البروز وصدارة الانطباع. والبروز هو درجة وضوح أمر اجتماعي معين مقارنةً بأمور اجتماعية أخرى في أحد المواقف. وكلما زاد بروز أحد الأمور، زادت احتمالات إتاحة الوصول للمخططات العقلية الخاصة بهذا الأمر. على سبيل المثال، إذا كانت هناك فتاة واحدة في مجموعة مكونة من سبعة أولاد، فربما تكون المخططات العقلية للنوع الأنثوي متاحة أكثر وتؤثر على تفكير المجموعة وسلوكها تجاه الفتاة العضوة فيها. وتشير صدارة الانطباع إلى أي تجربة تقع فورًا قبل موقف يتسبب في إتاحة أكبر للمخطط العقلي. مثلاً، قد تزيد مشاهدة فيلم رعب في وقت متأخر من الليل فرص إتاحة المخططات العقلية للخوف، مما يزيد من احتمالات رؤية الفرد لظلال وأصوات خلفية تشكل تهديدات محتملة.
يهتم الباحثون في مجال الإدراك الاجتماعي بكيفية دمج المعلومات الجديدة مع المخططات العقلية الراسخة مسبقًا، وخصوصًا عندما تتعارض هذه المعلومات مع المخطط العقلي القائم. على سبيل المثال، قد يكون لدى طالب مخطط عقلي راسخ مسبقًا عن كون جميع المعلمين جازمين ومستبدين. وبعد لقاء معلم خجول ومتحفظ، ربما يهتم أحد الباحثين في مجال الإدراك الاجتماعي بكيفية دمج الطالب لهذه المعلومات الجديدة مع المخطط العقلي القائم عنده عن المعلم. وتميل المخططات العقلية الراسخة مسبقًا إلى جذب الانتباه نحو معلومات جديدة؛ حيث أن الناس يهتمون بشكل انتقائي بالمعلومات المتوافقة مع المخطط العقلي ويتجاهلون المعلومات غير المتوافقة. ويشار إلى ذلك باسم الانحياز التأكيدي. وفي بعض الأحيان، تصنف المعلومات غير المتوافقة بشكل فرعي وتحفظ كحالة خاصة مع ترك المخطط العقلي الأصلي دون أية تغييرات. وهو ما يطلق عليه التصنيف الفرعي.
يهتم الباحثون في مجال الإدراك الاجتماعي أيضًا بدراسة تنظيم المخططات العقلية المنشطة. ويعتقد أن التنشيط الموقفي للمخططات العقلية تلقائي، بمعنى أنه خارج السيطرة الواعية للفرد. ومع ذلك، ففي مواقف عديدة، ربما تتعارض المعلومات التخطيطية التي تم تنشيطها مع المعايير الاجتماعية للموقف، وفي هذه الحالة يحفز الفرد على تثبيط تأثير المعلومات التخطيطية على تفكيره وسلوكه الاجتماعي. يعتمد نجاح الفرد في تنظيم تطبيق المخططات العقلية المنشطة على الاختلافات الفردية، من حيث القدرة على الرقابة الذاتية ووجود الضعف الموقفي الذي يمكن من فرض السيطرة. وتزيد قدرة الرقابة الذاتية العالية وغياب الضعف الموقفي في الأداء الوظيفي التنفيذي من احتمالات نجاح الأفراد في تثبيط التأثير التلقائي للمخططات العقلية المنشطة على تفكيرهم وسلوكهم الاجتماعي. ومع ذلك، عندما يتوقف الأفراد عن كبح تأثير الأفكار غير المرغوبة، يمكن حدوث تأثير ارتدادي؛ حيث تصبح الأفكار متاحة بشكل مفرط.