بحث علمى كامل جاهز عن أضرار الإدمان
للإدمان تأثيرات خطيرة على جسم المتعاطي ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه التأثيرات من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجة خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في النقاط التالية:
صحياً
· الخمول والكسل.
· التهور واضطراب الإدراك.
· قصور الكبد والرئتين.
· الموت المفاجئ عند تناول جرعات كبيرة.
· التعرض لخطر الإصابة بمرض الإيدز من خلال المشاركة بأدوات الحقن الملوثة التي تستعمل لحقن المخدرات بين عدة أشخاص.
· هبوط التنفس وازدياد الحاجة إلى الأكسجين لتنقية الدم في حال تعاطي الهرويين.
· الغيبوبة المفاجئة عند زيادة الجرعة.
· تلف الأنسجة الرئوية وغشاء الأنف في حال تعاطي المورفين على سبيل المثال.
· زيادة أو إبطاء دقات القلب بحسب تأثير المادة التي يتم تعاطيها.
· اضطراب الاحساس بالزمن والمسافات وتضخيم الذات واضطراب الذاكرة.
2.اجتماعياً
· انقطاع المدمن عن المجتمع وابتعاده عن جو العائلة.
· انهيار علاقاته مع أسرته وأصدقائه وزملائه في المدرسة أو العمل.
· فقدانه المسؤولية مما يسبب صعوبة التعامل معه والاعتماد عليه.
· انحراف المزاج والسلوك المخالف للعادات والقيم.
· خسارته وظيفته أو انخفاض مستوى أدائه في الدراسة أو العمل.
· ارتكاب جرائم تحت تأثير الحاجة للمخدرات كجرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار.
ولا تقف أزمة الإدمان عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول، حيث ترتبط بها جرائم كثيرة، لعل أبسطها حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل انخفاض معدلات الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة القوى العاملة وانحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية.
أضرار المخدرات على الإنتاج*
يعتبر ((الفرد لبنة من لبنات المجتمع وإنتاجية الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية المجتمع الذي ينتمي إليه))ك
فمتعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل ولكن إنتاج المجتمع أيضاً يتأثر في حالة تفشي المخدرات وتعاطيها فالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات ((تؤدي إلى انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب العام فتؤدي أيضاً إلى ضروب أخرى من السلوك تؤثر أيضاً على إنتاجية المجتمع)).ك
ومن الأمثلة على تلك السلوك هي : تشرد الأحداث وإجرامهم والدعارة والرشوة والسرقة والفساد والمرض العقلي والنفسي والإهمال واللامبالاة وأنواع السلوك هذه يأتيها مجموعة من الأشخاص في المجتمع ولكن أضرارها لا تقتصر عليهم فقط بل تمتد وتصيب المجتمع بأسره وجميع أنشطته وهذا يعني أن متعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل ولكنه يخفض من إنتاجية المجتمع بصفة عامة وذلك للأسباب التالية
انتشار المخدرات والاتّجار بها وتعاطيها يؤدي إلى زيادة الرقابة من الجهات الأمنية حيث تزداد قوات رجال الأمن ورقباء السجون والمحاكم والعاملين في المصحات والمستشفيات ومطاردة المهربين للمخدرات تجارها والمروجين ومحاكمتهم وحراستهم في السجون ورعاية المدمنين في المستشفيات تحتاج إلى قوى بشرية ومادية كثيرة للقيام بها وذلك يعني أنه لو لم يكن هناك ظاهرة لتعاطي وانتشار أو ترويج المخدرات لأمكن هذه القوات إلى الاتجاه نحو إنتاجية أفضل ونواحي ضحية أو ثقافية بدلاً من بذل جهودهم في القيام بمطاردة المهربين ومروجي المخدرات وتعاطيها ومحاكمتهم ورعاية المدمنين وعلاجهم
يؤدي كذلك تعاطي وانتشار المخدرات إلى خسائر مادية كبيرة بالمجتمع ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي تنفق وتصرف على المخدرات ذاتها
فمثلاً : إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي المجتمع) التي تستهلك فيه فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشرية عاملة وإضاعة الأراضي التي تستخدم في زراعة هذه المخدرات بدلاً من استغلالها في زراعة محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه
أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع المستهلك للمواد المخدرة فإن هذا يعني إضاعة وإنفاق أموالاً كبيرة ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع تكاليف السلع المهربة إليه بدلاً من أن تستخدم هذه الأموال في ما يفيد المجتمع كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع للإنتاج أو التعليم أو الصحة
