اليوغا العارية أحدث صيحة على إنستقرام
هل تتخيلي ممارسة اليوغا من دون ملابس على الإطلاق؟ هذه الظاهرة الجديدة بدأت تجتاح مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة إنستقرام. هل هي موضة عابرة أم حراك فعلي من أجل الوصول الى السلام الداخلي؟
في الواقع بدأت تنتشر على إنستقرام صور لشابات يمارسن اليوغا من دون ملابس، وقد أثار هذا الموضوع جدلاً كبيراً لدى الناس. انقسم الرأي العام بين مؤيد لهذا النوع من اليوغا على إعتبار أن كل شخص حر بجسده وبين معارض لها على إعتبار أنها تخدش الحياء. إلا أن صحابة هذه الفكرة والتي تعرف على إنستقرام ب"فتاة اليوغا العارية"، تؤكد أن ممارسة اليوغا من دون ملابس هي ميل لما يعرف "بالجسم الإيجابي".
الجسم الإيجابي
وفق موقع "بيو الا اون"، فإن هذه الشابة الجميلة التي تعمل كمصورة وعارضة أزياء، تمارس رياضتها المفضلة اليوغا وهي عارية تماما وتنشر صورها على إنستقرام. واللافت أنها تتفنن في صورها التي تبدو وكأنها عمل فني قائم بحد ذاته، ونتيجة لذلك تمكنت من الحصول على تأييد كبير من الناس، إذ تخطى عدد المعجبين حوالي 000 700 شخص!
وعلى ما يبدو أن هؤلاء المتابعين أعجبوا بجودة الصور المنتشرة، إضافة الى الرسالة الإجتماعية التي تنقلها الشابة، ونتيجة لذلك تم إطلاق هاشتاغ NYGyoga#.
تقبّل الجسد
قد يسأل البعض عن السبب الذي يدفع البعض الى ممارسة اليوغا من دون ملابس، والجواب واضح: جعل المرء يتقبّل جسده كما هو.
وفي هذا السياق توضح صاحب الفكرة أن الفائدة الرئيسية من ممارسة اليوغا بهذه الطريقة هو تشجيع الناس على تقبّل جسمهم كما هو، وتضيف لموقع "ذو كات" الأميركي: "بفضل حسابي على إنستقرام، أريد أن أدعو الناس الى الإنتباه أن أجسادهم جميلة وحثهم بالتالي على القيام بأشياء مذهلة ولا تصدق".
تكشف الشابة البالغة من العمر 25 عاماً، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنها قامت بإتباع نظام غذائي صارم من خلال تناول المأكولات والأطعمة الصحية فقط، إضافة الى ممارسة اليوغا بانتظام.
عن أهمية هذه الرياضة الروحية تقول: "من خلال ممارسة اليوغا تعلمت أن أهم شيء هو ما أشعر به وليس ما أشبه"، مؤكدة أن ممارسة هذه الرياضة من دون ملابس تعطيها شعور بالحرية المطلقة.
جسم الأنثى... وصمة جنسية؟
منذ إنطلاق حساب هذه الفتاة، ظهرت مئات الصور التي تعود للنساء والرجال من جميع الأعمار وهم يمارسون اليوغا من دون ملابس، داخل منازلهم أو حتى بين أحضان الطبيعة.
ووفق موقع "تيرافيمينا" فإن هؤلاء يحاولون من خلال التجرد من ملابسهم التواصل أكثر مع أنفسهم عاطفياً ونفسياً وجسدياً.
في هذا السياق كتبت إحدى الشابات على إنستقرام عن تجربتها مع هذا النوع من اليوغا الذي جعلها تتخلص من عدة مشاكل شخصية كانت تنغص حياتها: "مع مرور الوقت، تعلمت إخفاء عدة أجزاء من جسدي كون المجتمعات تعتبر أن جسد المرأة هو بمثابة وصمة جنسية وبالتالي يجب التستر عنه أمام الناس"، وتكشف هذه الشابة أنها كانت تجد في جسدها عدة عيوب كانت تطاردها طوال حياتها لحين أن تخلصت مؤخرا من هذه الصورة الضبابية وذلك بفضل اليوغا العارية التي ساعدتها على إعادة العثور على نفسها من جديد.
الرجال يشتركون في التحدي
بدورهم قرر العديد من الرجال ممارسة اليوغا وهم عراة، وذلك في إطار تحدي الهاشتاج stripdownasanas3 والذي هو عبارة عن إتباع برنامج يتعلق بممارسة اليوغا من دون ملابس طوال 10 أيام.
واللافت أن الرجال تحمسوا لهذا الموضوع وبدأوا بنشر صورهم بكثافة على إنستقرام، متحدثين عن الفوائد الكبيرة التي حصلوا عليها جرّاء التجرّد من ملابسهم. فإنهم تعلموا كيف يتقبلون أجسادهم بغض النظر عن العيوب التي لديهم، كما أنه من الناحية الروحية، فقد أكدوا أنه من خلال ممارسة اليوغا وهم عراة تمكنوا من الوصول الى الصفاء الذهني وبلوغ السلام الداخلي.
إذا ظاهرة ممارسة اليوغا من دون ملابس بدأت تكبر ككرة الثلج، وهي تتلقى دعم وتأييد العديد من الأشخاص، سواء كانوا من الرجال أو من النساء، نظراً لفوائدها الكثيرة على الصحة النفسية والجسدية وقدرتها على جعل الأشخاص يتقبّلون أنفسهم بمعزل عن العيوب الجسدية التي كانت تلاحقهم لسنوات. إنها تمحي الفوارق بين الجنسين وتحرر المرأة من ربط جسدها بالجنس فقط، خاصة وأنها ترتقي بالذهن الى مستوى الصفاء والسلام الداخلي.
ففي النهاية يمكن القول أن أجسادنا مرآة لنا، فهي تحمل خبراتنا وتجاربنا، وتخبر عن الصعوبات التي مرّينا بها في حياتنا، سواء كان ذلك بسب المرض او الإنجاب أو غيرها، فهي ببساطة تكشف وتخبر عن مشوارنا في هذه الحياة.