أن تعاطي المخدرات يساعد على إيجاد نوع من البطالة ؛ وذلك لأن المال إذا استغل في المشاريع العامة النفع تتطلب توفر أيدي عاملة وهذا يسبب للمجتمع تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات ويرفع معدل الإنتاج ، أما إذا استعمل هذا المال في الطرق الغير مشروعة كتجارة المخدرات فإنه حينئذ لا يكون بحاجة إلى أيدي عاملة ؛ لأن ذلك يتم خفية عن أعين الناس بأيدي عاملة قليلة جداً
إن الاستسلام للمخدرات والانغماس فيها يجعل شاربها يركن إليها وبالتالي فهو يضعف أمام مواجهة واقع الحياة … الأمر الذي يؤدي إلى تناقص كفاءته الإنتاجية فما يعوقه عن تنمية مهاراته وقدراته وكذلك فإن الاستسلام للمخدرات يؤدي إلى إعاقة تنمية المهارات العقلية والنتيجة هي انحدار الإنتاج لذلك الشخص وبالتالي للمجتمع الذي يعيش فيه كمّاً وكيفاً
كل دولة تحاول أن تحافظ على كيانها الاقتصادي وتدعيمه لكي تواصل التقدم ومن أجل أن تحرز دولة ما هذا التقدم فإنه لا بد من وجود قدر كبير من الجهد العقلي والعضلي معاً ((يبذل بواسطة أبناء تلك الدولة سعياً وراء التقدم واللحاق بالركب الحضاري والتقدم والتطور)) ليتحقق لها ولأبنائها الرخاء والرفاهية فيسعد الجميع ، ولما كان تعاطي المخدرات ينقص من القدرة على بذل الجهد ويستنفذ القدر الأكبر من الطاقة ويضعف القدرة على الإبداع والبحث والابتكار فإن ذلك يسبب انتهاك لكيان الدولة الاقتصادي وذلك لعدم وجود الجهود العضلية والفكرية (العقلية) نتيجة لضياعها عن طريق تعاطي المخدرات
إضافة إلى ذلك فإن المخدرات تكبد الدول نفقات باهظة ومن أهم هذه النفقات هو ما تنفقه الدول في استهلاك المخدرات فالدول المستهلكة للمخدرات (مثل الدول العربية) تجد نفقات استهلاك المخدرات فيها طريقها إلى الخارج بحيث إنها لا تستثمر نفقات المخدرات في الداخل مما يؤدي (غالباً) إلى انخفاض في قيمة العملة المحلية ، لو كانت العملة المفضلة لدى تجار المخدرات ومهربيها هو الدولار
أثر المخدرات على الأمن العام مما لاشك فيه أن الأفراد هم عماد المجتمع فإذا تفشت وظهرت ظاهرة المخدرات بين الأفراد انعكس ذلك على المجتمع فيصبح مجتمعاً مريضاً بأخطر الآفات ، يسوده الكساد والتخلف وتعمّه الفوضى ويصبح فريسة سهلة للأعداء للنيل منه في عقيدته وثرواته فإذا ضعف إنتاج الفرد انعكس ذلك على إنتاج المجتمع وأصبح خطر على الإنتاج والاقتصاد القومي إضافة إلى ذلك هنالك مما هو أخطر وأشد وبالاً على المجتمع نتيجة لانتشار المخدرات التي هي في حد ذاتها جريمة فإن مرتكبها يستمرئ لنفسه مخالفة الأنظمة الأخرى فهي بذلك (المخدرات) الطريق المؤدي إلى السجن. فمتعاطي المخدرات وهو في غير وعيه يأتي بتصرفات سلوكية ضارّة ويرتكب أفظع الحوادث المؤلمة وقد تفقد أسرته عائلها بسبب تعاطيه المخدرات فيتعرض لعقوبة السلطة وتؤدي به أفعاله إلى السجن تاركاً أسرته بلا عائل . وكل ذلك سببه الإهمال وعدم وعي الشخص وإدراكه نتيجة تعاطيه المخدرات
ويفحص التقرير تأثير انتاج الهيروين والكوكايين غير المشروع على الاقتصاد، ويستنتج أن مراقبة المخدرات ضرورية لنجاح التنمية. ويبين أن التنمية الاقتصادية الطويلة الأجل فى بلد ما مستحيلة بدون نظام فعال لمراقبة المخدرات، وأن المخدرات غير المشروعة تؤدى إلى عدم استقرار اقتصاد البلد والدولة والمجتمع بكامله.
وفى حين أن معظم الأرباح الناتجة عن الاتجار غير المشروع بالمخدرات تجنيها جهات فى البلدان المتقدمة، فإن الأثر الاقتصادى أكبر بكثير فى البلدان النامية، حيث يمثل الاتجار غير المشروع بالمخدرات نسبة أكبر من الاقتصاد. وعلى سبيل المثال فإن إنتاج المخدرات والاتجار بها بطريقة غير مشروعة يشكلان نسبة مئوية من الناتج المحلى الاجمالى تتراوح بين 10 و15 فى المائة فى أفغانستان وميانمار، وبين 2 و3 فى المائة فى كولومبيا وجمهورية لاوس الدميقراطية الشعبية، وفى الولايات المتحدة تبلغ نسبة الأرباح من المخدرات غير المشروعة 0.4 فى المائة من الناتج المحلى الاجمالى مع أن عدد من يتعاطون المخدرات فى الولايات المتحدة أكبر مما فى أى بلد آخر.
ويظهر التقرير كيف يمكن أن تؤدى تجارة المخدرات غير المشروعة إلى عدم استقرار البلد، ومثال ذلك أفغانستان التى ساعدت زيادة انتاج الأفيون الضخمة فى أوائل التسعينيات على إلهاب الحرب الأهلية. وتشير الأدلية إلى انخفاض النمو الاقتصادى ومستويات المعيشة، فى حين شهد بلدان مجاوران لأفغانستان، هما باكستان وايران، نموا اقتصاديا ايجابيا فى الثمانينات والتسعينات على السواء نتيجة للحد من زراعة خشخاش الأفيون فيهما بقدر كبير أو القضاء عليها.